يوميات ثورة 1919 (18): استمرار المظاهرات ووقوع مجازر دموية جديدة بالمحافظات؟‎ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:13 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوميات ثورة 1919 (18): استمرار المظاهرات ووقوع مجازر دموية جديدة بالمحافظات؟‎

هاجر فؤاد:
نشر في: الإثنين 18 مارس 2019 - 12:23 م | آخر تحديث: الإثنين 18 مارس 2019 - 12:23 م

تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، عرض يوميات ثورة 1919، التي اندلعت أولى مظاهراتها في 9 مارس بالتحديد، وذلك لإطلاع الأجيال الشابة على أحداث هذه الثورة التي تعتبر أول حراك شعبي سياسي واجتماعي في تاريخ مصر الحديث، شاركت فيه كل فئات وطوائف المجتمع.

الكتاب الذي نعتمد عليه لاسترجاع هذه الأحداث هو "تاريخ مصر القومي 1914 -1921" للمؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي، الذي يروي في قسم كبير منه يوما بيوم حالة مصر بعاصمتها وأقاليمها وشوارعها وجامعتها في فترة الثورة.

••••

استمرت المظاهرات حتى يوم الثلاثاء 18 مارس، وكانت المظاهرات في بولاق على الأخص، ميدانا لحوادث دموية مروعة، فاجتمع عمال العنابر وأصحاب الصناعات وبعض الشباب وساروا في مظاهرة رافعين الأعلام قاصدين الأزهر للانضمام للمتظاهرين به، وأثناء اقترابهم من كوبري أبي العلا، اعتراضتهم القوات البريطانية، وأطلقت عليهم الرصاص، وسقط منهم الكثير من القتلى.

ما جعل السلطة العسكرية تصدر قرار بمنع المظاهرات، فأعلنت عن ذلك في بلاغها الذي جاء فيه:

«عقد القائد العام النية على إعادة النظام وعلى اتخاذ جميع الوسائل اللازمة لوضع حد للأحوال الحاضرة، اتباعا لهذه الخطة أصدر أوامر مشددة بأنه لا يسمح في إبان القلق الخالي باجتماعات عمومية أو مظاهرات أو مواكب».

وحذر البلاغ الناس من الاشتارم في المظاهرات أو مجرد مشاهدتها، وعلى الفور نصبت المدافع السريعة الطلقات في الميادين الكبرى، ورابط بجانبها الجنود والفرسان المسلحون بالبنادق؛ تنفيذا لأوامر القائد العام.

أما في الوجه القبلي أشتدت حوادث العنف، بل الثورة كلها، فهاجم الثور على القطار القادم من الأقصر إلى القاهرة، وقد وقع الهجوم في ديروط، ثم في دير مواس، وكان به بعض الضباط والجنود البريطانيين، فقتلهم الثوار، وبلغ عدد القتلى 8 من بينهم مفتش السجون في الوجه القبلي، والماجور جارفز، والملازم وللبي، و5 جنود.

كان لهذا الحادث ضجة كبرى، فلم يحدث من قبل مثل هذا الاعتداء على ضباط وجنود الجيش البريطاني، لذا اهتمت السلطة العسكرية بعقاب المعتدين عقابا شديدا، وألقت القبض على مئات المتهمين، وقدمت من رأت إدانتهم إالى محكمة عسكرية عليا.

وفي المنصورة قامت مظاهرة سلمية كبرى اخترقت شوارع المدينة في نظام وسكينة، لكن لم تكد تصل إلى نهاية شارع السكة الجديدة، حتى فاجأها الجنود البريطانيون بإطلاق النار دون تحذير أو إنذار، فانقلبت المظاهرة إلى مجزرة دموية مروعة قتيل فيها 19 متظاهر وأصيب فيها كثيرون بجروح دامية.

وأشارت السلطة العسكرية في بلغها اليوم التالي قائلة «وقعت قلاقل شديدة أخرى في المنصورة يوم 18 الجاري، واضطر ولاة الأمور الملكيون أن يستدعوا الجنود لمساعدتهم على إعادة النظام».

غداً حلقة جديدة.......



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك