أجندة بايدن لشرق المتوسط - مواقع يهودية - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 4:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أجندة بايدن لشرق المتوسط

نشر فى : الجمعة 12 فبراير 2021 - 6:50 م | آخر تحديث : الجمعة 12 فبراير 2021 - 6:50 م

نشر موقع Jewish News Syndicate مقالا للكاتب Eran Lerman يتناول فيه أهمية أن تقوم إدارة بايدن بوضع التوترات فى شرق المتوسط من ضمن أولويات سياستها الخارجية وتعديل سلوك تركيا فى الإقليم... نعرض منه ما يلى:
تواجه إدارة بايدن الكثير من التحديات، مثل أزمة كورونا والأزمات الاقتصادية المصاحبة لها والانقسام المجتمعى والحاجة إلى عكس مسار سياسات ترامب الخارجية بشأن المناخ والصين وروسيا وإيران.. من مصلحة إسرائيل وشركائها فى التحالف الإقليمى تنبيه الإدارة والكونجرس إلى أهمية وجود مسار متماسك لسياسات الولايات المتحدة تجاه شرق المتوسط، وإلا ستتفاقم التوترات التى كانت موجودة بالفعل فى الإقليم والتى تهدد المصالح الأمريكية، والتى نتجت فى الأساس عن السياسات الأمريكية المتذبذبة تجاه تركيا وتعاطفها مع المشروع العثمانى الجديد لأردوغان.
منذ احتلال منطقة عفرين الكردية فى شمال غرب سوريا فى أوائل عام 2018، شرعت تركيا فى توسيع وجودها العسكرى. وتسبب إردوغان وسلوكه فى إحداث قلق ليس فقط للدول المجاورة ولكن أيضا لدول الخليج وفرنسا.
أصبحت التوترات أكثر حدة منذ هزيمة حزب أردوغان فى الانتخابات البلدية فى إسطنبول عام 2019. فبعدها عزز أردوغان تحالفه مع حزب الحركة القومية المتطرف ما هدد بمزيج خطير بين تيار إسلامى يسعى للخلافة ويمينيين متطرفين يحنون للإمبراطورية العثمانية الضائعة.
على إثر ذلك قامت تركيا، بموافقة الولايات المتحدة، بغزو الأراضى السورية. ووقع أردوغان مذكرتى تفاهم فى أنقرة مع رئيس الوزراء فايز السراج ــ رئيس «حكومة الوفاق الوطنى» فى ليبيا. كان الأخير، فى ذلك الوقت، يسيطر على مناطق محدودة فى شمال غرب ليبيا، وكان محاصرا فى طرابلس نفسها من قبل قوات «الجيش الوطنى الليبى». إحدى المذكرات سمحت بالتدخل التركى فى الحرب والأخرى حددت المناطق الاقتصادية الخالصة فى شرق المتوسط منحت تركيا على إثرها حدودا مشتركة مع ليبيا، متجاهلة المناطق الاقتصادية الخالصة للجزر اليونانية. إذا فرض ذلك، فسوف يمنع إسرائيل ومصر وقبرص من الوصول عن طريق خط أنابيب إلى اليونان وأسواق الطاقة الأوروبية... يمثل هذا محاولة علنية لتأكيد الهيمنة العثمانية الجديدة.. أدى دخول القوات التركية ووكلائها إلى انسحاب قوات حفتر ورفع الحصار عن طرابلس. مع تقدم حكومة الوفاق الوطنى وتهديدها بالتقدم شرقا، قامت مصر بحركة مضادة وأعلنت الجفرة وسرت خطا أحمر. لقد أدى هذا إلى حالة من الجمود وفرصة للجهود الدبلوماسية التى أدت إلى إنشاء هيكل حكومى جديد.
فى أغسطس 2020 وقع وزير الخارجية المصرى ونظيره اليونانى فى القاهرة اتفاقية ترسيم مضادة تؤكد الحقوق اليونانية فى المنطقة الاقتصادية الخالصة ووجود حدود للمنطقة الاقتصادية الخالصة بين مصر واليونان. دعمت الإمارات وإسرائيل هذه الخريطة، وبعدها أعلنت واشنطن عن التخطيط لتوقيع اتفاقيات إبراهام ما يشير إلى التوافق الإقليمى الجديد فى البحر الأبيض المتوسط والخليج لمواجهة إيران. هذا التوافق مؤيد من قبل فرنسا التى من المقرر أن تنضم إلى منتدى غاز شرق المتوسط فى 2021، كما أجرت تدريبات بحرية مع اليونان واستضافت الرئيس المصرى على أراضيها.
