التجسس الأمريكى يثير الشكوك داخل التحالف الغربى - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التجسس الأمريكى يثير الشكوك داخل التحالف الغربى

نشر فى : الثلاثاء 29 أكتوبر 2013 - 8:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 29 أكتوبر 2013 - 8:00 م

إيتان غلبواع

ما كشفه إدوارد سنودن عن قيام الولايات المتحدة بالتنصت على الهاتف الجوال للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل و35 رئيسا آخر فى العالم، لم يؤد إلى إحراج الرئيس الأمريكى باراك أوباما فحسب، بل كشف أيضا التصدعات التى حدثت فى الأعوام الأخيرة بين الدول المشاركة فى حلف شمال الأطلسى. ومن نجح فى قراءة التغيرات واستطاع استخدامها من أجل تعزيز نفوذ روسيا فى الساحة الدولية هو فلاديمير بوتين.

لم يكن من قبيل الصدفة منح بوتين سنودن اللجوء السياسى المؤقت، فقد تحول هذا الأخير إلى منجم ذهبى ملىء بالفضائح التى تعمق الشكوك وعدم الثقة بالولايات المتحدة وأوباما، ولا سيما من جانب حلفائها التقليديين.

لقد رحب زعماء أوروبا بانتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة وبدعوته إلى التعاون بين قادة العالم. لكن أكثر من مرة لمس زعماء أوروبا ضعف أوباما، الأمر الذى أدى إلى تراجع الاحترام له على الصعيد الشخصى والرسمى. فزعماء مثل ميركل ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى ورئيس بولندا، لم يعجبهم افتقار أوباما إلى استراتيجية واضحة فى سياسته الخارجية والأمنية، والتغيرات فى مواقفه التى لم توصل إلى شىء. يبدو أن أوباما متحمس للتصالح مع أعدائه أكثر من المحافظة على علاقاته الاستراتيجية العميقة مع حلفائه. فهذا هو موقفه تجاه روسيا والصين من جهة، وموقفه تجاه مصر والسعودية وإسرائيل وكوريا الجنوبية واليابان من جهة أخرى. ويبدو أن الأزمات الاقتصادية والإيديولوجية والسياسية الداخلية الصعبة التى يواجهها أوباما تجعله لا يريد أو إنه لا يستطيع أن يقود العالم. وبرز ذلك بوضوح خلال التدخل العسكرى لحلف شمال الأطلسى فى ليبيا فى مارس 2011 من خلال سياسة أوباما «القيادة من الخلف». وبرز أيضا فى أزمة استخدام السلاح الكيميائى فى سوريا وتراجع أوباما عن الخط الأحمر وإعلانه أن الولايات المتحدة ليست مستعدة لأن تلعب وحدها دور «شرطى العالم». ويبرز كذلك الخلاف بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن المفاوضات مع إيران. ففى الوقت الذى يبدى فيه أوباما حماسة وتفاؤلا حيال «دبلوماسية الابتسامات» للرئيس حسن روحانى، يبدو الأوروبيون أكثر حذرا. لقد لمس بوتين الذى يتطلع إلى إعادة روسيا إلى موقعها كدولة عظمى، ضعف أوباما والتصدعات فى مواقف الغرب، وملء الفراغ الذى تركه أوباما وتحول إلى عنصر مهيمن ومؤثر فى الساحة الدولية. فى انتظار أوباما الكثير من العمل، فإذا استطاع أن يجرى مفاوضات صلبة مع إيران مثل تلك التى أجراها مع الجمهوريين فى الكونجرس بشأن الميزانية، سيكون بإمكانه أن يرمم الضرر الذى تسبب به سنودن للمكانة الدولية للولايات المتحدة وكذلك ترميم علاقاته مع حلفائه فى أوروبا وفى مناطق أخرى من العالم.

التعليقات