لا تزال العلاقة بين أميركا والصين تحرك الأسواق، سواء كانت أسهم أو سلع، إذ كشف تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن أسعار الحبوب الخشنة (الذرة الصفراء والشعير والذرة الرفيعة) تراجعت في شهر أكتوبر الماضي، بنسبة أقل من المتوقع بعد أنباء عن الاتفاق بينهما.
وانخفض مؤشر الحبوب الخشنة بنسبة 1.1%، مع انخفاض أسعار الشعير والذرة الصفراء والذرة الرفيعة، إلا أن هذا الانخفاض أقل من المفترض حدوثه نتيجة أنباء الاتفاق الصيني الأمريكي، المُعلن في نهاية الشهر الماضي تقريبا، إضافة إلى هبوط إنتاجية الذرة في الاتحاد الأوروبي، وربما أيضًا في أمريكا.
وأثار اللقاء الأخير بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في كوريا الجنوبية خلال الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر، موجة من التفاؤل.
وفي تحول مفاجئ، أعلن ترامب خفض الرسوم الجمركية المرتبطة بالفنتانيل – المخدر الصناعي المرتبط بأزمة الأفيون الأمريكية – من 20% إلى 10%، ليصل إجمالي الرسوم على السلع الصينية إلى 47%.
وإعلان ترامب عن خفض كبير في الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، يعني تراجعا من 57% إلى 47%، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية التي أثقلت كاهل الأسواق العالمية.
هذا الإعلان جاء بعد تهديد سابق بفرض رسوم إضافية بنسبة 100% بدءا من أول نوفمبر الجاري، ما يعكس تغيراً في نبرة واشنطن تجاه بكين.
كما أكد ترامب التوصل إلى اتفاق ينهي النزاع حول المعادن النادرة، وهي عناصر حيوية تدخل في صناعة الهواتف الذكية والرقائق الإلكترونية والسيارات الكهربائية والصواريخ.
والصين، التي تهيمن على إنتاج هذه المعادن، كانت قد فرضت قيوداً على تصديرها، ما أثار قلقاً واسعاً في واشنطن وبروكسل. ويفتح الاتفاق الجديد الباب أمام تدفق أكثر سلاسة لهذه المواد، ما ينعكس إيجاباً على قطاع التكنولوجيا العالمي.
ويعني خفض الرسوم أن السلع الصينية – من الإلكترونيات إلى الملابس والألعاب والمنتجات المعدنية – ستصبح أرخص في الأسواق الأميركية.
هذا الانخفاض في الأسعار قد يسهم في كبح جماح التضخم عالمياً، ويعيد الاستقرار إلى سلاسل الإمداد، مع استفادة محتملة لدول مثل الهند التي تعتمد على انسيابية التجارة الدولية.
وبصورة عامة، بلغ متوسط مؤشر أسعار الحبوب 103.6 نقطة في أكتوبر 2025، بانخفاض شهري 1.3% وسنوي 9.5%..
وتراجعت مؤشرات أسعار جميع الحبوب الرئيسية على أساس شهري، فقد تراجع القمح بنسبة 1.0%، مما يعكس في الغالب وفرة المعروض العالمي، وتوقعات الإنتاج الجيدة في نصف الكرة الجنوبي حيث يجري الحصاد، والتقدم المطرد في زراعة القمح الشتوي في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي.
كما انخفض مؤشر أسعار الأرز بنسبة 2.5%، مدفوعًا بتزايد المنافسة على الأسواق وبدء حصاد المحصول الرئيس في العديد من البلدان المصدرة في نصف الكرة الشمالي.
وهبط مؤشر الفاو لأسعار الغذاء للشهر الثاني على التوالي في أكتوبر الماضي، بسبب تراجع معظم السلع التي يقيسها المؤشر، تاثرًا بوفرة المعروض وزيادة الإنتاج وضعف الطلب، وفق تقرير المنظمة الصادر يوم الجمعة.
وبلغ متوسط مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، الذي يتتبع التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية لمجموعة من السلع الغذائية المتداولة عالميًا، 126.4 نقطة في أكتوبر، بانخفاض 1.6% عن مستواه المعدل في سبتمبر.