مصر وحماس وحزب الله - سلامة أحمد سلامة - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 9:31 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر وحماس وحزب الله

نشر فى : الثلاثاء 14 أبريل 2009 - 6:32 م | آخر تحديث : الثلاثاء 14 أبريل 2009 - 6:32 م

 مرة أخرى تتفجر الألغام المدفونة التى تركت عمدا لوقت طويل فى المنطقة العربية، بالكشف عن الأنشطة غير المشروعة لخلايا حزب الله، التى اعتبرتها مصر اعتداء على سيادتها وتآمرا على أمنها، على الرغم من أنها كما وصفها الشيخ حسن نصرالله، مجرد مساعدات لوجيستية للمقاومة الفلسطينية ولحماس فى وجه العدوان الإسرائيلى.

والأمر المؤكد أن انعدام الثقة بين الأطراف المختلفة فى العالم العربى، أنشأت قطيعة مزمنة بين مصر وإيران، وجعلت كل من يدين بالولاء لإيران من الأطراف العربية سواء كان ممثلا فى حزب الله أو فى حماس أو حتى فى سوريا بدرجة ما، مصدرا للشك والبغضاء، وبؤرة للتآمر على مصر ومصالحها. وقد لا يكون ذلك صحيحا على الإطلاق، ولكنه انعكس كما رأينا فى مؤتمرات القمة الفاشلة التى انسحبت مصر من بعضها وعملت على إفشال بعضها الآخر.

وقد شهدت الساحة العربية مناوشات ومنازلات كلامية، وأجهدت مصر نفسها فى النأى بالقضية الفلسطينية وجهود المصالحة الوطنية والحوار بين الفصائل من هزر القول ورخيص الفعل، أملا فى الخروج من المأزق الذى كان الجميع على يقين من أن الأمة العربية تسير إليه مغمضة العينين، وعلى الأخص بعد أن سدت طرق السلام بصعود اليمين الإسرائيلى. واحتمال العودة إلى سياسة الترانسفير الإسرائيلى.

ولكن الغريب فى الأمر أن ينفجر لغم حزب الله فى المنطقة، فى نفس الوقت الذى تشهد فيه جهود المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس والفصائل بوادر تعثر مفاجئة، إلى درجة دعت بعض الكتاب السعوديين إلى إلقاء اللوم على حماس وليس على حزب الله. وقد كان من الواضح لكل ذى عقل أن يدرك أن هشاشة الأوضاع فى المنطقة، سواء بسبب اقتراب موعد الانتخابات اللبنانية، أو بسبب الاهتمام الذى باتت تلقاه حماس على المستوى الدولى، أو بسبب التحول الذى أخذ يطرأ على مقاصد السياسة الأمريكية إزاء الملف الإيرانى، أو بسبب صعود الدور التركى، وكلها علامات تضاعف من هواجس مصر إزاء ضرورة نجاح الحوار الفلسطينى، قد أفضت إلى مزيد من التعقيدات والشكوك.

أضف إلى ذلك أن القلق الأمنى الذى يسيطر على غزة، وارتباطه بهموم إخوانية حقيقية أو متوهمة، قد أخذ ينعكس على السياسات المصرية الداخلية والخارجية وما يرتبط بها بالضائقة التى يعانيها الناس من فتح وإغلاق المعابر وبالأخص معبر رفح.

ومن المحتمل أن تواصل إسرائيل استغلال مشكلة المعابر بأسلوب أكثر عنفا ووحشية، لتضع مصر تحت مزيد من الضغوط ويعاود الفلسطينيون إطلاق الصواريخ فى ظل ظروف استرخاء دولية إزاء عملية السلام.. التى لن تظهر نتائجها قبل أن يكتمل لقاء العاهل الأردنى بالرئيس أوباما.

من حق مصر بل من واجبها أن تدافع عن أمنها وأن تضع من الخطوط الحمراء ما تشاء للحيلولة دون زعزعة استقرارها.

من الواضح أننا بإزاء مثلث تشابكت أضلاعه:

حزب الله من ناحية، وحماس من ناحية أخرى، ومصر من ناحية ثالثة.. وكان المفروض منذ البداية وقبل إثارة الاتهامات ضد حزب الله، أن تسأل حماس عن الارتباطات والظروف التى أدت إلى إدخال أسلحة ومتفجرات عبر الأراضى المصرية.

وأن تجد الطرق الرسمية أو غير الرسمية لتحديد مسئولية حزب الله. وهناك أطراف عربية تملك الوسائل الكفيلة بالحصول على إجابات قاطعة من حزب الله.

يبدو أمن مصر الإقليمى فى هذه اللحظة الحاسمة أهم كثيرا من البحث عن أعداء جدد، وأن إسرائيل تظل هى العدو الوحيد المستفيد من تخلخل النظام العربى وتفكك أوصاله.

سلامة أحمد سلامة صحفي وكاتب مصري كبير وصاحب آراء ليبرالية قوية وجريئة وبناءة في مسيرة الصحافة العربية. يشغل منصبي رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق ورئيس مجلس تحرير مجلة وجهات نظر. هو صاحب العمود اليومي من قريب في جريدة الشروق وكان في السابق نائبا لرئيس تحرير الأهرام.
التعليقات