تطبق سلطات مدغشقر تجربة تطعيم الماشية في الجزء الأوسط من الجمهورية، في سبيل استعادة الأمن وإيقاف حالات السرقة، وتنفيذًا للوعد الذي قطعه الرئيس أندريه راجولينا، بعد توليه المنصب هذا العام، حيث تنتشر سرقة الماشية بشكل واسع وخصوصًا في بلدة "تسيروا النومان ديدي"؛ لتميزها بوجود ماشية "الزبيو" أحد الأنواع بالقارة الآسيوية، والتي تحمل سنامًا كبيرًا على ظهورها، وفقًا لما نشره موقع "إفريقيا نيوز".
وطورت شركة "جينيوس للتكنولوجيا" كبسولة تحمل شريحة إلكترونية تتضمن معلومات جغرافية حول أنحاء جمهورية مدغشقر، ومزودة بخاصية التتبع مثل الموجودة بالهواتف المحمولة؛ من أجل تتبع الماشية التي يتم سرقتها وتحديد أماكن تواجدها ومن ثم العثور عليها، وأوضح الطبيب البيطري "رافيلونجاتوفو فولولونا" أنه يتم دفع الكبسولة داخل فم الأبقار والجاموس، لتدخل بطن الحيوان وتبقى بها حتى وفاته أو ذبحه.
وبفضل البرنامج، يمكن العثور على موقع الماشية المسروقة من خلال تفاصيل جغرافية شهيرة حول المكان، في رسالة توجهها الشريحة لجهاز التتبع الذي يتولى إشرافه متخصصون في الاتصالات، وقد أكد "ديرا راكوتوريفيلو"، المدير المسؤول عن الاتصالات والتسويق في شركة "جينيوس" للتكنولوجيا، أن التفاصيل الجغرافية الموجودة بالبرنامج، أعدت من أجل اكتشاف الطريق الذي تسير به الماشية المسروقة.
جدير بالذكر أن سرقة الماشية هي بمثابة طاعون وطني في مدغشقر، حيث تم سرقة 30 ألف حيوان منذ عام 2017، ووفقًا للشرطة والمزارعين: "غالبًا ما تُقتل قوات الأمن في الاشتباكات التي تدخلها مع اللصوص"، وأضاف أحد المزارعين: "قُتل أصدقائي وأفراد عائلتي بما فيهم أخي الصغير على يد اللصوص، فور تلقيه 8 طلقات نارية، حيث لا يميز اللصوص، فهم يطلقون النار على الجميع، وحتى على النساء والأطفال".
يبلغ عمر الشريحة 7 سنوات، وهو ما يعادل متوسط عمر الماشية، وبمجرد ذبح أو موت الماشية يتم إلغاء تنشيط الشريحة، كما تسعى الحكومة لحقن 2.5 مليون رأس من الماشية بشرائح التتبع خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وتبلغ تكلفة الشريحة الواحدة بين 6 إلى 10 دولارات، حيث مولّها مستثمرون مجانًا في بداية التجربة، إلا أن التمويل طويل الأجل للمشروع لم يتأكد بعد.