بعد الفشل في التنبؤ بأهميتها.. جيش الاحتلال يستعين بـ كوادكوبتر في الأنفاق بمساعدة شركات عالمية - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 3:06 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد الفشل في التنبؤ بأهميتها.. جيش الاحتلال يستعين بـ كوادكوبتر في الأنفاق بمساعدة شركات عالمية

إسرائيل تطور أسلحة الدرونز
إسرائيل تطور أسلحة الدرونز
محمد نصر
نشر في: الجمعة 29 ديسمبر 2023 - 10:10 م | آخر تحديث: الجمعة 29 ديسمبر 2023 - 10:10 م

قد لا تبدو المقارنة بين القدرات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وقدرات المقاومة الفلسطينية ككل في قطاع غزة عادلة، فبطبيعة الحال ستكون لصالح الاحتلال، والذي لطالما تفاخر بامتلاك أحدث التكنولوجيات العسكرية والاستخباراتية، لكن إذا ما نظرنا إلى طبيعة الرؤية الاستراتيجية لكلا الجانبين، ربما نجد صورة مغايرة تنحاز لصالح المقاومة.

فرغم امتلاك دولة الاحتلال، أحدث تكنولوجيات الطائرات المسيرة بدون طيار، لكن ما يكشف عنه تقرير صحيفة وول ستريت جورنال، اليوم، والذي استعرضت فيه استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي، للطائرات المسيرة الصغيرة، المعروفة باسم "كوادكوبتر" ذات الأربع مراوح، لمحاولة سبر أغوار الأنفاق الكامنة تحت قطاع غزة؛ يشير إلى مدى عمق الرؤية الاستراتيجية للمقاومة، والتي بات من المعروف أنها أطلقت مشروعها الخاص لتصنيع الطائرات المسيرة مبكرا في عام 2006.

وبالرغم من أن ما كشفت عنه المقاومة من طائرات مسيرة، كانت في الغالب من النوع ثابت الأجنحة، إلا أنه إذا ما قورنت تلك الرؤية المبكرة للعمل على تطوير هذه التكنولوجيا محليا بإمكانات شحيحة، بما ورد في تقرير الصحيفة على لسان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، جاكوب ناجل، من أن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، قد خلص منذ عقد من الزمن إلى عدم وجود تأثير يذكر لطائرات "كوادكوبتر" على ساحة المعركة، وهي التي يمتلئ بها هواء غزة اليوم، وفق تعبير جاكوب، ربما يكشف عن ضحالة في الرؤية واستقراء المستقبل لدى الاحتلال.

كلاب وروبوتات لاستكشاف الأنفاق

وقالت الصحيفة، إن جيش الاحتلال حاول عبر مجموعة متنوعة من الأساليب، كالروبوتات والكلاب الآلية والكلاب الحقيقية، استكشاف الأنفاق في غزة، لكنه اكتشف سريعا أن الخيار الأرخص والأكثر فعالية لاستكشاف تلك المتاهات تحت الأرض، والتي تمثل فخاخا محتملة لجنود الاحتلال، هو استخدام الطائرات الصغيرة (الدرونز) من نوع كوادكوبتر، والتي يتم تزويدها بوحدات صغيرة للاستطلاع الجوي، وتستخدم أيضا كقذائف موجهة، وقد كان يستخدمها لاستطلاع ما بداخل المباني قبل اقتحامها.

ووفقا للصحيفة فالمسيرة رباعية المراوح كوادكوبتر هي مجرد قطعة جديدة في ترسانة جيش الاحتلال من الطائرات بدون طيار، وهي قدرة اعترفت بها دولة الاحتلال لأول مرة العام الماضي، فهي تدير أسطولًا كبيرًا منها من النوع ثابت الجناحين، بعضها بحجم طائرات F-16 والبعض الآخر صغير بما يكفي لنقله على ظهر جندي، والتي تنفذ مزيجًا من المراقبة والاستطلاع والضربات الجوية، يمكن لأكبرها الطيران على ارتفاع 45000 قدم (نحو 14 كم)، لمدة يوم ونصف تقريبًا، بينما تطير أصغرها على ارتفاع 5000 قدم (نحو 1.5 كم) ويمكنها البقاء عاليا لبضع ساعات.

وبحسب الصحيفة يقول مسئولون عسكريون إسرائيليون إن "تلك الطائرات المسيرة لا تزال العمود الفقري الحاسم لدعم الجيش، لكن اتضح أن مسيرات كوادكوبتر رباعية المراوح الرخيصة، أكثر فائدة من نواح عديدة في بعض أجزاء ساحة المعركة - كما هو الحال في الأنفاق"، وقد لعبت كوادكوبتر، بحسب هؤلاء المسئولين دورًا أساسيًا في تقليل خسائرهم في ساحة معركة مفخخة وجيدة التحصين.

أغراض متعددة لـ الكوادكوبتر

وفي العادة تستخدم طائرات كوادكوبتر بالأساس لأغراض التصوير، لكن الاحتلال الإسرائيلي حولها إلى آلة إطلاق رصاص حي لاستهداف المدنيين الفلسطينيين، مثلما حدث الأسبوع الماضي في شارع الثلاثيني بالقرب من دار الحكمة بمدينة غزة.

وتشير وول ستريت جورنال، إلى تزايد الاعتماد على تلك الطائرات الصغيرة وغير العسكرية في الصراعات حول العالم، وهو ما تجلى في الحرب الروسية الأكرانية، حيث اعتمد الجانبان عليها للمراقبة والهجمات.

وبحسب الصحيفة فقد "شق الآلاف منها طريقه إلى أيدي الجنود الإسرائيليين في ساحة المعركة، والمدنيين الذين يتطلعون للدفاع عن أنفسهم، بعدما استخدمت حماس طائرات صغيرة بدون طيار كجزء من هجومها في السابع من أكتوبر". وتابعت أنها – كوادكوبتر – قد أصبحت "شريان حياة للوحدات الإسرائيلية الصغيرة الأقل تجهيزا، مثل وحدات جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم"، بعد السابع من أكتوبر، ومع ذلك، لم يكن من المتوقع استخدام الطائرات بدون طيار لاستكشاف الأنفاق.

لكن دولة الاحتلال لم تكن وحدها من فشل في التنبؤ بمدى أهمية كوادكوبتر في مناطق الحرب، فوفقا للصحيفة ركز الجيش الأمريكي لسنوات على بناء طائرات بدون طيار أكبر وأكثر تكلفة، قبل أن يدرك بعد فوات الأوان أنه تنازل عن سوق الطائرات بدون طيار الصغيرة – الدرونز – للصين، والتي تعد شركتها SZ DJI Technology اليوم أكبر صانع للطائرات بدون طيار للمستهلكين حول العالم، وقد أصبحت طائرات كوادكوبتر الرخيصة الخاصة بها شائعة في ساحة الحرب.

وتنقل وول ستريت جورنال عن موظفين في شركات درونز خاصة تعمل مع جيش الاحتلال أنه وفي بداية الحرب في غزة، "كان هناك اندفاع لإيصال الدرونز الصغيرة إلى أيدي الإسرائيليين، وقد كان العديد منها من طراز DJI صينية الصنع". وبحسب الصحيفة فقط ظهرت إحداها من طراز DJI Mavic 3 في أحد مقاطع الفيديو التي نشرها جيش الاحتلال.

استخدام الدرونز في معارك غزة

لكن وفق ما صرح هؤلاء الموظفون للصحيفة، فسرعان ما اتخذت إجراءات صارمة ضد استخدام طائرات DJI بدون طيار داخل غزة، التي لم يتم تصميمها لأغراض عسكرية، حيث يمكن تحديد موقع مشغليها، باستخدام أجهزة متاحة بالأسواق، والتي يمكن لحماس الحصول عليها.

وبحسب ما صرح مسئول عسكري إسرائيلي، للصحيفة، فقد بذلت جهود لتوحيد نوع الطائرات بدون طيار التي يمكن للجنود استخدامها في ساحة الحرب.

فيما صرح بليك ريسنيك، الرئيس التنفيذي لشركة "BRINC" الأمريكية للطائرات بدون طيار للصحيفة بأن إحدى أهم أولويات الاستحواذ لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحالي هي: "الطائرات بدون طيار الداخلية لاستخدامها في عمليات إنقاذ الرهائن – الأسرى – في أنفاق حماس والبيئات الجوفية"، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال قام بشراء طائرات LEMUR 2 بدون طيار التابعة لشركته في وقت سابق من هذا الشهر.

إلا أنه وبحسب وول ستريت جورنال، فقد رفض جيش الاحتلال التعليق على نوع الطائرات بدون طيار التي يستخدمها داخل غزة، لكن أبيب شابيرا، المؤسس المشارك الإسرائيلي والرئيس التنفيذي لشركة الطائرات بدون طيار XTEND، والذي بدأت شركته العمل لأول مرة مع جيش الاحتلال منذ عدة سنوات لاستخدام طائرات كوادكوبتر لإسقاط البالونات الحارقة، قال إن جيش الاحتلال يستخدم الآن داخل غزة الطائرات بدون طيار التابعة لشركته لمجموعة متنوعة من الأغراض، البعض يذهب إلى الأنفاق، يمكن للبعض اختراق النوافذ واستكشاف المباني الداخلية، والبعض الآخر مجهز بأذرع آلية لحمولة صغيرة، مثل مادة متفجرة، أو إسقاط القنابل اليدوية.

فيما أشارت الصحيفة إلى أن طائرات XTEND الصغيرة بدون طيار، مجهزة بكاميرات يمكنها إنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد في الوقت الفعلي، ما يساعدها على الطيران في الداخل وتحت الأرض في الأنفاق، ويمكنها إنشاء شبكات اتصالات خاصة بهم تحت الأرض، حيث تطير كل طائرة إلى أقصى حد ممكن قبل أن تتول إلى نقطة تقوية تسمح للطائرة التالية بالتحليق لمسافة أبعد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك