زيارة بنس: نظرة ثانية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

زيارة بنس: نظرة ثانية

نشر فى : الثلاثاء 30 يناير 2018 - 9:45 م | آخر تحديث : الثلاثاء 30 يناير 2018 - 9:45 م
أثار خطاب نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس فى الكنيست الارتياح لدى أغلبية الإسرائيليين، بمن فيهم أعضاء الكنيست اليهود. وحتى تكراره قول الرئيس ترامب بأنه «يؤيد أى حل يوافق الطرفان عليه بما فى ذلك حل الدولتين» مر بسلام. فقد صفق الجناح اليمينى للجزء الأول من القول، وصفق الجناح اليسارى للجزء الثانى.

لقد سارع معلقون كثيرون إلى القول بأن الخطاب لم يأتِ بجديد كثير، وهذا صحيح من ناحية المضمون. لكن كما كتب هذا الأسبوع أهرون ميلر، الذى كان عضوا فى طواقم أمريكية للسلام خلال فترة إدارات مختلفة: «إن أهمية زيارة بنس ليست فى إنجازاته الملموسة، بل فيما كشفه وأظهره، وهو أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل انتقلت فى عهد ترامب من علاقات خاصة إلى علاقات تبدو «استثنائية». 

وحتى مع وجود مبالغة معينة فى هذا التقدير، فمن المؤكد أن إحدى الميزات الخاصة بإدارة ترامب، والتى ظهرت بصورة بارزة من خلال كلام نائب الرئيس بنس، هى أنه على الرغم من استمرارية معينة فى موضوعات من نوع البناء ما وراء الخط الأخضر، فإن هذه الإدارة مختلفة عن سابقاتها، كونها لا تعتقد أن موقفا مبدئيا مؤيدا لأحقية إسرائيل فى موضوعات مثل الأمن، ولمطالبتها الاعتراف بها كدولة للشعب اليهودى، وتأييدها لحقوق الشعب اليهودى المتجذرة فى وطنه التاريخى، يبطل دور أمريكا كوسيط عادل، ولا يقلل من إصرارها على التوصل إلى حل عادل للنزاع على أساس تسويات متبادلة.

على العكس تماما فإن خطابى محمود عباس التاريخيين تقريبا فى رام الله والقاهرة يؤكدان صحة ما قاله ميلر. ففى الخطابين قيل كل شىء: من جهة، رفض متغطرس وغير واقعى، مع استخدام لغة سوقية، لكل دور أمريكى له علاقة بالنزاع الإسرائيلى ــ الفلسطينى ومحاولة التوصل إلى حل له (هذا كى لا نتحدث عن البصق فى وجه دولة هى، من الناحية المالية، وراء بقاء السلطة التى يترأسها أبو مازن). ومن ناحية أُخرى تزوير متطرف وجاهل للتاريخ العالمى واليهودى يسحب البساط من تحت أى محاولة محتملة للتوصل إلى تسوية.

سيقال إنه «تاريخ مزيف»، ولكن هذا ليس هو الجانب المهم، وإنما الجانب المهم هو أن أبو مازن وكثيرين من أتباعه يؤمنون حقا بهذا التاريخ الملفق. وهذا يختلف عن زعماء الاتحاد السوفيتى السابق الذين أعادوا كتابة التاريخ بما يتلاءم مع أهدافهم أو شخصياتهم مع معرفة واضحة بأنه تاريخ مزيف.

لقد أُحبط الفلسطينيون فى الماضى وسيواصلون إحباطهم فى المستقبل لأى خطوة سياسية تتضمن أى تنازل عملى وإيديولوجى، مثلا فى موضوع اللاجئين الفلسطينيين، أو الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودى، أى حق الشعب اليهودى بدولة. 

لا يمكن التشكيك فى صدق الرئيس ترامب بأن التاريخ أوكله مهمة التوصل إلى إنهاء النزاع الإسرائيلى ــ الفلسطينى، لكن من غير الواضح ما إذا كان استوعب الواقع والخلاصات التى ينطوى عليها. 

كيف سيرد الرئيس ترامب إذا اتضح له أن تطلعاته كانت غير واقعية. هل سيطلب من إسرائيل تحديدا، بسبب العلاقات الاستثنائية، القيام بخطوات لا تستطيع التجاوب معها؟

يمكن الافتراض أن نتنياهو كسياسى مسئول ورصين، عندما طرح من على منصة «قمة دافوس» (وبالتأكيد فى حديثه مع الرئيس الأمريكى) اقتراحاته بشأن الدفع قدما بحل عملى للمشكلة الفلسطينية على أساس الاعتراف بكيان له صلاحيات واسعة لكنها محدودة فى مجال الأمن: «يمكنهم أن يحكموا أنفسهم من دون أن يهددوا إسرائيل، ومن دون ضم الفلسطينيين كمواطنين تابعين لنا، مع عَلم وسفارة خاصة بهم»، فإنه قصد تقديم رد على مثل هذا الوضع. 

يسرائيل هَيوم
عضو كنيست سابق، وسفير سابق فى واشنطن
زلمان شوفال

 

التعليقات