عمر طاهر: الكارثة الحقيقية فى الطريقة التى تتعامل بها الدولة مع الكتب المزورة - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 2:17 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عمر طاهر: الكارثة الحقيقية فى الطريقة التى تتعامل بها الدولة مع الكتب المزورة

عمر طاهر
عمر طاهر
شيماء شناوى:
نشر في: السبت 14 سبتمبر 2019 - 10:39 ص | آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2019 - 10:39 ص

القارئ يعلم أنه الدعم والظهر الوحيد لهذه الصناعة.. فكيف يخون ما يحبه؟!

قال الكاتب والروائى، عمر طاهر، ربما حان الوقت للنظر إلى حجم الكارثة الحقيقية لجريمة تزوير الكتب، ومدى حجم الدمار الذى تخلفه هذه الجريمة، فنسخة واحدة من كتاب مزور لا تحرم المؤلف فقط من حقوقه المادية بل تحرم معه عشرات الأسر التى تعمل بمجال صناعة الكتاب والنشر، ومنهم: مصمم الأغلفة، والمراجع اللغوى، وعامل المطبعة، وتاجر الأورق والأحبار، وكذلك عمال الخدمات الفنية والتشكيلية، وإيجار المكتبات التى تعرض الكتب الأصلية»، ولهذا فالكتاب لا يفتح بيت المؤلف فقط، بل الحقيقة أن المؤلف هو أصغر جزء مستفيد من تلك الصناعة بالكامل، ذلك لأن أكبر كاتب لدينا لا يحصل إلا على نسبة 15% من قيمة الكتاب. لتبقى الـ85% الأخرى باب رزق لعشرات الأسر التى تعمل فى مجال النشر، ويأتى مزور الكتب ليسرق رزق كل هؤلاء ويختزله فى شخصين «مزور وعامل مطبعة».
وتابع طاهر: «من يتعامل مع الكتب بمنطق «اشترى الأرخص»، ليس بقارئ، بل هو مستهلك كتب، لم تضف له القراءة أى شىء كإنسان، فكيف لقارئ يساعد لصا ومزورا على سرقة حقوق آخرين، وإذا كان منطق «اشترى الأرخص» يصلح مع شراء أشياء كقطع غيار الغسالة والأحذية والاكسسوارات وغيرها، فإنه لا يتناسب أبدًا مع القراءة وجمهورها الحقيقى، خاصة أن القارئ يعلم أنه الدعم والظهر الوحيد لهذه الصناعة، فكيف لقارئ أن يخون ما يحبه. وإذا كان لا يعرف الآن ثمن تلك الخيانة، فإنه سيدركها لاحقًا حينما لا يجد كتابا جديدا يقرأه، ذلك لأن المزور نفسه لن يجد كتابا يزوره.
وأكمل صاحب «صنايعية مصر»، أنا مستعد أن أدعم وأساند القارئ بشكل كامل فى أى إجراء يتخذه لمواجهة ظاهرة ارتفاع أسعار الكتب، فإذا قرر القارئ على سبيل المثال مقاطعة شراء الكتب بسبب ارتفاع أسعارها، سأتضامن معه، لأننى فى النهاية أكتب له. ولهذا فأنا معه وأسانده فى أى وسيلة تمرد يتخذها عدا شراء الكتاب المزور، فشراء الكتاب المزور ليس عقابًا أو ردا لارتفاع أسعار الكتب، فالثلاجات غالية والجبنة الرومى غالية، وأغلب الأشياء التى نستخدمها ونستهلكها أصبحت مرتفعة السعر، ومع ذلك لا نسرق هذه الأشياء بحجة أن أسعارها غالية».
ويروى «طاهر»، أنه اضطر فى إحدى المرات إلى توقيع ما يزيد عن 150 نسخة مزورة من كتبه فى حفلة واحدة، قائلًا: «دعيت إلى حفل توقيع فى مدينة المنصورة، وهناك فوجئت بأن المنظمين استأجروا قاعة أفراح كبيرة، كى تسع الحضور، وبأن المنصة موجودة بالمكان المخصص للكوشة، وبالفعل كانت ليلة فرح، ستظل ليلة من أجمل أيام حياتى، ولكنى فوجئت أثناء توقيع الكتب بأن أغلب النسخ مزورة، وبأننى وقعت ما يزيد عن الـ150 نسخة مزورة، فاستوقفنى الأمر وسألت منظمى الندوة عن مصدر الكتب، فكانت الإجابة أنهم اشتروها جميعًا من معرض كتاب تنظمه جمعية الشبان المسلمين بالمنصورة، وبالتالى لم يخطر فى بالهم أن معرضا تنظمه جمعية الشبان المسلمين يضم كتبًا مزورة، وهو الأمر الذى حدث للقارئ حينما اشترى الكتاب من منظمى حفل التوقيع، فهم لم يشتروها لأنها الأرخص بل لأنها المتوفرة. وعادة ما أوقع الكتب بنسخها المزورة للقارئ، فلا يمكن أن أرد قارئا تكلف مشقة الحضور، ودفع ثمن كتاب حتى وإن كان مزورا».
وأكد صاحب «إذاعة الأغانى» أن الكتب المزورة أصبحت تجتاح أغلب الأماكن والنوادى ومراكز الشباب، والمؤسسات الخاصة والحكومية فى مصر، بما فيها معارض الكتاب بداخل الجامعات، قائلًا: «بعد مشاركتى بندوة نظمتها كلية الطب بمدينة طنطا، خرجت بصحبة الكاتب الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق، لأجد معرضا للكتاب مقاما داخل ساحة الجامعة، يبيع الكتب المزورة، حتى أن رواية أرض الإله للروائى أحمد مراد، كان يعلوها لافتة كرتون كُتب عليها 25 جنيهًا. وعندما أشرت للدكتور أحمد ليراها، ابتسم هو وأشار لى أن أنظر فى الاتجاه الآخر الذى حمل جميع مؤلفاته بنسخها المزورة، لأسأله كيف يحدث هذا فى جامعة حكومية تطلب تصريحات أمنية وموافقات كثيرة قبل أى نشاط يقام بها، فلماذا لا تبذل جزءا من هذا الجهد فى التدقيق بالأوراق التى تؤكد أن هذه الكتب أصلية.
وقال صاحب «أثر النبى»، «على دور النشر الرسمية واتحاد الناشرين، العمل والتحرك بشكل أكثر فعالية لمواجهة هذه الظاهرة، وذلك من خلال تواجدهم المستمر فى المحافظات المختلفة، وإقامة معارض للكتاب الأصلى، لسد الطريق على هؤلاء المزورين الذين يقيمون معارض أسبوعية فى المحافظات ويبيعون النسخ المزورة بأعلى من سعرها الأصلى. وأعتقد أن ما فتح الباب أمام هؤلاء المزورين هو تعالى دور النشر الكبيرة عن إقامة معارض للكتاب فى الأماكن البسيطة، والكسل الذى أصاب أصحابها فى نشر إصداراتها فى جميع أنحاء البلاد».
وقال طاهر فى أغلب معارض الكتب بالدول العربية التى أزورها مثل الأردن أو لبنان أو تونس والمغرب، لا أجد سوى نسخ الكتب المزورة، والتى تأتيهم أغلبها من مصر، وهو الأمر الذى يضر بسمعة مصر وتاريخها، وربما تسبب لها هؤلاء المزورون بفضيحة عالمية كالتى تسببت فيها شركة «سامسونج» لكوريا، بعد انتهاكها براءات تابعة لشركة «آبل»، وفرضت عليها فى نهاية الأمر غرامة بحوالى 930 مليون دولار.
وأكمل «طاهر»، تبقى الكارثة الحقيقية فى الطريقة التى تتعامل بها الدولة مع الكتب المزورة، فمصر تعتبر الدولة الوحيدة التى تعطى تصاريح رسمية للمزورين لإقامة معارض الكتب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك