اللحظات الأخيرة لشهداء «نزلة حنا» فى حكايات أهاليهم - بوابة الشروق
الإثنين 13 مايو 2024 11:54 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اللحظات الأخيرة لشهداء «نزلة حنا» فى حكايات أهاليهم

جنازات ضحايا اتوبيس المنيا تصوير ابراهيم عزت
جنازات ضحايا اتوبيس المنيا تصوير ابراهيم عزت
كتب ــ على كمال
نشر في: السبت 27 مايو 2017 - 9:37 م | آخر تحديث: السبت 27 مايو 2017 - 9:37 م
- محسن فهمى.. عاد من أمريكا اصطحب أسرته إلى الدير ذهابًا بلا عودة.. جرجس: تهديدات وصلت لكنيسة السيدة العذراء ببنى سويف قبل أيام من وقوع الحادث

- أبناء القرية من المسلمين والمسيحيين انطلقوا إلى المنيا للتبرع بالدم فور علمهم بالحادث

كانت ليلة أمس قاسية على أهالى مركز الفشن بمحافظة بنى سويف، وليس فقط على قرية نزلة حنا، التى خيم عليها الحزن، واتشحت بالسواد، ورسم الأسى ملامحه على وجوه أبنائها، أثناء تشييعهم جنازة 9 استشهدوا فى الحادث الإرهابى الذى استهدف أتوبيس الأقباط أثناء رحلتهم إلى دير الأنبا صموئيل فى المنيا.

