شاب انتخابات الرئاسة التي أجريت في نيجيريا يوم السبت، تأخير لفترات طويلة في بعض مراكز الاقتراع، ولكن ذلك لم يردع حشودا كبيرة من الناخبين الذين يأملون في إعادة ضبط الأوضاع بعد سنوات من العنف المتفاقم والصعوبات في ظل حكم الرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري.
وتكافح أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، حركات تمرد إسلامية متشددة في شمال شرق البلاد، وتفشي عمليات الخطف من أجل الحصول على فدية والصراع بين رعاة الماشية والمزارعين ونقص السيولة والوقود والطاقة، بالإضافة إلى الفساد المستشري والفقر، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.
وعلقت بعض المراكز التصويت بعد نفاد أوراق الاقتراع.
وقالت حليمة شريف (23 عاما) التي كان مركزها الانتخابي في مدينة كانو الشمالية لم يبدأ العمل بحلول موعد الإغلاق "سأنتظر هنا للإدلاء بصوتي. إذا لم أصوت، فكيف ستتغير الأمور؟".
ويترك بخاري، وهو جنرال جيش متقاعد، السلطة بعد أن أمضى فيها ثماني سنوات وهو الحد الأقصى المسموح به بموجب الدستور، لكنه لم يتمكن من الوفاء بتعهداته بإعادة النظام والأمن إلى ربوع نيجيريا، أكبر بلد منتج للنفط في أفريقيا.
ويواجه الحزبان اللذان تبادلا السلطة في نيجيريا منذ نهاية حكم الجيش عام 1999 تحديا قويا على غير المعتاد من مرشح حزب صغير يحظى بدعم بين الناخبين الشبان.
وأشار مسؤولو لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة إلى وجود مشاكل فنية في نظام اعتماد الناخبين الجديد البيومتري لمكافحة الغش وتأخر وصول المركبات لنقلهم وغياب سجلات الناخبين كأسباب للتأخير.
وقال محمود يعقوبو رئيس لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون إن ستة أجهزة بيومترية سُرقت في ولاية كاتسينا الشمالية واثنين في ولاية الدلتا الجنوبية. كما اعترف بالتأخيرات لكنه قال إن الناخبين سيكونون قادرين على الإدلاء بأصواتهم.
وقال "ستجرى الانتخابات ولن يحرم أحد من حق التصويت".
مع التنافس أيضا على مقاعد في الجمعية الوطنية، تم تسجيل أكثر من 93 مليون شخص للتصويت في نحو 17600 مركز اقتراع كان من المفترض أن تكون مفتوحة من الساعة 8.30 صباحا.
ومن المتوقع معرفة النتيجة النهائية من 36 ولاية والعاصمة الاتحادية أبوجا في غضون خمسة أيام من التصويت.
والمتنافسون الرئيسيون في السباق لخلافة بخاري هم حاكم لاجوس السابق بولا تينوبو (70 عاما) من حزب المؤتمر التقدمي الحاكم، وأتيكو أبو بكر (76 عاما) من حزب الشعب الديمقراطي المعارض الرئيسي والذي سبق أن شغل منصب نائب الرئيس، بالإضافة إلى حاكم ولاية أنامبرا السابق بيتر أوبي (61 عاما) من حزب العمل الأصغر منهما.
ويحظى تينوبو وأتيكو بشعبية في نيجيريا وهما سياسيان بتمتعان بثقل سياسي ولديهما شبكة علاقات قوية منذ عقود وحملة دعائية قوية.
أما أوبي، من جماعة إجبو العرقية، فقد أطلق حملته الانتخابية على وسائل التواصل الاجتماعي ليثير الحماس بين الناخبين الشبان.
وذكرت ماريا أونيكي التي كانت تنتظر حتى يفتح مركز الاقتراع في أونيتشا بمدينة إيجبو "خرجنا للتصويت. ابننا بيتر أوبي في المنافسة ولا يمكن أن نتخلف عنها (الانتخابات)".
ونيجيريا لديها تاريخ طويل من التزوير والعنف الانتخابي لكن انتخاباتها باتت أكثر نزاهة على نحو تدريجي في الدورات الأخيرة.
وتقول لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة إنها أدخلت تقنيات وإجراءات جديدة لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة مثل نظام اعتماد الناخبين ثنائي الوضع الذي يجمع بين بصمات الأصابع والقياسات الحيوية للوجه للتحقق من هوية الناخبين. غير أن مراسلي رويترز في عدة مواقع ذكروا أن أفراد لجنة الانتخابات يعانون من مشاكل في تشغيل تلك الأجهزة بسبب سوء الشبكة.
وبالرغم من هذه الاحتياطات، حذر محللون من أن مخاطر مثل العوز ما زالت قائمة مما قد يجعل المواطنين المحتاجين عرضة لشراء أصواتهم من قبل المرشحين كما يصعب نقص الوقود من إمكانية أن تنشر لجنة الانتخابات موظفين ومعدات في جميع المواقع.