هناك فى حكاية الدكتورة الكبيرة رضوى عاشور قصة حب أسطورية إنسانية وهى علاقتها المميزة والمختلفة بزوجها الشاعر الفلسطينى الراحل مريد البرغوثى.
بداية القصة
تلك العلاقة الفريدة من نوعها قصة الحب التى من الممكن أن توصف بالأسطورية، البداية كانت على سلم جامعة القاهرة، بدأ اللقاء بين مريد البرغوثى ورضوى عاشور، على سلم جامعة القاهرة، وتقول رضوى عاشور عن ذلك اللقاء الأول: «كان أول لقاء لنا على سلم جامعة القاهرة، حيث كان يلقى على أصدقائه إحدى قصائده، فانتبهت له وشعرت بكلماته تخترنى، وكنت أكتب الشعر أيامها، ولكن بعد أن سمعت قصائد مريد، تركت الشعر لأن الشعر أحق بأهله وذويه».
اخترقت كلمات مريد قلب رضوى، وتسللت نبرات صوت هادئة ناعمة تحمل بين ثناياها الحب والولع، حتى وجدت طريقها سريعا إلى قلبها وعقلها، لتلتفت الأديبة المصرية وتبصر رضوى عاشور أول مشاعر تولد تجاه مريد البرغوثى.
قصة حب رضوى ومريد هى من قصص الحب الباقية رغم وقوع الفراق والرحيل، فقد قالت عنه يوما: «غريب أن أبقى محتفظة بنفس النظرة إلى شخص ما طوال 30 عامًا، أن يمضى الزمن، وتمرّ السنوات، وتتبدل المشاهد، وتبقى صورته كما قرّت فى نفسى فى لقاءاتنا الأولى».
بعد نشوء قصة الحب الملحمية تلك رفض أهل رضوى زواجها من مريد فى البداية، ثم بعد مقابلة مريد لوالد رضوى وافق، وذلك فقا لما ذكر بكتاب «أقاصيص عشق» للكاتب محمد رفعت دسوقى، ويقول مريد البرغوثى عن هذا: «كم تساءلت إن كنت قد ظلمتها بالزواج منى وأنا بلا أرض تقلنى، وبلا خطة واضحة بشأن مصيرنا الجغرافى أو الاقتصادى أو الاجتماعى، رفض أهلها الزواج منى بالطبع.. كانوا على حق فى رفضهم ارتباط ابنتهم الوحيدة بشاب غير مصرى مصيره الشخصى معلق بمصير قضية فلسطين». وكتب مريد فى ظهيرة يوم 22 يوليو عام 1970 «أصبحنا عائلة، وضحكتها صارت بيتى».