المخرج سعيد حامد: برىء من ترسيخ مفهوم «السينما النظيفة» -حوار - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:13 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المخرج سعيد حامد: برىء من ترسيخ مفهوم «السينما النظيفة» -حوار

حوار ــ إيناس عبدالله:
نشر في: السبت 24 سبتمبر 2022 - 9:03 م | آخر تحديث: السبت 24 سبتمبر 2022 - 9:11 م

• تكريمى بمهرجان «الإسكندرية السينمائى» جاء مبكرا ومازال لدى مشوار وأحلام كبيرة
«على جنب يا اسطى» عرقل حياتى.. وأعود قريبا بفيلم جديد
• حاولت تقديم سينما مستقلة تنسب لى.. لكن لم أنجح
• رفقاء الدرب والنجاح خذلونى.. وبداخلى جرح أحاول تجاهله
• نجوم هذا الزمن يفتقدون روح التجديد والمغامرة.. وأصبح رهانهم على المضمون والفكرة المستهلكة
• لن أنساق وراء الهيافة.. ولن أتعاون مع بطل لا يهمه سوى «خلع قميصه»
• فيلم «صعيدى فى الجامعة الإمريكية» حقق إيرادات غير مسبوقة.. والجزء الثانى اختراع من محمد هنيدى
• أشرف عبدالباقى غير محظوظ فى السينما.. وأعتز بتجربة النقل التليفزيونى لـ«مسرح مصر»

رغم أن بدايته فى السينما المصرية كانت محبطة، حيث لم يحقق أولى أفلامه «حب فى الثلاجة» نجاحا تجاريا، بل ربما نستطيع أن نقول إنه فشل «جماهيريا»، لكن نجح المخرج السودانى سعيد حامد أن يقف على قدميه مرة أخرى، وأن يحقق نجاحا مدويا بفيلمه «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» الذى من خلاله انطلق بقوة لعالم الفن السابع، وبسببه اعتبر «حامد» أحد عرابة موجة السينما الشبابية، التى ظهرت نهاية تسعينيات القرن الماضى، وواحد من الذين رسخوا لمصطلح السينما النظيفة، التى خلت من أى مشاهد عرى وقبلات وألفاظ جريئة.

قدم خلال مشواره الفنى مجموعة كبيرة من الأفلام الناجحة منها «همام فى أمستردام»، و«شورت وفانلة وكاب»، و«جاءنا البيان التالى»، وآخر أفلامه «على جنب يا اسطى» إنتاج عام 2008، الذى بعده، ابتعد سعيد حامد بشكل مفاجئ عن معشوقته السينما، متجها للشاشة الصغيرة، إما مخرجا لبعض المسلسلات، أو مخرجا للنقل التليفزيونى لمسرحيات «مسرح مصر»، وبعد حل الفرقة وتوقف عروضها، توقف نشاط سعيد حامد فى مصر، وابتعد عن الأضواء، إلى أن أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى عن تكريمه فى الدورة ال 38 المزمع انطلاقها فى الفترة من 5 إلى 10 أكتوبر الجارى، وكانت مناسبة جيدة للحديث معه، حول أهم محطات مشواره الفنى، وعن سبب ابتعاده كل هذه السنوات،

وكانت البداية بسؤاله عن رد فعله بتكريمه فى «الإسكندرية السينمائى» فقال:
كانت مفاجأة سارة جدا لى، خاصة أننى أشعر انه تكريم مبكرا للغاية، فما يزال أمامى مشوار طويل لابد من خوضه، وأحلام وطموحات أسعى لتحقيقها، لكن هذا لا يعنى أننى سعيد جدا به، وأعتبره شرفا كبيرا لى، ووسام على صدرى، أن يتم تكريمى من مصر، بلدى الثانية، التى احتضنتنى، وأحبتنى، ومنها انطلقت، وحصلت على المكانة التى وصلت إليها.

• أين أنت الآن، بعد أن كان لا يخلو موسم سينمائى من فيلم لك؟
ــ أعمل فى النقل التليفزيونى للمسرحيات المختلفة، وبعد أن انتهت تجربة مسرح مصر، سافرت إلى السعودية وقمت بتصوير مسرحية «الذيب فى القليب» للممثل السعودى الكبير ناصر القصبى، وفى نفس الوقت لدى مشروعات سينمائية كثيرة، لكن واجهت تعثرات إنتاجية كثيرة، وحاليا أحضر لمشروع فيلم سينمائى جديد اسمه «بره الشباك» بطولة محمد عادل «ميدو»، وقريبا إن شاء الله يرى النور.

