رسالة قاعدة برنيس: قادرون - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 3:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رسالة قاعدة برنيس: قادرون

نشر فى : الجمعة 17 يناير 2020 - 10:45 م | آخر تحديث : الجمعة 17 يناير 2020 - 10:45 م
«لا سلام بغير قوة، ولا قوة إلا لمن يمتلكون السلاح، والقدرات العسكرية المختلفة، برا وبحرا وجوا، أولئك هم القادرون على حماية أمن مصر القومى».
هذه العبارة وردت فى بداية الفيلم التسجيلى الذى أعدته ادارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، فى بداية الاحتفال بافتتاح قاعدة برنيس العسكرية صباح الأربعاء الماضى.
العبارة الثانية وردت على لسان العميد ياسر وهبة خلال تقديمه لحفل الافتتاح وتقول: «إذا أردت أن تمنع الحرب، فكن مستعدا لها».
العبارة الثالثة وردت أيضا على لسان وهبة وتقول: «لدينا قوات جوية قادرة ومستعدة للانطلاق إلى آفاق الآفاق لحماية سماء مصر وأمنها القومى».
فى ظنى أن هذه العبارات الثلاثة تعتبر أحد المفاتيح المهمة لفهم المناورة الاستراتيجية الكبرى «قادر ٢٠٢٠»، على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، التى تزامن معها، أو كان ضمن نطاقها الاحتفال بافتتاح قاعدة برنيس بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد ونائب وزير الدفاع السعودى الأمير خالد بن سلطان، ورئيس وزراء بلغارىا والعديد من الملحقين العسكريين، وشخصيات عامة كثيرة خصوصا من نواب البرلمان والصحفيين والإعلاميين.
القاعدة العسكرية الجديدة فى برنيس مقامة على ١٥٠ ألف فدان، وبها ممرات بطول ٣ آلاف متر، وعرض ٤٥٫٣ متر، وتضم ٥١ مبنى، والأهم أنها تتسم بتكامل أنظمة السلاح. أما القاعدة البحرية، فيها رصيف بحرى طوله ألف متر وبعمق ١٤ ألف متر، وتضم حاملة طائرات وغواصات وفرقاطات، وميدان رماية وتدريب على جميع أنواع الأسلحة، وبجوار القاعدة مطار مدنى وميناء تجارى.
فى المناورة الجوية التى شهدناها من منصة فى قلب القاعدة، كانت هناك أحدث أنواع الطائرات فى العالم.
شاهدنا الأف ١٦ الأمريكية، والرافال الفرنسية التى انضمت قبل سنوات قليلة لقواتنا الجوية. وشاهدنا الميج ٢٩ الروسية المعدلة، وهى أحدث طائرات القوات المسلحة وتشارك فى المناورات للمرة الأولى، وبها رادار يكشف الأهداف عن بعد، ويتعامل مع عدة أهداف فى وقت. هذه المقاتلات التى تنتمى للجيل الرابع الاحدث هى خط هجوم القوات الجوية المصرية، التى لم تعد تعتمد على دولة واحدة فى تسليحها، ومقاتلاتها. وهذه المقاتلات الثلاث نفذت فى نهاية المناورة حركة «الوردة المتفتحة» راسمة علم مصر بألوانه الثلاثة الأحمر والأبيض والأسود فى سماء منطقة العرض.
وبجوار هذه المقاتلات كانت هناك حاملة الطائرات الفرنسية الميسترال التى اشترينا اثنتين منها من روسيا قبل سنوات أيضا. الأولى موجودة فى البحر المتوسط لحماية سواحلنا الشمالية، خصوصا حقول الغاز، والثانية فى البحر الأحمر.
هناك أيضا طائرات النقل سى ١٣٠، و« اليوشن ٧٦» لانزال القوات فى مسرح العمليات، والطائرات الـ KA المصرية الصينية الصنع، وهى تؤهل الطيارين على قيادة المقاتلات الحديثة، ومى ٢٤ التى تؤمن التشكيلات البرية، والأباتشى الهجومية متعددة المهام، والشينوك للابرار والانزال الخاص، وإعادة تزويد الطائرات الهليكوبتر بالوقود.
قبل نهاية المناورة عاد العميد ياسر وهبة ليقول إن الأسلحة وحدها مهما كانت متطورة لا يمكنها بمفردها تحقيق الانتصار، لأن محور الارتكاز الرئيسى هو الفرد المقاتل والعناصر المؤهلة التى تجعل هاماتنا تكاد تلامس السماء. قال أيضا إن الهدف من قادر ٢٠٢٠ هو حماية وتأمين سواحل مصر الجنوبية ومواجهة التحديات الأمنية فى البحر الأحمر وكذلك المناطق الاقتصادية فى البحر المتوسط.
وحينما تحدث الفريق محمد فريد رئيس أركان القوات المسلحة عارضا الفكرة الاستراتيجية التعبوية للمناورة، قال إنها ترتبط بالتهديدات الحالية والمنتظرة وجرى التخطيط لها من عدة أشهر، لاختيار مدى جاهزية وتكامل منظومات السلاح الحديثة.
أعود مرة أخرى إلى ما قاله ياسر وهبة حيث كانت العبارة الأكثر أهمية قرب نهاية المناورة وهى: «مصر التى تمد أياديها بالخير والسلام والمحبة إلى كل دول العالم، هى مصر ذاتها التى ستدافع عن حقوقها ومكتبسات شعبها بكل ما أتاها الله من قوة. فمصر لم تكن فى يوم من الأيام دولة معتدية، أو مغتصبة لحقوق الآخرين، أو طامعة فى خيراتهم، أو معوقة لتنمية أحد. والأنشطة التى تمت اليوم ما هى إلا عرض لبعض إمكانيات قاعدة برنيس، التى تزخر بالعديد من الإمكانيات التى تعمل بتنسيق وتعاون كامل، مع باقى تشكيلات ووحدات جيش مصر، الذى يرابط رجاله فى كل بقعة من أرض الوطن».
السؤال: هل وصلت العبارات التى جاءت على لسان ياسر وهبة إلى من يهمه الأمر؟!!. نتمنى ذلك.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي