أصابع لم تقطع فى سيناء - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 10:42 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أصابع لم تقطع فى سيناء

نشر فى : الثلاثاء 21 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 21 مايو 2013 - 8:00 ص

حدث أن استشهد 16 جنديا فى رمضان الماضى، لم يكن أى منهم فى حالة مواجهة، لكن رصاص الغدر جاءهم من حيث لا يدرون ولا ندرى حتى الآن، قال سياسيو السلطة إن المشكلة فى المشير ورئيس الأركان. تحرك الرئيس المنتخب القائد الأعلى للقوات المسلحة وعزل قادة الجيش، وقرر أن يقود عملية الثأر للجنود بنفسه، لكن لا ثأر حدث، ولا حتى عرفنا من قتل الجنود غدرا.

 

وحدث أن تم خطف الجنود فى العريش، فقالوا لك أيضا أن الأزمة فى الفريق السيسى. حسنا من حق القائد الأعلى للقوات المسلحة أن يقيل وزير الدفاع. ليفعلها إذا كان ذلك سيصلح الأمور، ويستعيد سيناء، ويطهرها من المجرمين، ويجيب الرأى العام على السؤال الذى فشل القائد الأعلى الذى قاد العمليات نسر بنفسه أن يجيب عليه حتى الآن: من قتل جنود رفح؟

 

لا يمكن أن يكون هناك شخص أيا كان موقعه ومسئوليته أعز من حياة الناس، لا السيسى ولا حتى محمد مرسى نفسه. كمواطن لا يعنينى الأشخاص بقدر ما يعنينى أن أعرف: من قتل جنود رفح؟ لأنك حين تجد الإجابة الواضحة والصريحة والمباشرة والمدعمة بما يوثقها، ستفهم لا شك ماذا جرى، ومن كان مسئولا، ومن خطف الجنود وتواطأ على ذلك، أو من أهمل وتخاذل ولم يقم بمهامه ومسئولياته.

 

الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة بدا محايدا بين الخاطفين والمخطوفين، وجه للحفاظ على حياة الجانبين. الرئيس حقوقى يهتم بحياة الإنسان حتى لو كانوا المجرمين والخارجين عن القانون. ثم عقد جلسة حوار وطنى مع سياسيين وشخصيات عامة لحل أزمة الجنود المخطوفين. وخرج ليقول لا تفاوض. وحتى ساعة كتابة هذه السطور عصر أمس، لا توجد تحركات ميدانية لتحرير المخطوفين.

 

الرئيس لا يتفاوض ولا يقاتل حسب ما هو معلن، الرئيس يستهلك الوقت ويحاول تفريغ الطاقة فى إجراءات وجلسات لا يعرف أحد الهدف الحقيقى منها إلا هو والمقربون من السلطة. الرئيس صاحب قرار الحرب والسلم الأرجح أنه شاهد الجنود فى لحظة غادرة يخرجون لتوسل النجاة فى مشهد يجرح كرامة كل من لديه كرامة، وحتى الآن لم نعرف هو مع الحرب أم مع السلم؟

 

الرئيس موقفه متضارب، وتضارب موقفه يفتح الباب أمام التأويلات والاستنتاجات المريضة، لكن استمرار الارتباك يحول هذه الخيالات المريضة إلى حواديت منطقية. ما هى القنوات السرية بين جماعات سيناء وجماعة الإخوان الأم، هل الرئيس يحتفظ بهؤلاء كشوكة فى ظهر الجيش لحسم أى صراع مستقبلى معه؟ ربما كان هذا خيالا لكن إقناعك أن الدولة عاجزة عن تحرير 7 جنود من يد عصابات، وفى الوقت نفسه قادرة على ردع أى جيش معتدٍ هو خيال أيضا، إقناعك أن الدولة عاجزة أن تخبرك من قتل جنودك غدرا هو الخيال بعينه، إقناعك أن الرئيس قادر على قطع الأصابع التى تعبث فى مصر فيما هناك عشرات الأصابع تعبث فى سيناء، هو عين الخيال.

 

سيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة: لماذا لم تقطع أصابع الذين قتلوا جنودك فى رفح؟!

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات