مع اقتراب موعد عرض فيلم "جولدا" في صالات العرض الأمريكية، بدأت النقاشات والجدل على منصات التواصل الاجتماعي حول ما سيحتويه الفيلم، الذي من المقرر أن يتناول السيرة الذاتية لجولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية التي قادت إسرائيل خلال حرب أكتوبر، وذلك قبل شهر واحد فقط من الذكرى الخمسين للصراع.
يبدأ عرض فيلم "جولدا" للمخرج الإسرائيلي الحائز على جائزة الأوسكار غاي ناتيف وبطولة الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار هيلين ميرين، في دور العرض الأمريكية في 24 أغسطس، وتدور أحداثه خلال حرب استمرت ثلاثة أسابيع، والتي انتصرت فيها مصر والجيوش العربية على قوات الاحتلال، وسيركز الفيلم على صنع القرار الذي اتخذته مائير خلال الحرب، وعلاقتها المعقدة مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر -الذي يلعب دوره ليف شرايبر- وتأثيرها عامة، بحسب "تايمز أوف اسرائيل".
ولدت مائير، وهي أول رئيسة وزراء في إسرائيل والوحيدة حتى الآن، في كييف ونشأت في ميلووكي قبل أن تهاجر إلى إسرائيل، شغلت منصب رئيسة الوزراء من عام 1969 إلى عام 1974، وبينما كانت تاريخيا موضع إعجاب اليهود الأمريكيين، فإن إرثها في إسرائيل - خاصة فيما يتعلق بسلوكها قبل وأثناء حرب يوم أكتور - أكثر إثارة للجدل، واستقالت كرئيسة للوزراء بعد أشهر من انتهاء الحرب وتوفيت عام 1978.
بالإضافة إلى ميرين وشريبر، يشارك في الفيلم أيضا الإسرائيليان ليئور أشكنازي في دور رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ديفيد "دادو" العازار ورامي هوبرغر في منصب وزير الدفاع موشيه ديان، ومن تأليف نيكولاس مارتن.
وكان العرض الأول لفيلم "جولدا" عالميا في فبراير بمهرجان برلين السينمائي، كما افتتح مهرجان القدس السينمائي في يوليو، في بركة السلطان، المدرج الخارجي الواقع مباشرة تحت أسوار البلدة القديمة في القدس.
وصرح ناتيف مخرج الفيلم لـ Deadline بأنه "فيلم إسرائيلي ممزوج بالفخر العالمي، لأن هذه المرأة لديها طبقة أخرى وشخصية غير مرئية بالكامل أعتقد أن غير الإسرائيليين لا يعرفونها، وإنه ليس تمجيدًا لأي شيء في الرواية الإسرائيلية، ما أعرضه هو هزيمة إسرائيل فعلا، فالجميع يعلم ذلك جيدا، إنها حرب السقوط، والجميع يفقدون أنفسهم وعلى رأسهم موشيه ديان البطل الخارق في إسرائيل يتلقى صفعة في هذه الحرب".
يذكر أن مراجعات الفيلم النقدية بعد عرضه في مهرجان برلين لم تكن جيدة، حيث كتب الناقد بيتر برادشو في الجارديان: "كفيلم حرب، إنه ممل، وكدراما مؤثرة سياسية فإنها دراما باهتة، وشخصية مائير قدمت بسطحية، والمرة الوحيدة التي كاد فيها الفيلم أن ينبض بالحياة عندما تجري مائير محادثات خاصة مع هنري كيسنجر".
وهذه ليست أول مرة يتم طرح شخصية جولدا مائير على الشاشة، فقد أنتج عام 1982 فيلما تلفزيونيا بعنوان "A Woman Called Golda" وعرض على 150 محطة تلفزيونية حينها، وكان يروي سيرة ذاتية لرئيس الوزراء الإسرائيلي جولدا مائير من إخراج آلان جيبسون وبطولة إنجريد بيرجمان، وتدور الأحداث عام 1977، حيث يروي الفيلم عندما عادت مائير إلى مدرستها القديمة في ميلووكي، ويسكونسن حيث تروي قصة حياتها للطلاب، وتروي سنواتها الأولى في روسيا، وكيف هاجرت عائلتها إلى أمريكا لتجنب اضطهاد اليهود في جميع أنحاء أوروبا.
استقبل الفيلم جيدا على المستوى النقدي، وفي حفل توزيع جوائز Primetime Emmy الرابع والثلاثين، حصل على سبعة ترشيحات لجائزة إيمي وفاز بثلاث جوائز منها.