الكرة الذهبية.. لمن؟ - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 5 أكتوبر 2024 2:45 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الكرة الذهبية.. لمن؟

نشر فى : الخميس 14 أكتوبر 2021 - 10:55 م | آخر تحديث : الخميس 14 أكتوبر 2021 - 10:55 م
** سبق أن أوضحت وجهة نظرى فى جوائز الفيفا والفرانس فوتبول عدة مرات، وأشرت كثيرا إلى أن البطل هو الفريق فى كرة القدم والألعاب الجماعية، وليس لاعب فرد. لكن الجوائز بمعاييرها المعروفة تذهب إلى دور اللاعب الفرد السوبر وتأثيره على فريقه، وأهميته، وفى يوم 21 يوليو 2020، كتبت هنا مقالا طويلا عن إلغاء الفرانس فوتبول لجائزة الكرة الذهبية فى ذلك العام بسبب كوفيد 19، وفى سياق المقال قلت: أعلم أن هناك معايير لكنى لا أراها كلها عادلة. وأشرت إلى أن الجوائز تذهب أحيانا للنجوم وللدوريات الكبرى...
** وجهة نظرى لم تتغير، إلا أننى أترك المساحة الآن للصحفى والزميل هانى دانيال المقيم فى ألمانيا، وأحد الصحفيين الذين سبق لهم الاشتراك فى التصويت على جائزة الفيفا: يقول هانى: «الكرة الذهبية يتم تقديمها عن عام 2021، بينما جائزة الفيفا عن موسم سابق. ومجلة فرانس فوتبول وضعت قواعد وشروطا للتصويت حاكمة، مثل الإنجازات الفردية والجماعية للاعب. والموهبة واللعب النظيف. ويشارك من 160 إلى 180 صحفيا فى التصويت وكل منهم يختار 5 لاعبين، ويمنح الأول 6 نقاط والثانى 4، والثالث 3 والرابع نقطتين والخامس نقطة. ويفوز بالجائزة اللاعب الذى يجمع أكبر قدر من النقاط، وفى حالة التساوى يتم الاحتكام لمن جاء فى المركز الأول أكثر ثم المركز الثانى أكثر وهكذا».
** فى الترشيحات، تحدد مجلة فرانس أسباب اختيار كل لاعب ضمن قائمتها المعلنة، كما يقول هانى دانيال، وعن محمد صلاح ذكرت المجلة أن أهدافه فى الفترة من يناير 2021 إلى مايو 2021 ساهمت فى منح ليفربول 7 نقاط والتأهل لدورى الأبطال وتعويض سوء أداء المهاجمين مانى وفيرمينيو كما أن صلاح دخل فى سباق مع هارى كين على لقب هداف الدورى.. بينما أشارت المجلة إلى أن هالاند ماكينة أهداف لكنه يحتاج إلى الانتقال لفريق كبير من أجل البطولات.
** إذن كل شىء معلن وواضح. كما أن هناك جوانب إنسانية قد يكون لها تأثيرها فى الاختيار مثل وضع كابتن الدنمارك فى القائمة لدوره فى إنقاذ زميله إريكسون بجانب دوره مع الفريق فى بطولة أوروبا. ومع ذلك ما زلت أرى أن أهم المعايير هى قدر إبداع اللاعب، بما يميزه دون زملائه ويقدمه على الفريق كله، ولست فى حاجة إلى شرح معنى الإبداع، فهو باختصار الحركة والهدف والمراوغة التى تنتزع الآهات من قلوب المشجعين فى المدرجات. إننى أحترم الأرقام عموما فى الرياضة وفى كرة القدم بالطبع، سواء عدد الأهداف أو عدد البطولات، وقدر الإنجازات والبطولات، ودور وتأثير اللاعب الفرد على أداء فريقه وعلى البطولة التى أحرزها الفريق. لكن يظل الإبداع والمهارة الفردية معيارا مهما جدا. فإذا وضعنا مقارنة مثلا بين صلاح وبنزيمه وكلاهما عنصر أساسى فى خط هجوم فريقه. وربما يسجل بنزيمه أهدافا أكثر أحيانا لكن عند وضع المهارة وسرعة الجرى وسرعة التصرف وسرعة القدمين، والخفة والرشاقة والمرونة، وجمال الأهداف وصعوبتها، سوف يتفوق محمد صلاح وينال الجائزة. وهذا ما أعنيه بالإبداع فى كرة القدم وفى تقدير الجوائز الفردية فى لعبة جماعية بطلها فى الأساس هو الفريق، وهو ما أكدته الفرانس فوتبول فى أسباب اختيارها للاعب لكثرة أهدافه، وبأن ذلك لا يكفى دون بطولة.
** الأصل فى الرياضة الفردية أو الجماعية هو الإبداع والإنجاز. وهو ما قد يضع نجوم منتخب إيطاليا بطل أوروبا فى دائرة المنافسة بقوة مع المبدع محمد صلاح الذى أراه أفضل المبدعين المرشحين على المستوى الفردى.
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.