على الصعيد الآخر، تنظر تركيا إلى هذا التوافق الجديد كمؤامرة، وردت تركيا بسلسلة من الأعمال الاستفزازية فى المياه التى تطالب بها أنقرة. تصاعدت التوترات فى بحر إيجة وهددت بالانزلاق إلى صراع، لكن الضغوط الأوروبية ساعدت فى تخفيف التوترات والدخول فى محادثات بين تركيا واليونان. وتدخلت تركيا لدعم أذربيجان فى الحرب الأخيرة مع أرمينيا بشأن إقليم كاراباخ.
وحتى هذه اللحظة لا يعرف ما هى طموحات أردوغان حول العثمانية الجديدة. لم تفعل المبادرات التركية الأخيرة سوى القليل، حتى الآن، لتهدئة مخاوف إسرائيل ومصر واليونان، بالنظر إلى أن أنقرة تواصل إيواء حماس والإخوان المسلمين.
لعبت السياسة الأمريكية دورا فى تواجد هذا السلوك التركى. على الرغم من انتقادات بومبيو فى أيامه الأخيرة كوزير للخارجية سلوك تركيا فى الإقليم وما تقدمه من دعم للجماعات الإرهابية، إلا أن الولايات المتحدة لسنوات تبنت مواقف تصب فى صالح الحكومة التركية على حساب موقفها الغامض فى ليبيا، والأهم من ذلك، أن أمريكا لم تؤيد الخريطة اليونانية المصرية.
كل هذا يحتاج إلى التغيير، ويمكن لإدارة بايدن تغييره بعد وضعها كأولوية. اللاعبون الرئيسيون فى إدارة بايدن يدركون ازدواجية إردوغان، ويدركون أن تركيا لم يكن لها دور فى محاربة داعش... تركيا لاعب إقليمى رئيسى وستظل كذلك، ولن تتخذ أمريكا سياسات تدفع تركيا باتجاه روسيا أو إيران. حتى بالنسبة لإسرائيل، فإن العلاقات الدبلوماسية مع أنقرة مهمة.
لكن القواعد يجب أن تتغير. فالحديث عن تحرير الأقصى وإيواء نشطاء حماس يجب أن يتوقف، إلى جانب التخلى عن دعم جماعة الإخوان المسلمين والميليشيات السورية فى المنطقة. وعلى المستوى الاستراتيجى، يجب على أمريكا التخلص من خريطة ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة التركية الليبية وخوض مفاوضات مفتوحة مع اليونان ومصر تهدف إلى الوصول إلى حل وسط يخدم الجميع، بما فيهم إسرائيل.
ما يجب على إسرائيل أن تسعى إليه هو لفت انتباه الإدارة الأمريكية الجديدة واقتراح طريقة عملية لتمكين تركيا لتغيير مسارها وبالتالى تأخذ مكانها المناسب فى تحالف إقليمى تحت قيادة الولايات المتحدة. ويمكن لحلفاء الولايات المتحدة فى الخليج أن يساعدوا فى تقديم حوافز إيجابية لهذا النوع من الانتقال.
يمكن لإسرائيل واليونان لعب دور حاسم من خلال اللوبى فى تشجيع أعضاء الكونجرس على توضيح ما يجب على تركيا فعله وكيف يمكن مكافأتها. هناك حاجة أيضا إلى حل مبتكر لمشكلة صواريخ إســ 400 لأنه من غير المرجح أن يتحمل الكونجرس تكاليف إعادتها إلى روسيا، فربما ترغب بعض دول الإقليم فى القيام بذلك مثل السعودية والإمارات، عندما تثبت أنقرة أنها ستتوقف عن دورها التخريبى فى الإقليم.
يجب أيضا أن يدرك إردوغان مخاطر التشبث بسياساته الحالية التى ستؤثر على قدرته على تحقيق النمو الاقتصادى ومن ثم شعبيته. كعضو فى مجموعة العشرين، يعتمد مستقبل تركيا الاقتصادى على مكانتها فى الاقتصاد العالمى، وتحدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولى من خلال متابعة الطموحات الإقليمية العدائية يجب أن يكون له ثمن.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى

التعليقات