فرِّق تسد استراتيجية ترامب تجاه أوروبا - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فرِّق تسد استراتيجية ترامب تجاه أوروبا

نشر فى : الأربعاء 4 سبتمبر 2019 - 10:15 م | آخر تحديث : الأربعاء 4 سبتمبر 2019 - 10:15 م

 

نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب «أندرو هاموند» تناول فيه سياسات دونالد ترامب التى لا تريد فقط إضعاف الاتحاد الأوروبى، بل وأيضا تقسيمه سواء من خلال دعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، أو التمييز فى العلاقة بين ألمانيا وفرنسا، ودعوة الأخيرة للانفصال عن الاتحاد لكى تحصل على اتفاقيات تجارية أفضل مع الولايات المتحدة.

عزم الرئيس دونالد ترامب ونائبه مايك بينس أن يكونا فى أوروبا هذا الأسبوع، وعلى الرغم من أن إدارة ترامب تشكك فى تفوق الاتحاد الأوروبى وبروكسل إلا أنها تدرك المصالح الأمريكية فى القارة شرقا وغربا.
قبل حدوث إعصار دوريان، كان ترامب يعتزم أن يكون فى بولندا للاحتفال بالذكرى الثمانين للغزو النازى الذى تسبب فى إشعال الحرب العالمية الثانية. ولكن بينس سيحل مكانه الآن، وسيسافر أيضًا إلى المملكة المتحدة وأيرلندا. وسيكون على رأس جدول الأعمال فى بريطانيا طمأنة لندن على استمرار العلاقات التجارية مع واشنطن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وفى أيرلندا سيتم التأكيد على التزام الولايات المتحدة بعملية السلام الأيرلندية بعد عقدين من «اتفاق الجمعة العظيمة» (وهو اتفاق لتقاسم السلطة فى أيرلندا الشمالية بين البروتستانت والأقلية الكاثوليكية.. وتم توقيعه بين بريطانيا وجمهورية أيرلندا وأحزاب أيرلندا الشمالية).
فى حين أن كلا من ترامب وبنس يهتمان بعلاقات الولايات المتحدة مع معظم الدول الأوروبية، إلا أن الرئيس الأمريكى يشكك فى أهمية الاتحاد الأوروبى كمؤسسة. وفى حين أن لديه مخاوف من انخفاض مستويات الإنفاق الدفاعى، إلا أن الاقتصاد وفائض السلع الأوروبية الكبير مع الولايات المتحدة هو المصدر الرئيسى لإحباطه.. وقد تفرض واشنطن تعريفات جديدة هذا العام على واردات السيارات الأوروبية.
إن ازدراء الرئيس الأمريكى للاتحاد الأوروبى يفوق أسلافه.. ففى العام الماضى قال «أعتقد أن الاتحاد الأوروبى عدو، نظرا لعلاقتهم بنا فى مجال التجارة». وفى حين اعتبر البعض هذا الكلام من ضمن مهاترات ترامب، قام أنتونى غاردنر، سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبى فى عهد باراك أوباما، بتحذير أوروبا وطلب منها الاستيقاظ قائلا: «إن الولايات المتحدة تريد أن تفكك الاتحاد الأوروبى».
ويظهر هذا التناقض جليا فيما يدعو إليه ترامب الآن لمزيد من «الخروج» البريطانى عن أوروبا إذا قورنت بسياسة الولايات المتحدة فى بداية عملية التكامل الأوروبى. فتضمن خطاب جون كينيدى فى شراكة الأطلسى لعام 1962 وجهة النظر الأمريكية.. حيث كانت السياسة الأمريكية تعتبر آنذاك أن أوروبا الموحدة ستجعل الحروب فى القارة أقل احتمالا، ومواجهة تحديات الاتحاد السوفيتى، وإنشاء سوق حيوية تهدف إلى تحقيق الرخاء عبر المحيط الأطلسى.
أصبحت المواقف الأمريكية تدريجيا أكثر غموضًا مع تعميق التكامل، خاصة فى ظل الإدارات الجمهورية الحديثة. ففى المجال الاقتصادى، على سبيل المثال، أدى الاتجاه نحو السوق الأوروبية الموحدة إلى مخاوف من أن هذا قد يتطور إلى «قلعة أوروبية». وبالمثل، أثار الاتحاد النقدى الأوروبى مخاوف بشأن إزالة هيمنة الولايات المتحدة فى القطاع المالى وسياسات الاقتصاد الكلى.
قبل ترامب، كانت إدارة جورج دبليو بوش أقرب إلى التشكيك فى قيمة التكامل الأوروبى. وفى خضم الجدل حول حرب العراق، تساءلت واشنطن عن فوائد التعاون مع الاتحاد الأوروبى فى الأمن والدفاع. وأثناء المراجعة الدفاعية لحلف الناتو فى عام 2003، قام وزير الدفاع الأمريكى دونالد رامسفيلد بالتمييز بين أوروبا «القديمة» و«الجديدة»، مع اعتبار الأخيرة تحقق المصالح الأمريكية.
ومع ذلك، فى حين أن فريق بوش أدرك فى النهاية الحاجة إلى التراجع عن هذا النهج، فقد لا يكون ترامب مستعدًا لفعل الشىء نفسه، وأوضح ذلك فى العديد من الخطابات. وجزء من منهجه هو محاولة التمييز بين ألمانيا وفرنسا.. المحركان التقليديان لتكامل الاتحاد الأوروبى.
تبدو علاقة ترامب مع أنجيلا ميركل سيئة.. والعلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا دخلت فى تجمد عميق منذ عام 2017. ولا يرجع ذلك فقط إلى التنافر بين الزعيمين، ولكن أيضا استنكار الرئيس لألمانيا بسبب فائضها التجارى الكبير مع الولايات المتحدة، وانخفاض الإنفاق الدفاعى.
ترامب لديه علاقات أكثر دفئا مع إيمانويل ماكرون، كما هو مبين فى قمة G7. نصح ترامب ماكرون العام الماضى بأن فرنسا سيكون من الأفضل لها ترك الاتحاد الأوروبى والحصول على صفقة تجارية أفضل مع واشنطن بعيدا عما ترغب الولايات المتحدة فى تقديمه للاتحاد الأوروبى.. ليس لهذا الاقتراح الرائع أى فرصة للنجاح، ويؤكد على قراءة ترامب الضعيفة للسياسة الأوروبية.
على الرغم من أن محاولة البيت الأبيض للتفرقة بين ألمانيا وفرنسا لن تنجح، إلا أنه يؤكد على الدرجة التى وصل إليها شكل تكامل الولايات المتحدة مع أوروبا فى عهد ترامب. فى حين أنه يعى أهمية علاقات الولايات المتحدة مع بعض الدول الأوروبية، إلا أنه يعتبر أول رئيس أمريكى لا يبدو فقط أنه يريد إضعاف التحالف الأوروبى، بل وأيضًا تقسيمه.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى

النص الأصلى:

http://bit.ly/2ltVLBn



التعليقات