كأسهم وكأسنا - أحمد مجاهد - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 6:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كأسهم وكأسنا

نشر فى : الإثنين 21 يونيو 2010 - 10:31 ص | آخر تحديث : الإثنين 21 يونيو 2010 - 10:31 ص

 من الواضح أن لعنة عدم وصول الفريق القومى المصرى لكرة القدم إلى كأس العالم قديمة مثل لعنة الفراعنة، وأن هناك من يبكى حزنا ومن يضحك سخرية من هذا الأمر. ومن بين هؤلاء الساخرين الشاعر فؤاد قاعود الذى كتب كثيرا فى شأن كرة القدم، وقد كتب من بين ما كتب بالطبع عن هذه اللعنة التى تصاحبنا منذ عهد المذيع الأشهر الكابتن محمد لطيف الذى كان يسافر إلى نهائيات كأس العالم فى كل دورة للتعليق عليها، حيث يقول:
سألنى مرة شخص أليط
معرفش متكبر على إيه
ما بيوصلوش المصريين
أبدا لكاس العالم ليه
قالها كأنه ماهوش مصرى
وبتريقه كان ردى عليه
لطيف بيوصل له تمللى
هوه لطيف مش مصرى يا بيه!

وإذا كنا لم نشارك فى كأس العالم هذا العام أيضا ولو بمشاهدة مبارياته، فإن هذا لا يدعو للحزن مطلقا لأن كأس مصر قد انتهى منذ أيام قليلة فقط، وقد تجرعنا مبارياته حتى آخر قطرة، وكما قال المطرب الكبير محمد عبدالمطلب: «ده كل قلب ف ألم، ولكل واحد كاس». لكن المشكلة تكمن فى أن أمراض كرة القدم التى وصفها قاعود منذ سنوات طويلة مازالت هى الأمراض التى تعانى منها الكرة المصرية حتى الآن، حيث يقول مع مراعاة الفارق فى الأرقام:
لجل الفرق ف التليفزيون صرفم مليون
وفضلوا يجروا لاجابم جون ولا هزوا شباك!

والعجل يعمل كابتن تيم بلا عقل سليم
وإزاى ح يجرى بلحم عميم بين الأوراك!

وتلقى عيل ناقصه فطام ولا لهش لجام
يقل أدبه ع الحكـام ويدق عراك

ومحررين جوه الجرانين نفخوا اللاعبين
واتعصبوا زى الجاهليـــن من غير إدراك

دى اخترعت الأمم الألعاب لنكون أصحاب
وتقابل الخصم بترحاب وتشوفه أخاك

مش تلدعه راس ف القوره تيجى مكسوره
وتضربه من غير كوره علشان عــداك

وقد ركز قاعود مرارا فى قصائده ومقاماته أيضا على غياب الروح الرياضية فى مسابقات الكرة المصرية ليس بين اللاعبين فقط، ولكن بين بعض المسئولين الرياضيين الجالسين فى الصفوف الأولى من المقصورة، أو المتربعين على مقاعد الإدارة الفنية بالملعب، وكذلك بعض المذيعين الذين ينقلون مباريات كرة القدم فى الإذاعة والتليفزيون، لهذا كان من الطبيعى أن ينتقل هذا التعصب العدوانى إلى الجمهور البسيط فى شوارع مصر وحواريها، حيث يقول فى بداية مقامته موجها كلامه للجمهور على لسان الفيفا:
لا تقذفوا فوق الرءوس حجاره
إن الرياضة مكسب وخساره!
ثم يكمل قائلا على نفس الوزن والقافية:
وإذا يجىء الفحش من مقصورةٍ
فلسوف تنقله عيال الحاره
والبعض لا يكفيه قول بذاءةٍ
بل يقرنون كلامهم بإشاره
ومعلق إن جاب عضو فريقه
جونا يقوم بدوشة كالغاره
وإذا يجيب الخصم جونا جيدا
يعلن نتيجته بغير حراره
وتراه يحمل فى الشعور عداوةَ
تكفى ضراوتها لهدم عماره

ولا شك فى أن هذا المناخ الكروى العام لم يكن يبشر بالخير، بل كان ينذر بما نراه الآن من بلاغات وقضايا عديدة ومتنوعة بين كبار المسئولين عن إدارة اللعبة فى مصر، والسمكة تفسد من رأسها.

أما على المستوى الفنى، فلم يفت فؤاد قاعود أيضا أن يتحدث عن الخطط الفنية العالمية للعبة كرة القدم، مقارنا إياها بالخطط العبقرية المحلية التى اخترعناها لتناسب بيئتنا المحلية وإمكاناتنا الفنية حتى لا نفقد هويتنا فى زمن العولمة، حيث يقول:
( 4-2-4)
أربعه اثنين أربعه خطة حلوة مربعه
ومصير كل الخطط تتقتل بالسربعه
( 4-3-3)
أربعة ثلاثه ثلاثه اختراع جونسون شحاته
بس لازم يلبسوا ملبوسات من صنع باتا
( 11 ــ صفر ــ صفر )
أو حداشر فـ الدفاع زى تحصين القلاع
حيث يبقى الماتش أحسن لو يوميها لم يـــــذاع
( يارب ــ يا سيده ــ يا بدوى )
دا بقى مخطط دقيـــــق صممه الشيخ وفيق
هوه إن بلاش نخــــطط ثم ندعى للفريـــــق

ولا يسعنى وأنا محشور على مقعد صغير فى مقهى مزدحم مخنوق بدخان الشيشة لأشاهد مباراة الأرجنتين وكوريا الجنوبية، سوى أن أردد ذلك الدعاء الذى طالما ردده الناقد الرياضى الكبير المرحوم نجيب المستكاوى فى كل دورة من دورات كأس العالم بأن ينعم الله علينا بدخول هذه اللعبة الجميلة إلى مصر، وليسمح لى الراحل الكريم أن أضيف إلى دعائه عبارة «ولو فى التليفزيون».

التعليقات