في عيد الوفاء.. «عروس النيل» أسطورة رسختها الأفلام ونفاها المؤرخون - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في عيد الوفاء.. «عروس النيل» أسطورة رسختها الأفلام ونفاها المؤرخون

عروس النيل
عروس النيل
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 15 أغسطس 2019 - 4:10 م | آخر تحديث: الخميس 15 أغسطس 2019 - 4:12 م

ترك الفراعنة لمصر الكثير من العادات والأعياد والمناسبات، منها المندثر عبر السنين وبعضها استمر معنا حتى الآن لنحتفل به على غرار أجدادنا، ومن هذه الأعياد الباقية حتى اليوم "وفاء النيل".

احتفل قدماء المصريين كل عام بعيد وفاء النيل، والذي يوافق 15 أغسطس، وهو الشهر الذي يأتي الفيضان محملا بالطمي والماء، وكانوا يلقون عروسة من الخشب في النيل خلال حفل عظيم يتقدمه الملك وكبار رجال الدولة؛ تقديرا لمكانة النيل في نفوسهم.

وتدور حول قصة الاحتفاء بعيد النيل، ومنها أن المصريين القدماء كانوا يقدمون للنيل "الإله حعبي" -في عيده- فتاة جميلة، وكان يتم تزيينها وإلقاؤها في النيل كقربان له، وتتزوج الفتاة بالإله "حعبي" في العالم الآخر.

• حقيقة الأسطورة

يقول الكاتب أمير عكاشة في كتابه "الفراعنة حكايات وأساطير حيرت العالم": "منذ اكتشاف شامبليون لأسرار اللغة المصرية القديمة بعد اكتشاف حجر رشيد أثناء الحملة الفرنسية على مصر، بدأ الباحثون في دراسة جادة لتاريخ المصري القديم ومن بين هؤلاء الباحث الفرنسي بول لانجيه، الذي تفرغ لدراسة قصة عروس النيل، وخرج الباحث من دراسته بأن المصريين القدماء كانوا لا يلقون بفتاة في النيل، ولكنهم كانوا يحتفلون بإلقاء سمكة من نوع الاطم، وهذا النوع من السمك قريب الشبه من الإنسان، ويصفه بعض العلماء بإنسان البحر، وتتميز أنثاه بأن لها شعر كثيف فوق ظهرها ووجهها أقرب إلى كلب البحر، وكان المصريون يزينون السمكة بالألوان ويتوجون رأسها بعقود الورد ثم يزفونها إلى النيل، ومنذ أعوام تم كشف سمكة من هذا النوع في بحيرة قارون بالفيوم".

ويضيف عكاشة: "أن إلقاء الفتيات لم يُعرف إلا في عهد المماليك، حيث جاءوا بالفتيات المدربات على السباحة، وكان يتم إلقاءهن في النهر ويتركن للسباحة حتى الشاطئ في كرنفال الاحتفال".

وأكمل في كتابه: "أن إلقاء عروس حية في النيل ليس إلا خرافة، فجميع من أرخوا لمصر القديمة وعاداتها والغرائب الفرعونية مثل هيكاه وهيرودوت وتيودور الصقلي وبلوتراك وكليمان السكندري، لم يتناولوا حكاية عروس النيل".

فيما تقول الكاتبة نعمات أحمد فؤاد في كتابها "القاهرة في حياتي": "إن حكاية عروس النيل ليس لها أساس تاريخي، ولم ترد في غير القصة التي ذكرها بلوتراك، والتي تقول إن إيجبتوس ملك مصر أراد اتقاء كوارث نزلت بالبلاد، فأشار إليه الكهنة بإلقاء ابنته في النيل ففعل، ثم لحق به ندم شديد فألقى بنفسه وراءها".

• أعمال فنية رسخت للأسطورة

نتيجة لأهمية هذه القصة والاحتفاء الكبير الذي كان يقام في عيد وفاء النيل، انجذبت السينما للقصة، فقدمتها في شكل "فانتازايا" من خلال فيلم "عروس النيل" عام 1963.

الفيلم يحكي قصة حب خيالية بين رجل من العصر الحديث وآخر عروس نيل مصرية "هاميس"، والفيلم من فكرة لبنى عبدالعزيز الذي قامت بدور البطولة فيه، وتأليف كامل يوسف، وإخراج فطين عبدالوهاب، وشاركها رشدي أباظة وشويكار وعبدالمنعم إبراهيم.

وهو يعرض فكرة إلقاء قدماء المصريين لفتاة حية في مراسم الاحتفاء بعيد وفاء النيل.

وفي المسلسل التاريخي "رجل الأقدار"، الذي يحكي السيرة الذاتية لعمرو بن العاص وقصة فتح مصر من قبل الجيش الإسلامي، تناولت بعض الحلقات قصة إلقاء عروس النيل، ورفض عمرو هذه الطريقة في الاحتفال، وخوف المصريين من غضب النيل وجفافه بعد قرار منع هذه العادة الفرعونية.

المسلسل من بطولة نور الشريف، وسوسن بدر، وحنان مطاوع، وبهاء ثروت، وخالد الصاوي، وإنتاج عام 2003.

والحادثة المذكورة في المسلسل تم اقتباسها من رواية المؤرخ أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالحكم المذكورة في كتابه "فتوح مصر والمغرب"، ويقول الكاتب أمير عكاشة إن هذه الرواية التي ذكرها عبدالحكم لم يعاصرها بل كتبها بعد مرور 230 عاما من فتح عمرو بن العاص لمصر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك