ــ مش واخد بالك انت.. ما هو أصل الإيجابية..
ــ تانى إيجابية؟ إنت مش لسه متكلم عليها من أسبوعين؟!
ــ دى كانت الإيجابية بالمفهوم النفسى كرغبة فى إيجاد حلول مش فى الاستكانة والطاعة، وكمان اتكلمت عنها فى سياق السلطة اللى عايزة تمنع الناس من انتقادها. المرة دى الموضوع هو الإيجابية فى الإعلام.. ممكن نقول: «الإعلام الإيجابى».
ــ وده طبعا الإعلام اللى بترفضه. الإعلام اللى بيسقف ويطبل للحكومة.
ــ أنا من أشد أنصار الإعلام الإيجابى بس ده مالوش دعوة بالتطبيل.
ــ أكيد شايف إن الإيجابية هى نقد السلطة وسلبيات الأداء الحكومى.
ــ يا عم طلع الحكومة من دماغك. موضوع الإعلام الإيجابى له علاقة بالبزنس مش بالسياسة.
ــ تقصد ان الناس اللى بتجامل الحكومة بتستفيد وتعمل بزنس وتكسب وكده؟
ــ إنسى الحكومة؟!.. مفهوم الإعلام الإيجابى ظهر لما أصحاب صناعة الإعلام فى بلاد الفرنجة لاحظوا ان تواتر الأخبار المفجعة فى العالم وتغطيتها، واكبه إعراض الجمهور عن قراءة الصحف ومشاهدة التليفزيون. حسوا بالخطر لأن ضعف الإقبال يتبعه ضعف الإعلانات والموارد. فقرروا يدوا، وبشكل واعى جدا مساحة للأخبار والموضوعات الإيجابية الملهمة. مساحة زى مساحة المرأة أو الرياضة أو التكنولوجيا. يعنى موقع هفنجتون بوست مثلا دشن قسم سماه الأخبار الإيجابية.
ــ وده فى حالتنا شكله إيه؟ يعنى لو الصحفيين بتوعنا عملوا قسم إيجابى ينشروا فيه إيه؟ صورة الضابط اللى بيسلك البلاعة؟
ــ لو تسليك البلاعة ملهم وبيشجع على التفاؤل وبيرسم طريق جديد، ممكن تعتبره خبر إيجابى. لكن الأقرب هنا حكاية زى حكاية مستشفى 25 يناير اللى بيتبنى بمجهودات فردية خالصة. المستشفى بيتبنى فى قرية والمشاركات الصغيرة والمتراكمة والاهتمام بيه فى وسائل التواصل الجماهيرى عملت منه نموذج ملهم لعمل جماعى بعيد عن زيطة أصحاب النفوذ ولعيبة الكورة ونجوم المجتمع رغم الحرب عليه بسبب إسمه أو رمزية الفكرة.
ــ يعنى الإعلام الإيجابى هو الإعلام التنموى، اللى بيركز على المشروعات المفيدة؟
ــ المهم يكون ملهم وبيعطى الناس نماذج مشجعة على التغيير للأفضل. خد عندك موضوع مقاطعة برنامج ريهام سعيد. الحملة اللى انتهت بوقف البرنامج بسبب انتهاكه لخصوصيات الناس، تقدر تعتبرها إعلام إيجابى. الضغط على المعلنين انتهى بوقف دعم البرنامج والدور الإعلامى هنا كان إيجابى لأنه أثبت للناس بشكل عملى إنهم ممكن يأثروا إيجابيا فى محيطهم.
ــ يعنى موضوع عمرو حسنى يعتبر إعلام إيجابى؟
ــ ده مطرب؟
ــ لأ. ده شاب مريض كان مسجون فى اشتباه. شافه دكتور اسمه حاتم البنا فى أحد الأقسام وكتب على فيسبوك عن الإهمال فى علاجه وقال ان حياته فى خطر وإن المسألة ممكن تنتهى ببتر أطرافه. الناس اهتمت بالموضوع وعملوا حملة عفوية صغيرة انتهت بإخلاء سبيل عمرو بعد 48 ساعة.
ــ عندك حق. ده نموذج للإعلام الإيجابى. أى موضوع الناس بتتعلم منه أدوات التغيير للأفضل وبتحس معاه إنها ممكن تقوم بدور يخلينا أحسن، يعتبر إعلام إيجابي
ــ على كده الكاتب اللى ما يكتبش كتابات إيجابية ويركز على السلبيات يبقى غير مفيد للمجتمع.
ــ علشان تفهم «الإعلام الإيجابى»، فكر فيه باعتباره نوع من أنواع الكتابة. زى الصحافة العلمية، أو الرياضية، مهم إنه يكون ضمن ما يقدم فى الصحيفة أو فى محطة التليفزيون، لكن ما ينفعش تتوقع من كل كاتب يتخصص فيه. هل ينفع تنتقد حد ما بيكتبش فى الرياضة مثلا؟
الكاتب يسأل عما يكتب وليس عما لا يكتب.