قدر هيثم - خالد محمود - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 4:26 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قدر هيثم

نشر فى : الخميس 7 نوفمبر 2019 - 11:00 م | آخر تحديث : الخميس 7 نوفمبر 2019 - 11:00 م

تدفقت كلمات الحب والرثاء على رحيل الفنان الشاب هيثم أحمد زكى، سمعت ما لم أكن أسمعه، مشاعر فياضة تجاه الفتى الذى وضعه القدر فى حلم كبير ثم خطفه منه فى منتصف الطريق.

الكلمات المليئة بالحب كنت أتمنى أن يسمعها ويشعر بها وتشجعه وهو فى قلب الحياة يصارعها وتصارعه، أن تكون بمثابة نور يضىء له الطريق ويشعره بذاته التى اهتزت وهو يتلمس خطاه الأولى فى عالم التمثيل متوجسا، أعتقد أن الموقف حينئذ كان سيختلف، كان سيشعر الفتى ابن النجم الأسمر، أن ظهوره فى فيلم «حليم» خطوة أولى كبرى، يتبعها خطوات أخرى مليئة بآمال وطموحات ولم تكن مجرد محطة يستكمل بها حلم أحمد ذكى الأب الذى أراد أن يخلد ذكرى العندليب الأسمر فى فيلم سينمائى.

عندما جسد هيثم شخصية «حليم» فى شبابه ألقى الكثيرون بسهام النقد عليه يحللون أداءه وأنفاسه، ويقارنون بينه وبين أبيه، وهى مقارنة ظالمة، بل وشكلت عبئا نفسيا كبيرا عليه، ولم يجد من يحنو على تجربته مثلما حدث مع الظهور الأول لأبناء الفنانين فى التمثيل.

ظل هيثم أحمد زكى عقب فيلم حليم مترددا من مواصلة المشوار، لكنه فاجأنا بفيلم «البلياتشو»، وقد نضج قليلا، حاول واجتهد واستحضر جينات الإبداع التى تسللت بداخله بحكم الحياة والنشأة، لم يكن هيثم فى تلك المحطة رغم اجتهاده مرضيا تماما، بينما كانت المفاجأة المدهشة بالنسبة لى فى مسلسل «دوران شبرا» وجدت الفتى وقد نضج كثيرا، حضورا متميزا طازجا لشخصية صعبة قسى عليها الزمن، حاول هيثم أن يتخلص من عبء تلميحات تجربة حليم التى قالت إن التمثيل فرض عليه، هنا فرض هيثم نفسه، وشعر باطمئنان لموهبته، وقرر مواصلة المشوار، وفى مسلسل «كلبش 3» بدا هيثم كممثل كبير، فى شخصية عاكف أبو العز وكسر كل تابوهات النيل من مستقبله معنويا، التى قالت إنه سيقع فريسة تقليد أبيه، قدم دورا رائعا، وفاق أداؤه كثيرين ممن خاضوا تجارب أكثر، كانت مشاهده مع عبدالرحمن أبو زهرة ــ الذى جسد دور والده ــ مدهشة، كان ندا بند أمام الأستاذ، بل كان المحور الأهم فى دراما العمل وخلق بأدائه لونا آخر من الصراع بين عالم الإرهاب والشرطة والمجتمع بكامله.

ومن ينسى مشهدهما معا والذى أوضح صدام عاكف أبو العز الجبلاوى مع والده واعترافه بحقيقته كابن غير شرعى وأنه من قتل أمه، وأيضا فى مشهد آخر عندما أراد أن يصالح والده بعد الصدام الذى حدث بينهما ثم دموعه التى تنهمر على وفاته وهو يلقى برأسه على صدره.. إنهما حقا مشهدان
يحتضنان مشاعر وصدق الأداء بين قوة وضعف كان من الممكن يتكرر نظيرهما فى أعمال أخرى.. لكنه قدر هيثم.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات