موزع: السجائر تباع أغلى من سعرها الرسمي بنسبة 108%
استمرت أسعار السجائر فى الارتفاعات غير الرسمية فى ظل نقص المعروض منها فى السوق المحلية، لتصل الزيادات إلى 16 و25% خلال الشهر الجارى فقط، بالإضافة إلى زيادة الأسعار بنسبة وصلت إلى 75% الشهر الماضى، وفقا لعدد من التجار.
يقول على عبدالرحمن، أحد موزعى السجائر فى القاهرة، إن هناك تراجعا شديدا فى المعروض من السجائر حاليا، مؤكدا أن هناك بعض الأصناف التى عليها طلب مرتفع، اختفت تقريبا من السوق.
وأضاف عبدالرحمن أن تراجع المعروض أدى إلى خلق سوق سوداء تباع فيه علبة السجائر بسعر أغلى من سعرها الرسمى بنسبة 108%، ضاربا المثال بعلبة سجائر كليوباترا قائلا: «العلبة سعرها الرسمى للمستهلك بـ23 جنيها وتباع حاليا بـ48 جنيها ولو لقيتها أصلا».
وأوضح أن حصص السجائر التى يحصل عليها حاليا، مصدرها تجار آخرون، وليس الشركة، متسائلا: «التجار دول بيجيبوا البضاعة دى كلها منين، واحنا مش عارفين ناخد حصتنا من الشركة»، مشيرا إلى أن الوضع الحالى أصبح فى غاية الصعوبة، والشهر الماضى كانت السوق المحلية تواجه ارتفاع الأسعار فقط، ولكنها تواجه حاليا زيادة أكبر فى الأسعار وشبه اختفاء للعديد من الأصناف، «سنسمع قريبا أن هناك علبة سجائر بـ100 جنيه»،وفقا لقوله.
من جانبه أكد إبراهيم إمبابى، رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، إنه لا يوجد أزمة فى إنتاج السجائر، بينما هناك تلاعب كبير من بعض كبار التجار والموزعين، مضيفا أن المواطن تهاون فى حقه خلال الفترة الماضية عندما سمح للتاجر أن يبيع له علبة السجائر بسعر أعلى من ثمنها.
وقال إمبابى إن كبار التجار اتجهوا لتخزين السجائر انتظارا لزيادة أسعارها بعد التعديلات الضريبية المنتظرة، لافتا إلى أنه كان يجب على الحكومة تسريع إقرار تلك التعديلات حتى يتجه التجار للتخلص من البضائع المخزنة لجلب سيولة جديدة، قائلا: «إن إقرار التعديلات الضريبية الجديدة وزيادة أسعار السجائر الرسمية سيقضيان على تكهنات التجار ويزيدان المعروض من السلعة فى السوق المحلية»، مؤكدا أن الزيادة ستتراوح بين 3 و5 جنيهات كحد أقصى.
وتستهدف وزارة المالية حصيلة ضريبية من قطاع التبغ والسجائر بـ88.171 مليار جنيه فى موازنة العام المالى الجديد 2023 ــ 2024، مقارنة بـ86.448 مليار جنيه فى موازنة العام المالى الماضى
ووفقا لإمبابى، فإن شعبة الدخان توصلت مع مسئولين حكوميين حول الصيغة النهائية لتعديلات قانون الضرائب على التبغ، حتى يتسنى لها تحقيق مستهدفاتها البالغة 88.171 مليار جنيه نهاية العام المالى الجارى بزيادة مليارى جنيه تقريبا، عن موازنة العام المالى الماضى، إلا أنه حتى الآن لم يقر البرلمان أى تعديلات رسمية خاصة بالضريبة المفروضة على التبغ والدخان.
وتساءل إمبابى: «هل ستظل هذه الأزمة معلقة حتى يعود مجلس النواب للانعقاد مرة أخرى فى أكتوبر المقبل ويقر التعديلات الضريبية الجديدة؟».
وكانت شركة «فيليب مورس» أعلنت عن قائمة أسعار جديدة لمنتجاتها من السجائر، بزيادة تتراوح بين 3 و5 جنيهات، أمس الأول، الأحد، ولكنها سرعان ما أوقفت العمل بتلك المنشور، بعد إعلانه بساعة واحدة فقط وعلق رئيس شعبة الدخان، بأن الشركة تراجعت عن زيادة الأسعار الرسمية لحين لصدور التعديلات الضريبة الجديدة.
من جانبه يقول وليد أحمد، صاحب أحد الأكشاك فى القاهرة، إن مندوب السجائر كان يأتى له 3 مرات أسبوعيا، لكن فى الوقت الحالى لا يرى المندوب إلا مرة واحدة أسبوعيا، ويورد له كميات لا تكفى لباقى اليوم نفسه، مضيفا أنه أوقف شراء السجائر فى الوقت الحالى، حتى تضح الأمور والأسعار خلال الأيام المقبلة، متابعا: «أنا خايف أشترى بالسعر الغالى، وبكرا يطلع قرار جديد يخلينى أبيع بالسعر الرسمى، وأخسر فلوسى».
وبحسب أحمد، فإن سعر علبة السجائر البوكس وصل إلى 48 جنيها، مقارنة بـ43 جنيه فى بداية الشهر، ووصلت علبة السجائر «إل آند إم»، إلى 63 جنيها، مقارنة بـ 54 جنيها فى بداية الشهر.
ووصل سعر علبة الميريت إلى 75 جنيها، وسجلت أسعار سجائر الوينستون 50 جنيها، مقابل 41 جنيها فى بداية الشهر.
وبالنسبة للأسعار الرسمية، فكانت شركة الشرقية للدخان، قد أعلنت فى مارس الماضى، رفع أسعار السجائر الشعبية كليوباترا بوكس وكليوباترا كينج وكليوباترا سوبر بما يتراوح بين 1 و 3 جنيهات، فأصبح سعر (بوكس 10) 15 جنيهًا، وكليوباترا كينج سايز 23 جنيهًا، وكليوباترا سوفت كوين 24 جنيهًا، وبوسطن/بلومنت 24 جنيهًا، وكليوباترا بوكس (أبيض/ ألوان) 24 جنيهًا كما قررت شركة «فيليب موريس» العالمية رفع أسعار سجائرها في مصر، وأرجعت سبب الزيادة إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج.
وارتفعت أسعار سجائر ماركة «ميرت» بأنواعها لتصل إلى 59 جنيهًا، وأسعار «مارلبورو» بأنواعها إلى 54 جنيهًا.