البرادعي وعساكر الهجانة - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:51 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البرادعي وعساكر الهجانة

نشر فى : الأحد 6 ديسمبر 2009 - 11:15 ص | آخر تحديث : الأحد 6 ديسمبر 2009 - 11:15 ص

 هذه نكتة الموسم السياسية: محمد البرادعى متهم بمساعدة أمريكا فى احتلال العراق!
والنكتة ليست فى مضمون الاتهام، بل هى فيمن يوجه الاتهام من جوقة الإعلام الحكومى الأجوف.

يمكن انتقاد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنه وافق على أشياء فتحت الطريق أمام جورج بوش وعصابته لغزو العراق واحتلاله، كما يجوز أن نرفض اعتذار البرادعى عن موافقته على أشياء كان يجب ألا يوافق عليها ــ بنص عباراته ــ أسهمت فى دعم ضرب العراق، على اعتبار أن الاعتذار بعد خراب مالطة لا قيمة له، وعلى أساس أن صحوة الضمير بعد الكارثة لا تعفيه من المسئولية الأخلاقية لصمته أثناء ارتكاب الجريمة.

النكتة الحقيقية أن الإعلام المصرى الرسمى يتذكر الآن فقط أن ما جرى فى العراق جريمة أمريكية كاملة الأركان، وهو الإعلام ذاته الذى تحول طوال الفترة السابقة على دوران آلة الحرب إلى جزء أصيل من الحملة الدعائية الأمريكية عن أسلحة الدمار الشامل الموجودة لدى صدام حسين.

النكتة الحقيقية أن الإعلام الحكومى يتجاهل أو يتناسى أن مصر الرسمية كانت شريكا فى الحرب الأمريكية على العراق، بل إن مسئولين مصريين كبارا لم يتورعوا عن التباهى بأنهم قبضوا ثمن موافقتهم على ضرب أمريكا للعراق مقدما، سواء عن طريق إسقاط ديون أو من خلال صفقات سياسية أخرى.

والمضحكات كثيرة فى هذه الحملة العشوائية ضد البرادعى التى يشنها حاليا الإعلام الرئاسى ــ الحكومى وبعض المستقل ــ على طريقة طلعات عساكر الهجانة فى غابر الأيام، إبل تتخبط فى الطرقات على ظهورها مساكين طلب منهم أن يهجموا ويضربوا دون تفكير أو فهم لطبيعة المهمة.

من ذلك مثلا التلميح والتصريح بأن البرادعى مزدوج الجنسية، وأزعم أن العزف على هذا الوتر ليس فى صالح الذين ينطلق من أجلهم عساكر الهجانة، لأن بعضهم أيضا لا تزال جنسيته الثانية موضع سؤال.

لكن اللطيف حقا أن يقال إن مصر سامحت البرادعى وعفت عنه ومنحته قلادة النيل العظمى، رغم أنه كان مرشح القوى الاستعمارية «أمريكا وبريطانيا» فى انتخابات الوكالة الدولية عام 1997 وضد مرشح مصر محمد شاكر.

ولو كان ذلك صحيحا فإن المدان ليس البرادعى بالطبع، بل من منحه هذه الجائزة الرفيعة مكافأة له على انتمائه للأعداء ضد بلده، كما يحاول أحد الهجانة تصوير الموقف.

أقول قولى هذا وأنا أدرك أن البرادعى لن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة، وأزعم ــ مجددا ــ أن المستفيد الأول من مسلسل «البرادعى» هم الواقفون خلف عساكر الهجانة، وإن غدا لناظره قريب.

wquandil@shorouknews.com

وائل قنديل كاتب صحفي