يوسى كوهين وتوطيد علاقات إسرائيل السرية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:27 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوسى كوهين وتوطيد علاقات إسرائيل السرية

نشر فى : الجمعة 11 ديسمبر 2015 - 11:45 م | آخر تحديث : الجمعة 11 ديسمبر 2015 - 11:45 م
اختيار رئيس الحكومة يوسى كوهين، ليكون الرئيس الـ12 للموساد، يعكس تفضيلا واضحا فى مجال الأمن القومى لإسرائيل؛ حيث يهتم الموساد بثلاثة مجالات، الأكثر أهمية بينها هو جمع معلومات استخبارية حيوية للأمن فى أنحاء العالم. المجال الثانى هو عمليات سرية يهدف جزء منها إلى الحصول على معلومات استخبارية، فى حين يهدف معظمها إلى إحباط وتعطيل تهديدات لأمن دولة إسرائيل ومواطنيها، سواء فى مجال محاربة الإرهاب أو مجالات أخرى، مثل تشويش البرنامج النووى الإيرانى وعرقلته. كما يهتم الموساد بالعمليات التى تهدف إلى ضمان سلامة الشعب اليهودى فى الشتات وأمنه. أما المجال الثالث هو علاقات دولة إسرائيل الخارجية السرية، خصوصا مع دول ليست لديها علاقات دبلوماسية معها، وإقامة علاقات مع الأجهزة الاستخبارية فى دول صديقة عندما لا تكون العلاقات الرسمية معها جيدة.
***
يكشف اختيار يوسى كوهين بوضوح تفضيل نتنياهو فى هذه الفترة للعلاقات الخارجية السرية التى تجرى من خلال الموساد. فهذه العلاقات ضرورية لبلورة تعاون دولى لمحاربة الإرهاب، وللسماح لدولة إسرائيل بالقيام بدورها والتأثير فى التحركات الدولية التى تتركز على القضاء على إرهاب الإسلام المتطرف النضالى. وفى الواقع، من دون تعاون دولى من غير الممكن إحباط ومحاربة فعالة للارهاب الداخلى من نتاج المحور الراديكالى الشيعى بزعامة إيران، وفى الإرهاب الجهادى الذى يشكل داعش رأس الحربة فيه من دون أين يكون العنصر الوحيد العامل فى إطاره. وحدة التعاون الدولى الذى فى إطاره تساهم إسرائيل فى تقديم معلومات وقدرات وتكنولوجيا وتحصل من الآخرين على معلومات وقدرات عملانية، هو الذى يسمح بمحاربة فعالة للتهديدات التى تحيط بنا، والتى تهدد أغلبيتها سلام العالم أيضا. السبب الثانى للحاجة إلى زيادة النشاط الدبلوماسى السرى فى إطار الموساد هو العزلة السياسية المتزايدة لدولة إسرائيل فى الفترة الأخيرة. فهناك العديد من الدول.
السبب الثالث لتفضيل خيار السياسة الخارجية السرية فى إطار الموساد هو استغلال الفرص. ليس سرا أنه توجد لدول عربية وإسلامية مصالح مشتركة قوية مع دولة إسرائيل. وبرغم ذلك، فإن هذه الدول ليست مستعدة لإقامة علاقات علنية وطبيعية معها على الأقل حتى الاتفاق على تسوية النزاع الإسرائيلى الفلسطينى. والموساد هو القناة التى من خلالها تجرى العلاقات الأكثر وضوحا والأقل وضوحا.
***
لذا يعد يوسى كوهين هو الرجل المناسب لتولى رئاسة الموساد فى هذه الفترة، لأن التجربة الدولية التى راكمها عندما كان رئيسا لفرع الموساد فى أوروبا، وكذلك عندما كان مستشارا للأمن القومى، وقد أثبت قدراته فى هذا المجال عندما أدار فى الفترة الأخيرة الحوار مع الأمريكيين مع نائب مدير عام وزارة الخارجية الدبلوماسى جيريمى يسخروف، خلال الفترة التى أجرت فيها الدول العظمى مفاوضات بشأن الاتفاق النووى مع إيران.
كان كوهين بوصفه رئيسا لمجلس الأمن القومى على صلة بالمفاوضات أكثر مما كان ظاهرا، وأثر على النتائج النهائية برغم أنها لم تكن لصالح إسرائيل وقلص الأضرار. كما عالج كوهين ويسخروف موضوعات حساسة أخرى مع الإدارة الأمريكية فى ذروة العداء بين أوباما ونتنياهو.
وليس هذا كل شىء، فلدى يوسى كوهين تجربة غنية فى المجال العملانى «البشرى» «الاستخبارات التى تستند إلى مصادر بشرية»، وكان رئيسا لشعبة «تسومِت» التى استخدمت ضباطا لجمع المعلومات والعملاء خلال ذروة الحرب السرية ضد البرنامج النووى الإيرانى. وقد نال طاقم برئاسة كوهين من شعبة «تسومِت» جائزة أمن إسرائيل.
رون بن يشاى
معلق عسكرى
موقع «Ynet» الإلكترونى
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعليقات