استعدوا لتوديع صالات السينما - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 3:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

استعدوا لتوديع صالات السينما

نشر فى : السبت 3 أكتوبر 2020 - 8:05 م | آخر تحديث : السبت 3 أكتوبر 2020 - 8:05 م

نشرت صحيفة The Washington Post مقالا للكاتبة Megan McArdle تعرض فيه التحديات التى ستواجه صالات السينما وأدوار العرض والتى ربما تؤدى إلى إغلاقها تماما فى ظل أزمة الوباء الحالية.. نعرض منه ما يلى.
لم يحذرنى أحد أن بزواجى من ناقد سنيمائى لن أشاهد أفلاما مرة أخرى فى صالات العرض، فبحلول الساعة العاشرة صباحا يكون زوجى قد حضر العرض بالفعل. ولم يحذرنى أحد أيضا أثناء الوباء أننى سأشاهد زوجى عاشق السينما يتحمل هذا الكم من الحزن الشديد مع التوقف المفاجئ لواحد من أنشطته المفضلة.
لذلك انتبهت لنشاطات صالات العرض واستراتيجياتهم فى التصدى للوباء، والآن يقرر استوديو بعد الآخر تأجيل إصداراته الجديدة، وأصبح من المرجح أن الناس لن تشاهد السينمات حتى يتم تطعيم معظم السكان فى أمريكا.

من فترة بدا أن هناك نتيجتين محتملتين: أن الوباء قد يسرع التحول الجارى بالفعل إلى توفير الفيديوهات حسب الطلب، وأن الأفلام قد تصدر فى الموعد المحدد لعرضها على أجهزة التلفزيون لدينا مع إغلاق صالات السنيما إلى الأبد. يبدو أن قرار ديزنى بإصدار «مولان» عن طريق إضافة قيمة 30 دولارًا للمشتركين فى خدمة البث الجديدة «ديزنى بلس» قد يكون أول دومينو من شأنه أن يسقط جميع الأفلام الأخرى فى عالم فيديوهات الأفلام.
ولكن يبدو أيضًا أنه من الممكن، مع إغلاق الحانات ونوادى الموسيقى، أن يعيد فيروس كورونا إلى المستقبل نوعا قديما من مشاهدة الأفلام، حيث تُفتتح الأفلام أمام جمهور صغير، ثم تُعرض فى دور العرض لفترة أطول وتحقق أرباحًا مرة أخرى. كان إطلاق فيلم الإثارة «Tenet» للمخرج كريستوفر نولان بمثابة رهان على الاقتراح الثانى.
الآن بعد أن أعلنت الشركات المنتجة مزيدا من التأخير فى عرض الأفلام الكبرى مثل «Black Widow» و«Wonder Woman 1984»، يبدو أن هاتين النظريتين كانتا خاطئتين. فبدلا من ذلك، ستتوقف الاستوديوهات مؤقتًا على أمل العودة إلى العمل كالمعتاد بعد انتهاء الوباء.
ربما كان هذا هو الخيار الوحيد المتبقى لهم.. كان أداء «Tenet» ضعيفًا للغاية فى الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أنه حقق أداءً أفضل فى البلدان الأجنبية التى عرض فيها، إلا أنه من غير المرجح أن يصل إلى الحد الأدنى من 400 مليون دولار فى شباك التذاكر العالمى لتغطية استثماراته. مع استمرار انتشار الوباء فى الولايات المتحدة، هل يقامر أحد باستثمار يزيد عن 200 مليون دولار على أساس أن حظه سيكون أفضل من كريستوفر نولان؟
أما بالنسبة للفيديو حسب الطلب، فى حين أن ديزنى كانت حذرة مع الأرقام، يبدو من المعقول استنتاج أنه إذا كان «مولان» قد حقق أى شيء يقترب من الأرباح التقليدية الضخمة، فسيؤدى ذلك إلى بث الأفلام الأخرى.
وعلينا أن نحترس أن التاريخ الذى يقرره شركات الإنتاج لعرض أفلامها هو ليس يوما بل أملا يتحقق عندما «ينتهى الوباء». هذه هى اللحظة الوحيدة التى يمكنهم عندها التأكد من استعادة أموالهم. ونظرًا إلى عودة ظهور الوباء فى المدن والمجتمعات المتضررة بالفعل، لا يزال يبدو كما لو أن «الانتهاء» سيأتى على الأرجح من خلال التطعيم الشامل، وليس المناعة الطبيعية للقطيع.
هذا يتركنا مع سؤالين: أولا، كم من الوقت سيستغرق لتطعيم عدد كافٍ من الناس حتى نتمكن مرة أخرى من الجلوس بسعادة فى الظلام مع مجموعة من الغرباء الذين ربما ينزعون أقنعتهم لمضغ الفشار؟ فى الولايات المتحدة، الأرقام تسبب إحباطا. أقل من 40% من الأمريكيين يقولون إنهم سيحصلون على لقاح عندما يكون متاحًا، وهى نسبة مدفوعة من الخوف الناتج من الانقسام الحزبى وليس بسبب عدم اليقين الطبى.
كلما استغرق الأمر وقتًا أطول، أصبح السؤال الثانى أكثر إلحاحًا: هل ستظل المسارح موجودة عندما يكون المشاهدون مستعدين للعودة؟ تواجه سلاسل المسارح بالفعل أزمة ديون ستتفاقم إذا اضطروا إلى قضاء عام آخر دون أى إيرادات كبيرة، كما هو الحال فى مراكز التسوق التى تضم العديد من تلك المسارح. تم ضبط صناعة الأفلام الحديثة لتعمل على نطاق واسع، وليس من الواضح ما سيحدث إذا تقلصت هذه السعة خلال عام أو عامين.
ومع ذلك، ربما تكون هذه المشكلات المالية ثانوية بالنسبة للمشكلة السلوكية.. إذا استغرق تطعيم عدد كافٍ من الأمريكيين 18 شهرًا، أو حتى أكثر من ذلك، فهل يمكن للأمريكيين ببساطة أن يفقدوا عادة الذهاب إلى السينما، وتعلم الحصول على متعة مشاهدة الأفلام منزليا؟
أى من هذه التغييرات، المالية أو السلوكية، من شأنها أن تغير صناعة السينما تماما. ومع وضع الاحتمالين معا فسُيخلق احتمال ثالث وهو أن العديد من الأمريكيين لن يشاهدوا فيلما فى السينما مرة أخرى.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى: هنا

التعليقات