• أليس غريبا أن مخرجا مثلك حقق نجاحات كثيرة، وساهم فى بزوغ نجم جيل كامل، هو المتصدر للمشهد حاليا أن يواجه عثرات إنتاجية؟
ــ بعد ثورة 25 يناير الأمور اختلفت تماما، فالمشروعات التى عُرضت على ليست مشرفة كى أضع عليها اسمى، بخلاف أن شركات الإنتاج كانت تريد أن أقدم أفلاما تم تقديمها من قبل، والسيناريو ملىء بالمشاهد المكررة، والحدوتة مجرد ملء وقت، وحينما أعرض عليهم أفكارى، لا تعجبهم، ويريدون فقط تنفيذ أفكارهم، وأنا لن أفعل هذا مهما طالت مدة جلوسى فى بيتى، فأنا من الناس التى تؤمن أن الفن رسالة، ولابد أن أقدم رسالة ومضمونا فى عملى، مهما كانت درجة الكوميديا فيه، ولن انساق وراء «الهيافة» أو انجرف وراء موضة، وكل بطل يريد خلع قميصه، وأصبح شعار المرحلة «أنت مظلوم خد حقك بايدك» وهى نقطة سيئة جدا، والمهم أنه يحقق إيرادات، وهذا ليس مجالى ولن يكون، أريد أن أصطحب الجمهور معى فى رحلة سينمائية ممتعة تمتد لساعتين هما مدة الفيلم، يخرج منها بفائدة.

• وأين أصدقاؤك النجوم الذين تذوقوا النجومية فى أفلامك، فربما ساعدوك بتنفيذ أفكارك على أرض الواقع؟
ــ رغم أننى لم أكن أريد الحديث فى هذا الموضوع، ولكنك ضغطت على الجرح الذى أحاول التغاضى عنه، فللأسف خيبوا أملى، منذ تجربتى مع آخر أفلامى «على جنب يا أسطى» فلم يقفوا معى، رغم علمهم أنه من إنتاجى، وبعده حينما حاولت أن أقف على قدمى مرة أخرى، عرضت عليهم أفكارى، لم ترق لهم، فهم يريدون أفكار السوق، هم وموزعو أفلامهم، افتقدوا روح التجديد والمغامرة، أنا لا أدعى اننى أعلم الغيب، ولكن يراودنى إحساس كبير أن الفكرة التى أطرحها ستنجح، لكنهم لا يقتنعون، ونحن فى زمن الكل ينساق فيه وراء النجم، فقديما كان السيناريو هو الذى يصنع فيلما، أما الآن لا، الممثل هو الأول، وجميعنا نسير وراءه وفقا، لقناعاته وأفكاره، لدرجة أننا الآن فى الزمن الممثل أصبح مؤلفا ومخرجا أيضا.

• بمناسبة الحديث عن فيلم «على جنب يا اسطى» برأيك ما سبب عدم تحقيقه إيرادات؟
ــ بعد أن قدمت فيلم «طباخ الرئيس» وحقق نجاحا جيدا، أردت أن أقدم سينما مستقلة تنسب لى، وبالفعل قمت بتحضير مشروع «على جنب يا اسطى» الذى وللأسف عرقل حياتى كلها، ولم يعد فى إمكانى التصدى لإنتاج فيلم ثان، والكل يعلم كيف تم معاملتى معاملة سيئة جدا فى هذا الفيلم، من قبل الموزع لإنجاح فيلم آخر وهو «ليلة البيبى دول» لأنه كان الموزع الخاص للفيلمين، وأهل الإسكندرية يشهدون، كيف فوجئوا بأن دار العرض ترفع الفيلم من القاعة لعرض «ليلة البيبى دول» بدلا منه، رغم أن فيلمى جيد، بدليل أنه حينما عُرض على شاشة التليفزيون حقق ردود أفعال رائعة جدا.

• أليست مفارقة غريبة أن الفيلمين اللذين قمت بإخراجهما ولعب أو شارك فى بطولتهما الفنان أشرف عبدالباقى لم يحققا الإيرادات المرجوة منهما؟
ــ للأسف أشرف عبدالباقى رغم شعبيته ونجوميته فهو غير محظوظ فى إيرادات السينما، وأذكر أن تجربته مع فيلم «أشيك واد فى روكسى» لم تحقق إيرادات أيضا، رغم توقع الجميع له أنه «سيكسر الدنيا» لكن لابد من التنويه أن لكل فيلم ظروفه الخاصة، مثلا فيلم «صاحب صاحبه» كتبت الدعاية فشله، قبل طرحه بدور العرض، فالدعاية الخاصة للفيلم هيأت الجمهور أنهم سيشاهدون لعبة «توم وجيرى» بين أشرف عبدالباقى ومحمد هنيدى، وظللت أصرخ لهم أن هذا ليس فيلمى، فأنا أقدم تركيبة إنسانية رائعة بين صديقين فى زمن عز فيه مفهوم الصداقة، لكن لا حياة لمن تنادى، ودخل الناس السينما، واصطدموا أنهم لم يشاهدوا هذه الحرب المتوقعة بين «أشرف وهنيدى».

• هل صحيح أن إسناد مهمة النقل التليفزيونى لعروض مسرح «مسرح مصر» كانت محاولة من أشرف عبدالباقى تعويض خسارتك فى فيلم «على جنب يا اسطى»؟
ــ بداية أشرف كان شريكا لى فى هذا الفيلم بأجره، ولم يتقاض مليما عليه إلا بعد مرور 5 أعوام تقريبا، وقد يكون السبب الذى ذكرتيه صحيحا فى حال اذا لم يكن هذا مجالى، لكن أنا من زمان وأنا أنقل المسرحيات تليفزيونيا، منذ أن كنت مساعد مخرج، وحينما كان أشرف عبدالباقى يقدم عروضا تحت اسم «تياترو مصر» على قناة الحياة، لم أكن انا المخرج التليفزيونى لها، وبعد أن انتقل لقناة إم بى سى مصر، أرادوا التعاون مع مخرج محترف، لتقديم صورة أفضل، وقد كان.

ــ تتحدث عن فيلم «على جنب يا اسطى» باعتباره صاحب الضربة القاضية لك فى مشوارك، بينما كانت بدايتك محطمة للغاية بسبب فشل أولى تجاربك «الحب فى الثلاجة»، لكنك تجاوزتها سريعا، فلماذا لم يتكرر الأمر؟
• أعتز كثيرا بـ «الحب فى الثلاجة»، هذا الفيلم الذى حصد إشادات النقاد وحصلت بسببه على جوائز كثيرة، لكن كنت سببا رئيسيا فى فشله تجاريا، حينما لم أراع أشياء مهمة للغاية، فى أولى تجاربى منها مشكلة الصوت، وجاءت نسخة العرض سيئة جدا، ولكنى تعلمت الدرس بعدها، لكن لم أتجاوز الأمر سريعا، حيث استغرق وقوفى على قدمى مرة أخرى قرابة 5 أعوام، وطبيعى أن يواجه الإنسان عثرات فى حياته، لكن الضربة القاضية لفيلم «على جنب يا اسطى» مختلفة لأننى كنت منتجا ومخرجا معروفا، وتم محاربة الفيلم لحساب آخر، ولا أنكر أن هناك صعوبة أكبر فى تقبل الفشل من كونى ما زلت فى البداية، وبعد أن حققت نجاحات متتالية، وعليه هذه المرة كانت الواقعة أكثر قسوة، لكننى سأعود، وقريبا جدا.

• البعض يلومك أنت وأبناء موجة السينما الشبابية لترسيخكم مصطلح اعتبروه شاذا وهو «السينما النظيفة» فما تعليقك؟
ــ وأنا أيضا من الذين يعتبرون أن مصطلح السينما النظيفة، مصطلحا شاذا، كذلك مصطلح السينما الشبابية، فالسينما سينما، وهذه التصنيفات دخيلة، وغريبة، ولكن لابد أن نضع فى الاعتبار الظروف التى نشأت فيها أفلامنا، فنحن تواجدنا وقت أن حجبت شريحة كبيرة من الجمهور أبناءها عن ارتياد دور العرض السينمائى، نظرا لانتشار المشاهد غير لائقة فى كثير من أفلام الفترة السابقة علينا، وخافت الأسر المصرية على أبنائها الصغار، فأردنا أن نقدم محتوى لا يمسهم بسوء، ويعيدهم لدور العرض، كما أن عنصر الشباب كان مفقودا فى الأفلام السابقة، ففتحنا المجال على مصراعية للنجوم الشباب الصاعدين، وكانت جرأة كبيرة أن يتم إسناد بطولة فيلم «صعيدى فى الجامعة الامريكية» لـ12 شابا وشابة فى المرحلة الجامعية، قدمناهم بشكلهم وبلغتهم، وكان هذا سر النجاح الكبير الذى حققه الفيلم، وحقق ما يزيد على 32 مليون جنيه، وقت أن كانت قيمة تذكرة السينما جنيهات معدودة.

• ذكرت فى بداية حديثك أنك رفضت أن تقدم أفكارا تم تقديمها من قبل، فى الوقت الذى يتردد أن هناك جزءا ثانيا من فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» الذى تم إنتاج الجزء الاول منه عام 1998؟
ــ هذا مجرد كلام، لم يخرج حيز التنفيذ، والفكرة برمتها اختراع من محمد هنيدى فى لقاءاته المستمرة مع جمهور السوشيال ميديا، لكن لو هناك فكرة جيدة تناسب مرور 25 عاما على حياة الأبطال، وكيف أصبح حالهم الآن، فلا يوجد لدى مانع من تقديمه، فهنا الفكرة مختلفة تماما.

• هل تحرص على مشاهدة الأفلام الحالية؟ وما تعليقك على مستواها؟
ــ بالطبع أحرص على الذهاب لدور العرض ومشاهدة الأفلام الجديدة، خاصة التى تثير جدلا، والحقيقة شاهدت تطورا كبيرا فى دور العرض خاصة بأجهزة الصوت والصورة، لكن للأسف المحتوى نفسه لم يحدث به تطور كبير، فرغم أن هناك محاولات، لكنها فردية، والتجارب الملفته قليلة، وقد استمتعت بفيلم «يوم الدين» وبعلاقاته الإنسانية، وشعرت بروح السينما فيه، رغم أن تكلفته المادية قليلا جدا، وخالية من الإبهار البصرى، بينما فيلم موسى كان إبهارا بلا دراما.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك