"بميزانية صفقات أقل وكتيبة من اللاعبين المغمورين" .. اشتعل الصراع على المربع الذهبي بجدول الدوري المصري بين أندية المصري وسموحة ووادي دجلة والإنتاج الحربي، سعيًا للمشاركة في كأس الكونفدرالية الموسم المقبل، بل إن المنافسة بين الفرق الأربعة كان أكثر قوة من سباق القمة الذي حسمه الأهلي لصالح قبل جولتين من النهاية بفارق سبع نقاط عن الزمالك.

المثير للدهشة أن قطبا الكرة المصرية أنفقا ما يقرب من 150 مليون جنيه على تدعيم الفريق بصفقات جديدة مطلع الموسم الجاري، إلا أن المنافسة بينهما لم تكن بنفس القوة بين أربعة أندية اعتمدت على صفقات مجانية أو بمبالغ ضعيفة أو ذهبت وراء التعاقد مع نجوم سابقين كانوا يبحثون عن فرصة للهروب من شبح الاعتزال، أو الاتجاه لضم "رديف" الأهلي والزمالك.

المصري

مديره الفني حسام حسن يعد الأفضل هذا الموسم بلا منازع، خلق فريقًا قويًا ومميزًا من لاعبين شباب ومغمورين، وجعل الفريق البورسعيدي "شوكة" في ظهر الفرق الكبيرة، حيث أحرج الأهلي مرتين هذا الموسم، وحصد منه 4 نقاط بفوز وتعادل، وكان سببًا في ضياع اللقب من الزمالك بتعادل أنهى آمال الفارس الأبيض في المنافسة.

"العميد" قاد المصري لحصد 53 نقطة في المركز الثالث، وتتبقى له مباراتان، وبات أقرب الفرق للوقوع خلف قطبي القمة في جدول الترتيب، إلا أن النجاح الأكبر لحسام حسن، كان إفراز مجموعة من المواهب الشابة التي لمعت بشدة هذا الموسم، مثل أحمد موسى "كابوريا" صاحب أعلى تمريرات حاسمة في الدوري المصري، والمدافع محمد مجدي الذي سجل 6 أهداف وانضم إلى منتخب مصر، وأحمد جمعة صاحب لقب "أفضل بديل" بتسجيله 8 أهداف، وكذلك المهاجم المخضرم أحمد رؤوف صاحب ال36 عامًا، الذي سجل 13 هدفًا، وكذلك اللاعب محمد مسعد المعار من المقاصة، ولفت الأنظار بمهاراته الفردية، وتسجيل هدفين بمرمى الأهلي والزمالك.

الإنتاج الحربي

بعد تجربة قاسية للغاية لشوقي غريب مع منتخب مصر، وإقالة بعد أقل من عام، تعاقد النادي العسكري معه لقيادة فريق الإنتاج الحربي بعد صعوده للدوري الممتاز، حيث ضم العديد من نجوم الأهلي والزمالك السابقين مثل محمد ناجي جدو ومحمود فتح الله وشهاب الدين أحمد ولؤي وائل.

بداية الإنتاج الحربي في الدوري كانت سيئة للغاية، خسر الفريق أول 3 جولات، وحكم الكثيرون على التجربة بالفشل، إلا أن شوقي غريب راهن على النجاح، وحقق طفرة كبيرة في النتائج، أبرزها الفوز على الزمالك 3-1، وصلت به للمركز الرابع برصيد 52 نقطة، وتتبقى له مباراة، ومن أقوى خطوط الدفاع بالدوري، حيث سكن شباك الفريق 24 هدفًا فقط متساويًا مع الزمالك وبفارق هدف واحد عن الأهلي.

لمع مع الإنتاج هذا الموسم، مدافع الزمالك السابق محمود فتح الله الذي سجل 12 هدفًا منهم 9 من ركلات جزاء، وجدو الذي سجل 7 أهداف بعد رحيله عن الأهلي بطريقة مثيرة للجدل، في ظل ابتعاده عامين عن الملاعب بسبب الإصابة، وكذلك صلاح أمين الذي سجل 8 أهداف، ولاعب الوسط المميز أحمد مجدي الذي استعاد مستواه المميز الذي ظهر به في كأس العالم للشباب عام 2009، وكذلك أمير عبد الحميد الذي قدم أحد أفضل مواسمه منذ الرحيل عن الأهلي في 2009.

هذه الطفرة تحققت بميزانية صفقات لم تتجاوز 10 مليون جنيه، حسبما أكد شوقي غريب في تصريح له بداية الموسم.

سموحة

يختلف الفريق السكندري في كثرة تغيير مدربيه، حيث بدأ الموسم بدأ الموسم بمحمد يوسف مدرب الأهلي الأسبق، ثم تولى ميمي عبد الرازق المسئولية عدة شهور، واختتم المشوار بالتعاقد مع حلمي طولان في خطوة مثيرة للجدل وصفها محمد فرج عامر رئيس النادي بأنها تشبه "زيارة الرئيس الراحل السادات للكنيست الإسرائيلي" بعد إنهاء الخلاف الشديد مع طولان.

رئيس نادي سموحة تميز بالذكاء الشديد في سوق الانتقالات العام الماضي بضم صفقات مجانية، تألقت مع الفريق بشدة هذا الموسم، أبرزها حسام باولو هداف الدوري هذا الموسم برصيد 16 هدفًا، وزميله السابق بنادي الداخلية أحمد تمساح وعمر سعد الذي تراجع الزمالك عن ضمه، ليرتدي قميص سموحة ويكون أحد نجوم الفريق، كما قدم الحارس المهدي سليمان مستوى مميز، لينضم إلى صفوف منتخب مصر باستمرار في المعسكرات الأخيرة.

ولم يفقد الفريق السكندري الأمل في انتزاع بطاقة اللعب في الكونفدرالية، حيث يحتل المركز الخامس برصيد 51 نقطة، متخلفًا عن وادي دجلة بفارق الأهداف، وتتبقى لكل منهما مباراتان.

وادي دجلة

 في ظروف مشابهة لسموحة، تعاقب على تدريب فريق وادي دجلة 3 مديرين فنيين، بدأ الموسم بحمادة صدقي، ثم تولى مساعده أحمد حمودة المهمة بشكل مؤقت، قبل التعاقد مع المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون الذي قفز معه دجلة إلى دائرة  الكبار، وحقق نتائج مميزة للغاية أبرزها الفوز على الأهلي والتعادل مع الزمالك في الدور الثاني، مما أشعل المنافسة بين القطبين.

قدم دجلة أكثر من لاعب ظاهرة هذا الموسم، أهمها على الإطلاق الحارس المخضرم عصام الحضري (43 عامًا) الذي لعب 31 مباراة أساسيًا، وحافظ على نظافة شباكه في 15 مباراة، وانضم لصفوف المنتخب ولعب اللقاء الأخير في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2017 أمام تنزانيا.

كما برز مع وادي دجلة هذا الموسم أكثر من لاعب شاب مثل كريم ممدوح لاعب المنتخب الأوليمبي، ومحمود علاء، وكريم وليد "نيدفيد" الذي دفع مسئولو النادي الأهلي لعدم تمديد إعارته وإعادته مجددًا لصفوف القلعة الحمراء.