الأنترفيرون.. القضية الخطأ - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 5:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأنترفيرون.. القضية الخطأ

نشر فى : الإثنين 25 يناير 2010 - 9:27 ص | آخر تحديث : الإثنين 25 يناير 2010 - 9:27 ص

 المتابع لقضايا الرأى العام تمكنه بلا جهد يذكر أن يرى وقائع الحرب الدائرة الآن على إنتاج عقار الانترفيرون العلاج المعروف والمستخدم لالتهاب الكبد الفيروسى (سى) والذى تم تطويره منذ عشر سنوات ليصبح طويل المفعول (حقنة واحدة فى الأسبوع)، واحتكرت صناعته وتسويقه فى العالم خاصة مصر شركة سويسرية وأخرى أمريكية من شركات الدواء العالمية العملاقة.

الدواء آمن وفعال تسانده دراسات علمية ويباع فى الأسواق المصرية بسعر يفوق قدرات غالبية المرضى المصريين. ثمن الجرعة الواحدة أسبوعيا 1500 جنيه. الدواء يستخدم بعد التشخيص لمدة ثلاثة أشهر كفترة اختبار تشهد على امكانية علاج المريض وشفائه من عدمها. يجب استخدامه لمدة عام كامل إذا أثبت فاعلية. ولأن المرض أصبح قضية الوطن مع انتشاره فى صورة أصبحت ظاهرة مصرية على خريطة المرض العالمية تدخلت وزارة الصحة لدى الشركات المنتجة له لتصل إلى صيغة إنسانية مناسبة للعلاج. أصبح من حق المريض المصرى أن يتلقى علاجه سواء بقرار على نفقة الدولة أو من خلال برامج التأمين الصحى فى حدود 450 جنيها للجرعة الواحدة.

إلى أن ظهر منتج مصرى تسانده تكنولوجيا ألمانية تم تسجيله فى وزارة الصحة لكنها لم تعتمده فى برامجها الصحية إلا منذ أسابيع قليلة. بدأت الحرب وحشد الإعلام كل وسائله المرئية والمسموعة لمناقشة القضية. دواء أجنبى آمن وفعال فى مواجهة دواء محلى آمن لكن فاعليته مازالت تحمل نقاشا وإن كان ذلك لا ينفى ولا يؤكد شيئا. معادلة غير متساوية الطرفين وقضية العلم وحده هو القادر على الفصل فيها. لماذا لا يخضع هذا الدواء المصرى المحلى لدراسة علمية متأنية موضوعية تضعه فى مكانه الصحيح من منا لن يساند بقوة دواء مصرى خالص يعالج مرضا لعينا يستوطن كبد الوطن إذا ثبت فاعليته؟
كلام وأحاديث على الهواء وآراء متضاربة وأفكار متباينة واتهامات. مساحات من الوقت وصفحات من الجرائد والمجلات حضر فيها الجميع وغاب عنها المريض المصرى.

هل توقف أى من هؤلاء يسأل نفسه ترى ما شعور مريض الآن يواجه هذا الطوفان من حوارات الطرشان؟

يا سادة هذا الجدل مكانه الوحيد قاعة للبحث العلمى مغلقة تنتهون فيها إلى رأى سديد تطلعون به على الناس.

معارج وهمية بين دواء محلى وآخر مستورد ليست قضيتنا. القضية الحقيقية هى صحة وسلامة الإنسان المصرى فهل تنبهتم إلى أنكم جميعا تتشاركون فى الدفاع عن التنفيذ الخطأ؟ الانحياز يجب أن يكون للمريض وليس للدواء مصريا كان أو أجنبيا.

التعليقات