هناك الكثير من الأحاديث حول مكملات الكولاجين، والتي يرى البعض أنها تمنع فقدان العظام، وتعزز كتلة العضلات، وتخفيف آلام المفاصل، وتحسن صحة الجلد عن طريق إبطاء علامات الشيخوخة المعروفة بالتجاعيد.
والكولاجين هو أحد أكثر البروتينات وفرة في الجسم، إنه يمنح عظامنا الكثير من القوة ويجعل بشرتنا نضرة ومشرقة، ونظرًا لأن إنتاج الكولاجين يتباطأ بشكل طبيعي من العشرينيات فصاعدًا، لذلك يلجأ البعض إلى التفكير في أنه يمكننا زيادته بمكملات، ولكن هل زيادة هذه المكملات في صالح صحتنا؟
تقول إيما بيكيت، متخصصة في التغذية بجامعة نيوكاسل، إن تناول المزيد من مكملات الكولاجين لزيادة نسبته لا يصب في مصلحة الجسم، في حين أننا يمكن أن نحصل عليه بشكل طبيعي من خلال وجبات طعامنا البروتيني أو حتى في النظام الغذائي النباتي، وفق ما قالته لموقع "أ بي سي نت" الأسترالي.
- ما هي الأطعمة التي تفيدنا في الحصول عليه؟
مثل جميع البروتينات، يتكون الكولاجين من سلسلة طويلة من اللبنات تسمى الأحماض الأمينية، وبمجرد تجميعها، تتجمع سلاسل الكولاجين وتصبح خيوط ترتبط معًا لتشكيل ألياف موجودة في الجلد والأظافر والشعر والعظام والمفاصل.
وتقول البروفيسور بليندا بيك، متخصصة في علم التشريح العضلي الهيكلي في جامعة جريفيث الأسترالية: "إنها مادة منظمة وتتسم بالمرونة، وتصنع أجسامنا الكولاجين بشكل طبيعي من البروتين الذي نتناوله، يمكن أن يكون في شكل مكمل أو مجرد بروتين نحصل عليه من تناول اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان أو الكثير من الفاكهة والخضروات والحبوب".
وتوضح الدكتورة بيكيت: "بغض النظر عن نوع البروتين الذي نختار تناوله، يجب تقسيم جميع البروتينات إلى أحماض أمينية ليتم امتصاصها من خلال القناة الهضمية، ثم يقرر الجسم ماذا يفعل بها، يمكن للجسم أن يختار استخدام هذا البروتين لصنع أي واحد من آلاف البروتينات الأخرى التي يحتاجها كل يوم".
وتصنع مكملات الكولاجين المُصنعة عادة من منتجات حيوانية غنية بالكولاجين، مثل عظام الدجاج وقشور الأسماء وغيرها، والتي يتم طحنها إلى مساحيق لإضافتها إلى الأطعمة والمشروبات، كما ذكرت بيكيت.
وأشارت الدراسات إلى أنه قد تكون هناك فوائد محتملة لتناول مكملات الكولاجين مثل تحسين مرونة الجلد وكثافة الكولاجين فيه، وهناك أيضًا عدد من الدراسات التي تبحث في مكملات الكولاجين وتأثيرها على كبار السن الذين يعانون من ضعف وهشاشة العظام أو حالات التهابية مثل التهاب المفاصل.
ومع ذلك فإن الدليل على أن مكملات الكولاجين توفر أي فائدة طويلة المدى ضعيف جدًا، حيث تقول الدكتورة بيكيت: "يمكنك العثور على دراسات تجعل هذه المكملات مفيدة ولكن يجب إعادةا لنظر فيها مرة أخرى، فهي غالبًا ما ترعاها الشركات التي تصنع المكملات".
وتستكمل الدكتور بيكيت: "تبدو مكملات الكولاجين لها بعض الفوائد المعتدلة للأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام، وهي حالة يتآكل فيها الغضروف بين عظامك بمرور الوقت، وفي بعض التجارب السريرية، أبلغ الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل عن تحسن الألم عند تناول هذه المواد".
وأضافت أنه إذا كنت لائقًا وصحتك جيدة، وتفكر في تناول مكملات الكولاجين للتعافي بعد تمرين شاق أو إصابة ، فيجب أن تعيد التفكير، لأن تناول البروتين، مهما كان الشكل الذي تختاره، لا يكفي لبناء وإصلاح النسيج الضام بعد الإصابة، بل التمارين هي الحل الأمثل.
ويقول الدكتورر بيك إن تمارين المقاومة هي أفضل شيء يمكنك القيام به للحفاظ على قوة وصحة العظام والعضلات والنسيج الضام، يتضمن ذلك ممارسة التمارين في صالة الألعاب الرياضية أو رفع الأثقال في المنزل أو صعود السلالم أو القيام بالسباقات السريعة والجري بعض الوقت.