شهداء الإهمال - نجاد البرعي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 12:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شهداء الإهمال

نشر فى : الإثنين 20 أبريل 2015 - 9:45 ص | آخر تحديث : الإثنين 20 أبريل 2015 - 9:45 ص

«مات علشان مالوش واسطة.. وتكريمه يكون بمحاسبة قياداته من أكبر قيادة لأصغر قيادة»!!. تلك هى رسالة زوجهة الشهيد الرائد أحمد جمال أحد ضحايا الإرهاب فى العريش عبر حوار متلفز نشرته «المصرى اليوم» الجمعة الماضية. قالت الزوجة المكلومة: «لما حصلت الحادثة كان أكتر واحد حالته حرجة وطبعا عشان مفيش واسطة أو مش حد مهم للوزير أو الرئيس، أحمد جاى فى عربية إسعاف من العريش فى 5 ساعات واستشهد قبل ما يدخل المركز بـ5 دقائق».

شقيقة الشهيد قالت فى الحوار ذاته «كان بيقول معندناش تأمين وإحنا عايشين هناك بالبركة» !!. يلخص هذا الحوار المتلفز القصير أسباب فشلنا فى مكافحة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان معا. يعمل الكثير من ضباط الشرطة فى ظروف لا يمكن تحملها ويعانون ليس فقط من قله التسليح والتدريب وضعف عمليات التأمين، ولكن أيضا من العمل دون راحات لمدد بالغة الطول وبأجور متدنية. كنت مع أحد النشطاء الحقوقيين الذين «تحرشت بهم السلطة أخيرا»؛ فى قسم الشرطة حيث جرى احتجازه. كان المأمور يسير «بالشبشب»، قال الرجل: «إنه لا يحصل يوميا إلا على أربع ساعات راحة فقط» !!.

عندما يعمل الضابط كل تلك الساعات المضنية فإنه يكون قابل للاستثارة والشعور بالغضب، وبالتالى يمكن أن يطلق النار بشكل عشوائى وبعصبية على التجمعات السلمية، فهؤلاء ــ من وجهه نظره ــ هم السبب فى بقائه «فى الشارع» دون راحه، اسألوا من قتل شيماء الصباغ !!. عندما لا يحصل الضابط على حقه فى الراحة والأجر المناسب فإنه لا يكون مستعدا لبذل جهد إضافى فى جمع المعلومات عن الجرائم بالطرق «القانونية»، «التعذيب» يحقق له هدفه بأقصر الطرق وأيسرها، يمكن أن تسألوا ضباط الأمن الوطنى المتهمين بقتل المحامى كريم حمدى!!. كان الشهيد العميد عاطف الإسلامبولى رئيس مباحث شرق الجيزة يجلس بـ«الكارتة» على الطريق الدولى بمنطقة الكريمات بالصف، وفوجئ بسائق يستغيث به ويخبره أن مسلحين اعترضوا طريق سيارة نقل أموال لسرقتها. استقل الشهيد «بوكس» الشرطة وبرفقته مجندين للتصدى للسارقين، وفقا لتحقيقات النيابة لم يكن مع الضابط الشهيد إلا«الطبنجة الميرى» ولم يكن مع مرافقيه أسلحة!!؛ كان مع اللصوص «بنادق آلية»، النتيجة معروفة «جنازة عسكرية» يشارك فيها المحافظ!!. يخرج ضباط الحماية المدنية لإبطال مفعول قنابل «بدائية الصنع» فتنفجر فيهم نتيجه عدم وجود معدات مناسبه؛ فضلا عن قلة الخبرة والتدريب. الرجال آلآليون هم من يبطلون عمل القنابل اليوم لماذا لا نستبدلهم برجالنا؟ أين ميزانية وزارة الداخليه الضخمة؟ اسألوا الجهاز المركزى للمحاسبات. لا يمكن مكافحه الإرهاب وحماية حقوق الأمن بغير إصلاح أحوال رجال الشرطة، ولا يمكن إصلاح أحوالهم بغير محاسبة القادة الفاسدين والمهملين.. حاسبوهم.

نجاد البرعى
negad2@msn.com

التعليقات