خمسة أسباب تدعو للقلق من الاتفاق النووى مع إيران - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 8:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خمسة أسباب تدعو للقلق من الاتفاق النووى مع إيران

نشر فى : الإثنين 20 يوليه 2015 - 8:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 20 يوليه 2015 - 8:20 ص

السبب الأول للقلق هو الانتشار النووى. لقد كان أكبر إنجاز حققه المجتمع الدولى خلال السبعين سنة الأخيرة هو قدرته على السيطرة على المارد النووى، كما أن أهم إنجاز استراتيجى لإسرائيل خلال النصف قرن الأخير هو احتكارها للسلاح النووى (فى الشرق الأوسط). فإذا كان اتفاق فيينا سيحافظ على هذين الإنجازين فإن هذا سيكون أمرا ممتازا.

لكن إذا اتضح، لا سمح الله، أن اتفاقات فيينا غامضة ومليئة بالثغرات السوداء وأن آليات الرقابة غير قابلة للتنفيذ، فإن العالم سيصبح مختلفا والشرق الأوسط سيصبح مرعبا، وسيخيم علىمستقبل إسرائيل ظل كثيف.

السبب الثانى للقلق هو تعاظم التسلح التقليدى. لدى إيران صناعة أمنية قل مثلها فى العالم. هناك نحو 50 ألف إيرانى من المختصين الماهرين والمبدعين الذين تعلموا إنتاج الأقمار الصناعية والصواريخ ووسائل متطورة للملاحة وطائرات من دون طيار. وقد نجحت إيران حتى حينما كانت على وشك الإفلاس فى بناء نسختها الخاصة من الصناعة الجوية والصناعة العسكرية فى التسعينيات. لذا فإن تخصيص عشرات المليارات من الدولارات إلى مختبرات البحث والتطوير وإلى مراكز الإنتاج التابعة لخامنئى سوف تعيد إلى حياتنا الخطر الذى اختفى منها قبل نحو 30 عاما، أى الخطر الوجودى للسلاح التقليدى.

السبب الثالث للقلق هو الهيمنة الإقليمية. خلال السنوات الأربع الأخيرة انهار عدد من الدول العربية القومية. فاليوم لا وجود للعراق ولا لسورية أو ليبيا ولا لليمن أو السودان، فقد انهار النظام الفاسد الذى منح الشرق الأوسط فى العقود الأخيرة استقرارا نسبيا. وقد نجحت إيران، مع أنها كانت سيئة، فى استغلال الفوضى العربية لصالحها وسيطرت على بيروت، ودمشق، وبغداد، وصنعاء.
من هنا فالشرعية والشهرة والاندفاع التى يمنحها اتفاق فيينا لإيران سيسمح لها بمضاعفة نجاحها وفرض رهبتها على الشرق الأوسط.

السبب الرابع للقلق غياب التغيير فى القيم. فى الآونة الأخيرة طرحت جهات مؤيدة لإسرائيل فى واشنطن اعتراف إيران بإسرائيل. لكن المشكلة الحقيقية أن إيران لا تعترف بالولايات المتحدة والأعلام الأمريكية تحُرق فى طهران. لقد حصلت إيران على انقاذها الاقتصادى وشرعية دولية من دون أن تُطالب بتفكيك البنية التحتية النووية وبنيتها الأيديولوجية، وهذا يثير القلق بشأن الآتى.

السبب الخامس للقلق هو هذه الأمور مجتمعة. فمن وجهة النظر الأمريكية ــ الأوروبية، الاتفاق هو مصالحة وسلام، والنتيجة المترتبة عن ذلك هى أن تصبح إيران اكثر اعتدالا وغير نووية وأن تنضم إلى الأسرة الدولية. لكن مع الأسف تدل التجربة أن هناك ثغرة كبيرة بين الطريقة التى تفهم فيها الولايات المتحدة وأوروبا الشرق الأوسط وبين الطريقة التى يفهم فيها الشرق الأوسط نفسه. فهنا على الأرض ومن كازابلانكا وصولا إلى كابول، يمكن أن يفسر اتفاق فيينا على أنه دليل على تراجع أمريكا وغرق أوروبا، وصعود القوة الشيعية.

لذا فالخوف هو من أن يتطور من حولنا سباق تسلح نووى على الأمد البعيد، وسباق تسلح تقليدى فورى، وأن تتعاظم على الأمد المتوسط قوات مجاورة لنا مثل تلك التابعة لحزب الله الذى سيشعر بأن وقته قد حان. والعملية التى تهدف إلى إحلال السلام قد تؤدى إلى نتائج معاكسة.

لكن القلق لا يشكل سياسة ولا استراتيجيا. لقد اتخذ المجتمع الدولى قراره، والآن يتعين على إسرائيل ألا تكون نذيرة شؤم لا أحد ينصت إليها، بل أن تكون لاعبة سياسية فاعلة وصاحبة مبادرة. ليس هذا هو الوقت المناسب للتشاجر مع الرئيس الأمريكى، ولا للبكاء والصراخ والنحيب والخبط بالأرجل. ويتعين على القدس أن تقيم على الفور حوارا إيجابيا مع كل من واشنطن، ولندن وباريس وبرلين وبروكسيل من أجل الحد من مخاطر اتفاقات فيينا، وللتأكد من أنها لن تتحول ــ لا سمح الله ــ إلى اتفاق ميونيخ القرن الحادى والعشرين.

أرى شافيط- محلل سياسى
هاآرتس
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات