** قدم سامى الشيشينى المدير الفنى لفريق أسوان درسا فى ثقافة الروح الرياضية، وفى الثقة بالنفس، حين أشاد بمنافسه على ماهر المدير الفنى للمصرى بعد فوزه بثلاثة أهداف مقابل لا شىء. قال الشيشينى: «أحيى على ماهر على ما قدمه فى المباراة. لقد نجح فى توظيف اللاعبين وقراءة المباراة وتحقيق الفوز».
برافو سامى الشيشينى، أنت نجم الأسبوع، فنحن نفتقد مثل تلك التحية بين الفرق المتنافسة وبين المدربين. لقد جرت العادة أن يبرر الفريق المهزوم ومدربه أسباب الخسارة ويفتش عن تلك الاسباب كأنه يبحث عن كنز، ولكن الشيشينى لم يفعل. وسوف تتعجب لماذا أقف أمام تصريح يبدو أنه عادى، وليس مهما. والحقيقة أنه غير عادى ومهم، لأنه يرسخ الروح الرياضية واحترام الفائز وتقديره والاعتراف بأنه كان أفضل فى مباراة، وأن ذلك لا يعنى أنه سيكون الأفضل دائما.. ودائما أقول أننا يمكن أن نأخذ من العالم الآخر المتقدم بعض مظاهر االروح الرياضية، وتقدير الفائز والشد على يد المهزوم، فهناك أشياء يمكن أن نفعلها الآن وأشياء تحتاج إلى جهد ومال وسنوات.. أما الذين يعتبون علينا المقارنة دائما بالعالم الآخر ليتهم يقولون لنا بأى عالم نقارن.. هل نقارن بعالم غارق فى السبهللة والصهللة والجلجلة؟!
** مازلت أتوقف عند الأزمات التى تعترض طريقنا، فى إدارة كرة القدم فى مصر، ومنها أزمة انتخابات الاحاد، وقرار الفيفا، وخلاف اللجنة الأوليمبية مع اللجنة التى تدير اللعبة حاليا، حول التعارض بين قرار إجراء انتخابات وبين نصوص قانون الرياضة. والواقع أن الأزمة لم تكن متوقعة منذ تشكيل اللجنة الأولى بقيادة عمرو الجناينى. وذلك بسبب جائحة كورونا التى أدت إلى تأجيل دورة طوكيو الأوليمبية، وما ترتب على التأجيل من إعادة النظر فى جدول انتخابات الاتحادات الرياضية المصرية وفقا لقانون الرياضة الذى حدد لتلك الانتخابات فترة أربعة اشهر بعد نهاية الالعاب الأوليمبية لإجراء الانتخابات.
** من سنوات كنت لا أشغل عقلى بالخلافات القانونية والرياضية، لأنها تحتاج إلى متخصصين، وخبراء فى اللوائح، ولم يعد فى العقل مكانا يتسع للوائح بجانب الأرقام والمستويات وتحليل أداء الأبطال. كما أن الأزمات باتت متكررة، لدرجة أنه لا شىء يمكن أن يمضى سهلا وسلسلا، وجزء كبير من اسباب صعوبة الاشياء والأحداث والمباريات والبطولات أن بعضا مما يجرى خلف الستار تحركه الأهواء الشخصية والمصالح، فتكون النتيجة تعقيد أمور لا يجب أن تتعقد. وقد اصابتنا عقدة شهيرة، وهى أن كل مبارياتنا وتحدياتنا الرياضية تمر عبر عنق زجاجة، وأصبحنا نحلم بزجاجة بلا عنق..!
** الحل الآن هو سرعة إجراء حوار منطقى وواضح مع الفيفا حول تلك الأزمة. بما يحمى الكرة المصرية من الإيقاف أو من أى عقاب. وفى الوقت نفسه يسجل التزاما بقانون الرياضة. لكننى أتساءل: ألم تكن هناك لائحة لاتحاد الكرة جرى إعدادها عام 2016 على ما أذكر.. فهل تضمنت ما يشير إلى إجراء الانتخابات كل أربع سنوات عقب انتهاء الدورة الأوليمبية؟ هل أرسلت للفيفا تلك اللائحة وهى تحمل مادة الانتخابات التى تتفق مع القانون، أم أنها أرسلت لتكون لائحة متميزة وفردية وخاصة باتحاد الكرة دون أن تقترن بالقانون استنادا على أن الفيفا مؤسسة دولية خاصة أم أن اللائحة لم ترسل فى أصلا إلى الفيفا؟!