«الشروق» انتقلت إلى القرية، التى بدا الفقر واضحا على طرقها ومساكنها المبنية بالطوب الحجرى الأبيض والأحمر، حيث روى المواطن ميلاد كامل ــ 60 عاماــ أن أحد شهداء القرية، ويدعى محسن فهمى، مقيم فى أمريكا، ويأتى إلى القرية من حين لآخر لقضاء عطلته السنوية، موضحا أنه قرر فى تلك المرة اصطحاب زوجته وأولاده وأحفاده وعدد من أبناء القرية للقيام برحلة دينية إلى دير الأنبا صموئيل.
أضاف كامل، أن الرحلة انطلقت فى السادسة من صباح أمس متجهة إلى الدير: «ثم تلقينا اتصالا هاتفيا فى التاسعة والنصف من أحد المصابين يخبرنا بأنهم تعرضوا لإطلاق نار من قبل 10 ملثمين يرتدون ملابس شبه عسكرية»، يكمل: «فور علمنا بالحادث، انطلق العشرات من أبناء القرية مسلمين ومسيحيين صوب مكان الحادث وإلى مستشفيات المنيا للتبرع بالدم، والاطمئنان على المصابين».
وتقول أمانى بشرى ــ ابنة سائق الأتوبيس، وأحد مصابى العملية، بشرى كامل جرجس ــ: «نعيش فى القرية مسلمين ومسيحيين فى أمان ولا فرق بيننا، وأفراد القرية دائمو الذهاب إلى دير الأنبا صموئيل دون مشكلات، ودائما يستعينون بوالدى لتوصيلهم».. فيما روى جرجس بولس، قريب أحد الشهداء، ويدعى بيشوى فكرى: «أن والدة بيشوى التى أصيبت فى الحادث بطلق نارى فى قدميْها، تعمل فى الخدمة بدير الأنبا صموئيل، وهى التى تصطحب ابنها الذى ذهب شهيدا، وأكدت لنا أن بيشوى افتدى والده من الرصاص داخل الأتوبيس، أثناء إطلاق النار من جانب الملثمين».
ويحكى جرجس بولس أن «الإرهابيين كانوا يستقلون 3 سيارات دفع رباعى، وقاموا بإطلاق النار بشكل عشوائى على ركاب الأتوبيس، دون تمييز بين طفل أو امرأة أو شاب»، موضحا أن «هناك تهديدات وصلت لكنيسة السيدة العذراء ببنى سويف، قبل أيام من وقوع الحادث، بعدم إجراء أى صلاة داخل الكنيسة أو عمل رحلات دينية إلى الأديرة، ولم تستجب الكنيسة للتهديدات وأخرجت رحلة لدير الأنبا صموئيل».
كما روت ربة منزل من أهالى القرية، وجارة الشهيدين بيشوى إبراهيم ومحسن كامل: «كانا صاحبى خلق حسن، ومحبين للأديرة والكنائس، وليس لديهم خلافات مع أى من الأشخاص، وأقول لمن استهدفوهم حسبى الله ونعم الوكيل».
وقالت مريم غطاس، ربة منزل: «نعيش فى سلام تام مع المسلمين، وكلنا أسرة واحدة ونجامل بعضنا البعض فى الفرح والحزن، فما ذنب الذين استشهدوا وهم ذاهبون لزيارة الأماكن المقدسة ولم يرتكبوا أى جريمة فى حياتهم؟ متى نقضى على هذا الإرهاب الغاشم حتى لا يسفك المزيد من دماء الأقباط؟».
أجراس الكنائس لن تدق
تبتعد قرية دير الجرنوس عن مركز مغاغة الرئيسى فى المنيا بنحو 15 كيلومترا، شوارعها ضيقة وبيوتها فقيرة للغاية، ويبلغ عدد سكانها 16 ألف نسمة، كلهم أقباط، حسبما ذكر أحد الأهالى لـ«الشروق».
زار الحزن القرية باستشهاد 7 من أبنائها، من العمال فى الحادث الإرهابى، حيث جرى تشييعهم من كنيسة السيدة العذراء بدير الجرنوس، وسط هتافات فى الصلاة التى شارك فيها المئات، بهتافات: «يا بو دبورة ونسر وكاب.. هاتلى حقى من الإرهاب»، «بالروح بالدم نفديك يا صليب»، «مسرحية مسرحية.. ارحل يا وزير الداخلية».
وقال مسئول الكنيسة الأنبا شنودة لـ«الشروق»: «تلقينا اتصالا هاتفيا من أحد المصابين، يبلغنا بأن هناك إطلاق نار عليهم من إرهابيين»، ليتوجه هو لدير الأنبا صموئيل، حيث قام الأهالى بحمل الجثث، نظرا لتأخر وصول عربات الإسعاف لقرابة ساعتين.
وأكد شنودة: «الـ7 شهداء يذهبون للعمل بقيادة عايد حبيب، ويعملون فى صناعة أجراس الكنائس بدير الأنبا صموئيل، والبعض فى مزارع الدير»، مشيرا إلى أنه «لا الحكومة اهتمت بنا ولا المحافظ، ولم يحضر أحد سواء فى الجنازة أو فى موقع الحادث، ولا احنا نفرق معاهم».
وروى وحيد حبيب شقيق الشهيد عايد حبيب: «شقيقى كان يقود سيارة ربع نقل ويعمل رئيس عمال، واصطحب 6 آخرين معه، و2 من أبنائه الصغار نحو دير الأنبا صموئيل» حيث فوجئ باتصال هاتفى من نجل شقيقه يخبره بأن مسلحين يرتدون زى يشبه الزى العسكرى صعدوا إلى السيارة الربع نقل، وأجبروا العمال على نطق الشهادة، وعندما رفضوا أطلقوا وابل من الرصاص بشكل عشوائى فى رؤوسهم«.
وأكد وحيد، أن ماركو نجل شقيقه المتوفى أبلغ كمين الشرطة الذى يبعد عن الدير بقرابة 25 كيلو، بعد هروبه من الحادث، بأن مسلحين قتلوا والده و6 آخرين، بالقرب من دير الأنبا صموئيل، فقال أفراد الكمين، بأنهم ليس لديهم علاقة بذلك، وتركوا الجثث ما يقرب من ساعتين، ولم يسأل فيهم أى شخص سواء من الأمن أو المحافظة».
وحضر وفد من الكنيسة نيابة عن البابا تواضروس الثانى، بقيادة الأنبا آرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى الأرثوذكسى جنازات الشهداء، والذى أكد أنهم شهداء ولا نحزن عليهم، وذلك فى محاولة منه لتهدئة أهالى الشهداء الغاضبين، الذين شكوا من تقاعس الأمن فى تأمينهم وحل مشكلاتهم، خلال الفترة الماضية.
وقال الأنبا آغاثون، أسقف مطرانية مغاغة والعدوة لـ«الشروق»: «الهجوم الإرهابى، استهدف 3 مركبات، كانت تقل 3 أفواج، المركبة الأولى هى أتوبيس من قرية حنا بمركز الفشن ببنى سويف ويقل رحلة أسرية لعدد من الأسر القبطية، والفوج الثانى سيارة ميكروباص تابعة لأحد كنائس مطرانية بنى مزار فى المنيا، والثالثة السيارة الربع نقل التى أقلت عمالا».
وأضاف: «المسلحون سألوا الركاب عن ديانتهم، بعد أن استقوفوهم على بعد 4 كيلومترات من المدخل المؤدى للدير، وحين أجابوهم احنا مسيحيين قاموا بنهب ما يحملونه من هواتف وأموال، ثم قتلوهم بنيران أسلحتهم، وطالبوهم بنطق الشهادة».


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك