جيورجى بوريسينكو سفير موسكو بالقاهرة: العالم كله متأثر بالأزمة الأوكرانية -حوار - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 4:05 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جيورجى بوريسينكو سفير موسكو بالقاهرة: العالم كله متأثر بالأزمة الأوكرانية -حوار

كتبت ــ بسنت الشرقاوى:
نشر في: الأحد 20 مارس 2022 - 8:05 م | آخر تحديث: الأحد 20 مارس 2022 - 8:30 م
- مستعدون للتعامل مع الوضع الحالي

- الحرب كشفت عن المعايير المزدوجة في التعامل مع قضية اللاجئين

أكد السفير الروسى لدى القاهرة، جيورجى بوريسينكو، ثقة حكومة بلاده فى التغلب على العقوبات الاقتصادية التى فرضتها الدول الغربية فى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية على الاقتصاد الروسى منذ انطلاق العملية العسكرية ضد أوكرانيا فى فبراير الماضى، لافتا إلى أن روسيا مستعدة لاعتماد الوضع الجديد، الذى سيؤدى لزيادة الإنتاج الداخلى وزيادة الاستقلال الاقتصادى والصناعى.

جيورجى بوريسينكو تحدث فى حوار لـ«الشروق» عن ملفات التعاون المهمة بين البلدين فى ظل تبعات العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا.

يأتى هذا الحوار ضمن حوارات تجريها «الشروق» مع أطراف الأزمة الروسية الأوكرانية، وتداعياتها على توازنات القوى العالمية، حيث أجرت الصحيفة حوارا مع المتحدث الرسمى باسم الخارجية الأمريكية، سامويل ويربيرج، تحدث فيه عن عقوبات أخرى تنتظر روسيا بخلاف التى فرضتها واشنطن فى الأسابيع الماضية، وسط قناعات أمريكية أن العقوبات ستكون فعالة لأنها ستدمر الاقتصاد الروسى.
فى بداية الحوار وردا على سؤال: هل خسرت روسيا الحرب الإعلامية خلال عمليتها العسكرية على أوكرانيا مع اقتراب دخول الحرب أسبوعها الرابع؟ قال السفير الروسى فى القاهرة:
لا يخفى على أحد أن الغرب لديه خبرة كبيرة فى تشويه الحقائق، وحدث الشىء نفسه خلال التدخل العسكرى فى العراق، وكذلك أحداث «الربيع العربى»، فوسائل الإعلام الغربية التى يسيطر عليها السياسيون تستخدام أبشع أشكال الدعاية ولا يمكن اعتبارها مصدرًا محترمًا للمعلومات.
كما أن إدارة منصات فيس بوك وانستجرام سمحت لمستخدميها بالدعوة للعنف ضد الروس والموت للرئيس الروسى، بالإضافة للحظر الشامل للمصادر الإعلامية الروسية فى الدول الغربية.
إن الغرب لا يفكر فى مشاعر الملايين من الناس بما فى ذلك العرب والأفارقة، وفى نظرهم ما يُسمى بـ«المهاجرين الشقر بعيون زرقاء» أفضل من لاجئى الشرق الأوسط وأفريقيا الهاربين من الحروب التى بدأها الغرب.
نحن نحاول إظهار الصورة بطريقة موضوعية، وندعو أصدقاءنا المصريين للاشتراك فى المصادر الإعلامية الرسمية الروسية.
< برأيك.. إلى أى مدى تأثر الاقتصاد الروسى بالعقوبات الأمريكية؟
ـــ فكرة العقوبات ليست جديدة، فأكثر من 100 عام كنا نعيش فى ظل قيود غربية تهدف إلى التأثير على السياسة الخارجية الروسية المستقلة، وبالتأكيد نشهد اليوم ضغوطا غير مسبوقة وحربا اقتصادية خالصة، لكن الاقتصاد العالمى مترابط، ولم تواجه روسيا فقط التأثير السلبى للعقوبات، بل واجهها العالم كله وفى مقدمته الدولة الغربية، فى الارتفاع الهائل لأسعار السلع الأساسية فى أوروبا والولايات المتحدة والتضخم.
أؤكد أن روسيا مستعدة لاعتماد الوضع الجديد، الذى سيؤدى لزيادة الإنتاج الداخلى وزيادة الاستقلال الاقتصادى والصناعى لبلدنا، سنصبح أقوى، وسيُظهر لنا الوضع الحالى من هم أصدقاؤنا الحقيقيون الموثوق بهم على الساحة الدولية لتعميق التعاون والصداقة معهم.
< هل تعتقد أن تؤثر الأضرار التى لحقت بالاقتصاد الروسى على عدد كبير من الدول؟
ـــ من المؤكد العالم سيتأثر مع نقص النفط والغاز، فالخطوات المندفعة التى يتخذها الغرب، مثل تجميد الاحتياطيات المالية الوطنية لروسيا فى الخارج، تقصيرا فى الالتزامات مع روسيا ومحاولة لوقف التجارة الخارجية الروسية للإضرار بالتجارة العالمية.
العالم كله ليس أوروبا وأمريكا، فمعظم الدول لم تؤيد العقوبات على روسيا، وبينها الدول الاقتصادية الكبرى مثل الصين والهند، بالإضافة للمجتمع العربى، وقبل كل شىء مصر ودول أمريكا اللاتينية، لكن روسيا لن تكون معزولة.
< عسكريا، يعتقد البعض أن الجيش الروسى يقصف المبانى العامة فى أوكرانيا مثل الأوبرا والجامعة الوطنية إلى جانب استهداف المشافى.. ما ردكم؟
ـــ قدم خبراء روس وخبراء أجانب مستقلون أدلة على أن الهجمات المزعومة على المدنيين فى أوكرانيا نفذتها أوكرانيا، على سبيل المثال تم تدمير منزل فى العاصمة كييف بواسطة طائرة أوكرانية تحطمت، ضربتها قوات الدفاع الجوية الأوكرانية بطريق الخطأ.
بالنسبة للهجوم على خاركوف الذى أدى لإصابة الطالب المصرى محمد سعد قبل نقله إلى المستشفى، وبعدها مغادرته بسلام إلى بولندا، نفذه الجيش الأوكرانى، الذى أكد لاحقًا أن منطقة إطلاق الصاروخ كانت تحت سيطرته فى ذلك الوقت.
لقد تبنى نظام كييف تكتيكا لإنتاج أخبار كاذبة وإخراج الصور ومقاطع الفيديو، فأصبحنا نشاهد انكشاف هذه الأكاذيب، ومن أحدث الأمثلة الهجوم الصاروخى البربرى الذى شنته أوكرانية فى 14 مارس فى وسط دونيتسك، مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصًا بريئًا بينهم أطفال.
أمريكا وأقمارها الصناعية الغربية استخدمت لقطات من تفجيرات شنتها أوكرانيا فى إقليم دونباس لاختلاق أخبار مزيفة جديدة تحاول تقديمها على أنها الضربة الروسية.
أحد الأمثلة ما يسمى بالغارة الجوية الروسية على مستشفى الولادة فى ماريوبول فى 7 مارس، ولكن الحقيقة أنه قبل أيام حوّلها الأوكرانيون معقلا لهم وهذا ما أعلنه الممثلون الدائمون لروسيا فى الأمم المتحدة.
كما أن الصور المنتشرة على نطاق واسع من جانب المصور يفجينى مالوليتكا، الذى يعمل لصالح وكالة الأسوشيتيد برس الأمريكية، لم ير أحد خلالها أشخاصا قتلى أو مصابين، باستثناء مدوّنة الجمال ماريانا بودغورسكايا الحامل، التى لا تزال على قيد الحياة وتستمتع بوقتها مقابل صناعة هذا الزيف، ولا توجد أخبار مؤكدة عن وفاتها.
يتصرف الجيش الروسى بدقة لإنقاذ أرواح المدنيين وتقليل الأضرار بالبنية التحتية المدنية، بينما يحتفظ القوميون الأوكرانيون بالناس العاديين كدروع بشرية، ويمنعونهم من استخدام الممرات الإنسانية للمغادرة.
< يعتقد البعض أن قرار الجيش الروسى بإحضار 16000 مرتزق من سوريا للقتال مع روسيا فى منطقتى لوجانسك ودونيتسك أمر ينذر بخطر على أوروبا.. ما رأيكم؟
ـــ من المهم الإشارة إلى أننا نتحدث عن متطوعين من بلدان مختلفة، يتوقون لمساعدة روسيا مجانا، وعلى الدول الأوروبية أن تفكر أولا فى المرتزقة الذين ترسلهم لأوكرانيا.
لدينا معلومات تفيد بأن السفارات الأوكرانية فى بعض دول الشرق الأوسط تجنّد علنًا مقاتلين مشهورين بينهم داعشيون، ويبدو أنه تم تقليص الحملة الغربية لتجنيد المرتزقة سريعا بعد هجوم صاروخى روسى على القاعدة العسكرية لـ«جنود الثروة» الأجانب بالقرب من مدينة لفيف الأوكرانية، حيث قُتل الكثير منهم.
< ما تقييمك للعلاقات المصرية الروسية؟
ـــ تربطنا علاقات استراتيجية بمصر، بلدانا لديهما تعاون اقتصادى مزدهر، فمصر الشريك التجارى الرئيس لروسيا فى أفريقيا، وهناك ما يقرب من 470 شركة روسية تعمل فى مصر، بما فى ذلك شركات عملاقة مثل لوك أويل، و روسنفت.

يقدر إجمالى الاستثمارات الروسية فى الاقتصاد المصرى بأكثر من 8 مليارات دولار، ويحتل بناء أول محطة للطاقة النووية فى مصر فى منطقة الضبعة مكانة خاصة فى جدول أعمالنا المشترك، كونه الأكبر من حيث التكلفة والأهمية، وسيتكون من أربع وحدات طاقة وسيصبح رمزًا جديدًا للتعاون الثنائى، بالإضافة لإنشاء منطقة صناعية روسية بالقرب من قناة السويس، ومصنع بالقرب من القاهرة يتم فيه تجميع السيارات الروسية «لادا»، فيما تقوم شركة «ترانسماش هولدينج» الروسية بتصنيع 1300 سيارة ركاب للسكك الحديدية المصرية وهو أكبر عقد فى تاريخ الهيئة المصرية، علاوة على التعاون بشكل وثيق لإطلاق صناعة اللقاح الروسى المضاد لفيروس كورونا «سبوتنيك» فى مصر.

أود أن أنوه أن صفقات القمح المشتركة بين البلدين لم تتأثر بالعملية العسكرية فى أوكرانيا، وهو ما أكد الرئيسان فلاديمير بوتين وعبدالفتاح السيسى خلال اتصالهما الهاتفى عليه بعدم تأثر شحنات القمح بما يحدث فى شرق أوروبا.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك