قال مدير مشروع تطوير القاهرة التاريخية بوزارة الآثار، محمد عبدالعزيز، إنه تم إعداد مشروع لتطوير سور مجرى العيون، الذي يدخل ضمن نطاق المرحلة الثالثة من مشروع الإحياء العمراني للقاهرة التاريخية، ويحظى باهتمام شديد من رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أنه تم رفع المقترح لمجلس الوزراء لمراعاته ضمن المشروع الضخم الذي تنفذه الدولة.
وأضاف «عبدالعزيز»، في بيان صحفي اليوم الاثنين، أن المنطقة ستشهد مرحلة كبيرة من التطوير والصيانة، وسيتم استغلال المنطقة المحيطة وهي الأماكن التي سيتم إخلاؤها من المدابغ في استثمار العديد من المشروعات لتصبح منطقة جذب سياحي، وذلك بالتعاون مع العديد من الوزارات والمحافظة.
وأشار إلى أن منطقة سور مجرى العيون ليست المدابغ فقط، ومشروع التطوير سيشمل المنطقة العشوائية المتصلة بها، مضيفا أن وزارة الآثار تتولى مسئولية ترميم وتطوير السور والمنطقة المحيطة به «30 مترا حرم».
وأوضح، أنه بالرغم من أن المجتمع المحلي حول مجرى العيون ليس له تاريخ طويل كما هو الحال في الأحياء التاريخية للقاهرة والفسطاط، إلا أن تاريخه جدير بالحفاظ عليه بسبب تميزه اجتماعيا واقتصاديا، والقيمة الجمالية الناشئة عن العلاقة العفوية من ناحية بين بيوت الأهالي، والتي بنيت في أغلب الأحيان بدون معماري، ومن ناحية أخرى بين سور مجرى العيون كمنشأ ضخم وذا طبيعة رسمية.
وعرض «عبدالعزيز»، الفلسفة العامة للمشروع المقترح لتطوير سور مجرى العيون، والتي تعتمد على وضع رؤية شاملة للسور ككل متضمنة منطقة المدابغ ومصانع الغراء بعد إزالتها، حيث سيتم إزالة التعديات على الأثر، ثم وضع وصياغة رؤية تنموية للارتقاء بتلك المنطقة وتحسين واقعها البصري على المدى القصير وإعادة إحلالها على المدى البعيد.
وأوضح، أنه من المقرر تنفيذ الخطة المتعلقة بالمدى القصير (التحسين البصري) للمنطقة المطلة على السور (وحدة عمرانية متجانسة عمرانيا واجتماعيا واقتصاديا) في نفس زمن تنفيذ ترميم السور، حيث يعد كل منهما شرطا مكملا وضروريا لإنجاح الآخر.
ولفت إلى أنه سيتم اعتبار المنطقة ضمن المسار السياحي، الذي يبدأ من القلعة ثم منطقة سور مجرى العيون من تقاطعه مع شارع صلاح سالم وحتى كورنيش النيل، ثم مقياس النيل ثم قصر محمد علي بالمنيل، وإنشاء متحفين بمنطقة السور تحت موضوع أو مجال تكنولوجيا الماضي الأول يقع في المنطقة الترفيهية المزمع إقامتها مكان المدابغ وجنوب السور مباشرة.
وأشار إلى أنه سيتم إعادة تشكيل وتحسين وجهات المباني المواجهة لسور مجرى العيون مع استمرار استغلالها كمناطق سكنية ذات طابع حرفي، مؤكدا إمكانية استغلال الكوبري العابر لخط مترو الأنفاق بالصيغة التي تساعد على تحسين الصورة البصرية للسور من الخارج وإعادة إظهاره واستغلاله مع توفير مجموعة من أماكن انتظار السيارات وأتوبيسات السياحة.