أنظمة التعليم في ظل وجود الذكاء الاصطناعي.. هل تتطور أم تظل منعزلة عن الواقع التكنولوجي؟ - العالم يفكر - بوابة الشروق
الثلاثاء 14 مايو 2024 12:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أنظمة التعليم في ظل وجود الذكاء الاصطناعي.. هل تتطور أم تظل منعزلة عن الواقع التكنولوجي؟

نشر فى : الأحد 18 يونيو 2023 - 8:55 م | آخر تحديث : الأحد 18 يونيو 2023 - 8:55 م

نشر مركزAmerican Enterprise Institute مقالا للكاتب فريدريك م. هيس، يوضح فيه أن اتجاه بعض الأنظمة التعليمية الأوروبية لحظر تقنيات الذكاء الاصطناعى من الخوادم المحلية – بخاصة بعد ظهور ChatGPT ــ لن يعالج المشكلة، إذ لا مفر من الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعى بما يخدم العملية التعليمية أكثر وينمى قدرات ومهارات الطلاب، لذا لابد من تطور أنظمة التعليم بما يخدم الواقع التكنولوجى لا عزلها عنه... نعرض من المقال ما يلى:
خلال العام الماضى، انتقل الذكاء الاصطناعى من مرحلة الخيال العلمى إلى الواقع اليومى. إذ يقول كاتب المقال إن للذكاء الاصطناعى آثارا عميقة على التعليم، وهذا ناتج عن قدراته المذهلة على كتابة الشعر، وبرامج كتابة الأكواد، وتلخيص الأبحاث، واجتياز اختبار SAT (اختبار قياس القدرات للالتحاق بمؤسسات التعليم العالى فى الولايات المتحدة).
ويشير الكاتب إلى رد فعل بعض الدول المتقدمة إزاء أنظمة الذكاء الاصطناعى، إذ تحركت بعض المؤسسات التعليمية الأوروبية لحظر الذكاء الاصطناعى من الخوادم المحلية، إضافة إلى خوف المعلمين من احتمالية خسارة وظائفهم بسبب هذه التكنولوجيا المتطورة. من ناحية أخرى، يتوق الجانب المتفائل بهذه التقنية إلى توضيح أن المدارس لم تعد بحاجة إلى القيام بالعمل الشاق المتمثل فى تعليم الطلاب الكتابة لأن الذكاء الاصطناعى سيفعل ذلك نيابة عنهم.
ويستكمل الكاتب القول بأن للذكاء الاصطناعى دورا مؤثرا فى الاختبارات المدرسية. إذ تم اختبار GPTــ4، خليفة ChatGPT، فى اختبار القراءة والكتابة SAT فحصل على 93%، و90% فى امتحان البار الأمريكى (من متطلبات الحصول على رخصة المحاماة)، و84 % فى اختبارات الاقتصاد الكلى. ويجد المعلمون والأساتذة صعوبة فى التمييز بين الإجابة المكتوبة بالذكاء الاصطناعى وإجابة الطلاب، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن الذكاء الاصطناعى يميل إلى أن يكون مبتذلا بطريقة مشابهة للكثير من كتابات الطلاب.
وفى سياق متصل، تعد مشكلة كبرى إذا كان الطالب يستخدم الذكاء الاصطناعى لاجتياز اختبار السائق ثم يقف خلف عجلة القيادة دون معرفة التوقف عند الإشارة الحمراء (أو ما هى دواسة الفرامل). وبالمثل، فإن الآلات الحاسبة توفر الوقت بشكل رائع بمجرد أن يتقن الطلاب جدول الضرب، لكن الطلاب لن يتعلموا أو يفهموا الحساب فى الواقع إذا كانوا يقومون فقط بالضغط على الأزرار.
فى الواقع، لم يكن هذا الفرق واضحا مثل اليوم عندما تم تقديم الآلة الحاسبة للعالم لأول مرة. هكذا، يصور الكاتب ما نراه اليوم مع الذكاء الاصطناعى بما حدث عند استخدام الآلة الحاسبة على أيدى البشر، إذ يسهل الذكاء الاصطناعى على المتعلمين إظهار الكفاءة دون إتقان المعرفة أو المهارات الأساسية. إذن هذه مشكلة كبيرة تبعث على الارتباك والقلق والإثارة فى الوقت نفسه: إن الذكاء الاصطناعى على وشك قلب ما نعتقد أنه «تعليم جيد». يحاول المعلمون المهرة عادةً زيادة وقت الفصل المخصص للمناقشات أو التدريب العملى. وبالتالى، يحاول المعلمون جعل الطلاب يقومون بالكثير من كتاباتهم فى المنزل. فى هذا الصدد، لابد من الإشارة أن تكتيكات المعلمين للكشف عن الانتحال أو المساعدة غير المرغوبة فى كتابات الطلاب أصبحت غير ذى جدوى فى ظل عصر الذكاء الاصطناعى.
طبقا لما سبق ذكره، سيحتاج المعلمون إلى إعادة الكتابة إلى الفصل الدراسى، حيث يمكن للمدرسين ملاحظة عملية الكتابة والتفاعل مع الطلاب. سيحتاجون أيضا إلى تسجيل وصول الطلاب لكل مرحلة من مراحل عملية الكتابة، حيث يقومون بتطوير أطروحة، ووضع الحجج، وتحديد المصادر، وما إلى ذلك. سيكون هناك مكان لمزيد من العروض التقديمية الشفوية. وكل هذا جيد! فإن مساعدة الطلاب على أن يصبحوا كتابًا أكثر ضميرًا ومفكرين هادفين أمر رائع.
يؤكد الكاتب على أن المعلومات المتوفرة فى كل مكان والكتابة عند الطلب يعدان من ميزات هذه الثورة التكنولوجية، لكن قيمتهما تعتمد على كيفية الاستخدام. إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعى كتابة خطة عمل أو إنشاء صورة مزيفة، لذا سيحتاج الطلاب إلى معرفة كيفية النظر فى المصادر والحكم على المزايا لأنفسهم. إذا كان العالم مليئًا بالتحليلات والمحتوى المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعى، فمن الأهمية بمكان أن يتعلم الطلاب كيفية التمييز بين القمح والقش.
ماذا يعنى هذا بالنسبة لشكل التعليم؟ هناك حُجة قوية لدفع المزيد من التركيز على محو الأمية الثقافية، إذا كان الهدف هو تعليم الطلاب بعض الأسس لتقييم صحة مخرجات أنظمة الذكاء الاصطناعى. إذن نبحث عن طرق للتأكد من أن الطلاب يتعلمون بالفعل الأشياء التى يحتاجون إلى معرفتها، وإذا كنت تعتقد أن الجهود المبذولة لتعليم الطلاب التنقل فى البيئات عبر الإنترنت واكتشاف الأخبار المزيفة مجدية حقا، فما عليك سوى الانتظار حتى تبدأ الملخصات المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعى فى التعامل مع الافتراءات التى تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعى كمصادر موثوقة!.
خلاصة القول، تتيح أنظمة التدريس الجديدة بمساعدة الذكاء الاصطناعى إمكانية حصول الطلاب على معلم متاح دائمًا يمكنه الإجابة على مجموعة غير عادية من الأسئلة. كما تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تسهيل إنشاء بيئات افتراضية يمكن للطلاب من خلالها الوصول إلى تجارب التعلم التى تكون بخلاف ذلك مستحيلة أو خطيرة أو باهظة الثمن ــ سواء كان ذلك لاستصلاح المريخ أو تجربة مواد كيميائية سامة أو القيام بجولة فى متحف اللوفر.

ترجمة وتحرير: وفاء هانى عمر
النص الأصلى:
https://bit.ly/446tYqm

التعليقات