لأول مرة تكشر الطرق الصوفية عن أنيابها مع بدء الاحتفال بمولد العارف بالله سيدي أحمد البدوي، الذي انطلقت فعالياته اليوم الجمعة، وتُختتم ليلة الجمعة المقبلة، حيث تشهد مدينة طنطا منذ الصباح زحامًا كثيفًا في محيط المسجد الأحمدي، فيما دفعت الأجهزة الأمنية والمرورية بقواتها لتنظيم الحركة، وإغلاق بعض الشوارع وفتح أخرى، وسط تزايد أعداد الخيام التي امتلأت بها الشوارع مع توقعات بزيادتها خلال الأيام المقبلة.
وأكد اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، أهمية التنسيق بين جميع الجهات لتحقيق أعلى درجات الجاهزية، مشددًا على رفع حالة الاستعداد القصوى لظهور الاحتفالات بصورة تليق بتاريخ المحافظة وتعكس الجهود المبذولة لخدمة المواطنين.
من جانبه، قال الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن المشيخة العامة للطرق الصوفية استعدت جيدًا لاستقبال مولد سيدي أحمد البدوي، مشيرًا إلى تنظيم احتفالات علمية ودينية على مدار أسبوع المولد، الذي يُعد من أبرز المناسبات الدينية المتزامنة هذا العام مع احتفالات نصر أكتوبر والعيد القومي لمحافظة الغربية.
وأوضح القصبي أنه وللمرة الأولى لن تتجاهل الطرق الصوفية ما وصفه بـ"الحملة الممنهجة للنيل من قطب الأقطاب السيد أحمد البدوي"، مؤكدًا أن الصمت وسعة الصدر ربما أغرت بعض الجاهلين فتمادوا في الإساءة، وراحوا يكيلون اتهامات باطلة للإمام البدوي.
وأشار إلى أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية أصدر بيانًا رسميًا ندد فيه بشدة بما أسماه "الحملة الجاهلة" التي تستهدف الإمام العارف بالله سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه، وتسعى إلى تشويه سمعته الطيبة ومكانته الروحية الرفيعة.
وأكد المجلس في بيانه أن حياة السيد البدوي – رضي الله عنه – كانت مليئة بالعبادة والتقوى، إذ كرس وقته وجهده لخدمة الدين والمجتمع دون أي انحياز لمصالح شخصية أو مادية.
وفي ضوء هذه الهجمات، أعلن المجلس الأعلى للطرق الصوفية عزمه اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد المسيئين للسيد أحمد البدوي وتقديمهم للعدالة، إلى جانب إطلاق حملة توعوية وتعريفية بالتصوف ومناقب الأولياء والأقطاب الصوفية، لتصحيح المفاهيم وتوجيه الرأي العام نحو الفهم الصحيح.
كما شدد المجلس في بيانه على الرفض التام لجميع الألفاظ السوقية والتعبيرات النابية التي يستخدمها بعض المهاجمين ضد مشيخة الطرق الصوفية والتصوف عمومًا، مؤكدًا أن أهل التصوف يلتزمون بأخلاق النبي ﷺ الذي «لم يكن فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابًا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح».
واختتم الدكتور عبد الهادي القصبي تصريحاته قائلًا: "نحن نحترم القانون ونعيش في دولة مؤسسات، ولن يستطيع أحد أن ينال من الطرق الصوفية التي يزيد عدد منتسبيها – بغير أسرهم – على سبعة ملايين شخص".
يُذكر أن عددًا من المنتسبين للتيار السلفي دأبوا في مثل هذه الأيام من كل عام على نشر إساءات بحق السيد البدوي، متهمين إياه بـ"التشيع" و"العمالة" وارتكاب أفعال لا تمت للإسلام بصلة، فضلًا عن اتهام زائريه ومحتفليه بـ"الشرك".