كشفت دراسة جديدة أن إناث قرود البابون اللاتي يتمتعن بعلاقات قوية مع آبائهن خلال مرحلة الطفولة، يعشن لفترة أطول مقارنة بغيرهن ممن افتقدن مثل هذه الروابط الأبوية.
وأشارت الدراسة التي نُشرت في دورية Proceedings of the ، Royal Society B إلى أن هذه العلاقة قد تضيف من عامين إلى 4 أعوام إلى متوسط عمر أنثى البابون، الذي يبلغ عادة نحو 18 عامًا، وذلك وفقا للجارديان البريطانية.
وأوضحت الباحثة إليزابيث آرتشي، أستاذة علم البيئة من جامعة نوتردام في ولاية إنديانا الأمريكية، أن هذا العمر الزائد قد يمنح الإناث فرصة لإنجاب نسل إضافي.
ورغم أن مساهمة ذكور البابون في تربية صغارهم تُعد محدودة نسبيًّا، بخلاف البشر، إلا أن البيانات التي جُمعت من دراسة طويلة الأمد في كينيا على 216 أنثى بابون و102 من الآباء، أظهرت أن قضاء فترة الطفولة في نفس المجموعة الاجتماعية مع الأب، وتكرار سلوكيات العناية المتبادلة كالتزين (grooming)، ارتبطا بزيادة واضحة في متوسط عمر الإناث.
وأوضحت آرتشي أن الباحثين ركزوا على الإناث لأن الذكور يهاجرون عادة إلى مجموعات اجتماعية أخرى عند البلوغ، مما يصعّب تتبّع أعمارهم بدقة.
وأكدت الدراسة أن العلاقات القوية بين الإناث الصغيرات وذكور آخرين من المجموعة، ممن ليسوا آباءهن، لم يكن لها نفس الأثر على البقاء.
وتفترض آرتشي أن الدعم الأبوي ربما يوفر حماية غير مباشرة للإناث الصغيرات، سواء من خلال التدخل في النزاعات أو خلق "منطقة أمان" عبر الوجود المهيب للأب، مما يقلل من تعرض الإناث للاعتداءات أو سرقة الطعام.
لكنها أضافت أن هناك احتمالاً آخر: "ربما تكون الإناث الأصحاء ببساطة هن من يتمتعن بعلاقات جيدة مع آبائهن، وهن أنفسهن من يعشن لفترة أطول".