فى انتظار.. البرادعى! - محمد عصمت - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 5:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى انتظار.. البرادعى!

نشر فى : الجمعة 12 مارس 2010 - 10:47 ص | آخر تحديث : الجمعة 12 مارس 2010 - 10:47 ص

قبل أن يقوم بجولته الخارجية، ترك د.البرادعى الكثيرين فى مصر وهم يضربون أخماسا فى أسداس حول مدى «رغبته» فى تنفيذ خططه للوصول إلى القصر الجمهورى،لإقامة نظام سياسى جديد يقوم على الحرية والعدالة الاجتماعية، ويعيد الأمل إلى ملايين المصريين فى تغيير واقعهم البائس!.

فالرجل غادر البلاد فى توقيت أتصور أنه غير ملائم، دون أن أدرى إن كان بالفعل فى مقدوره أن يعتذر أو على الأقل يؤجل سفرياته الخارجية المحددة سلفا..أم لا؟!

ورغم تأييدى له حتى الآن لم أستطع أن أتفهم مبررات غيابه عن مصر، ونحن نسابق الزمن لإجراء تعديلات دستورية يصر أركان الحكم على أنها لن تحدث قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.. وقد كنت أتوقع مثلا أن يشرف البرادعى بنفسه على تشكيل لجان تجمع توقيعات الملايين على وثيقة لتعديل الدستور خاصة بعد إعلانه تأسيس ما سماه الجمعية الوطنية للتغيير، والتى تواجه اتهامات بأنها نشأت على أكتاف حركات نخبوية وأخرى فئوية تمارس أغلب نشاطها السياسى على الفيس بوك..فى أوقات الفراغ!

كنت أتمنى أيضا أن ينغمس البرادعى فى تفعيل هذه الجمعية الوليدة باعتبارها سلاحه التنظيمى الوحيد الذى يخوض به معاركه السياسية الحامية التى تنتظره خلال الشهور القادمة.. خاصة أن الرجل كما اتضح من تصريحاته السياسية لا ينتمى إلى «ثوار الشوارع» الذين يقودون المظاهرات وسط العمال والطلبة.. أو من هؤلاء المحرضين المحترفين الذين يشعلون انتفاضات شعبية تقلب نظام الحكم أو تنتزع منه تنازلات ديمقراطية مؤلمة.. كما أن الرجل، فى نفس الوقت، قطع كل خيوطه للانضمام إلى الاحزاب الكبيرة والصغيرة فى مصر، رغم أنها الطريق الوحيد المتاح دستوريا أمامه للترشيح لانتخابات رئاسة الجمهورية! وبالتالى كان المفروض أن يقدم لنا البرادعى أكثر مما قدمه بالفعل، خاصة أنه يطالب بنظام سياسى جديد فى مصر يستند إلى أسس فكرية وقانونية مغايرة للنظام الحالى، وهى أهداف كبرى تتطلب اهتماما كبيرا لتحويلها من مجرد شعارت إلى مطالب شعبية تتحقق بضغوط سلمية متواصلة.

شخصية الرجل وخبرته القانونية والسياسية ونظافة يده لا غبار عليها، وتستطيع أن تجذب ملايين الفقراء ومحدودى الدخل حولها.. ولكن كل هذا وحده لا يكفى.. فإن لم يستطع الرجل إيجاد طريقة تسمح له بالترشح للرئاسة فإن كل الجهود التى بذلها وبذلناها معه لتغيير الاوضاع ستكون قد تبخرت فى الهواء.. إلا إذا حدثت مفاجآت يحلم الجميع بوقوعها! 

محمد عصمت كاتب صحفي