صوم رمضان.. وملفات طبية للمراجعة - بوابة الشروق
السبت 25 مايو 2024 2:33 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صوم رمضان.. وملفات طبية للمراجعة


نشر في: السبت 25 يونيو 2016 - 10:45 ص | آخر تحديث: السبت 25 يونيو 2016 - 10:45 ص

يظل السؤال الأثير لدى كل مريض بأحد الأمراض المزمنة كارتفاع الضغط أو مرض السكر أو الفشل الكلوى أو خلل وظائف الكبد هو: هل لى أن أصوم رمضان هذا العام؟

تظل إجابة الطبيب هى الرخصة التى يلجأ إليها المريض كارها، فصيام شهر رمضان وإن كان فرضا دينيا فرضه الله سبحانه بل وخص به نفسه دون سائر الفروض الأخرى «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى» فإنه أيضا أصبح طقسا اجتماعيا يمارسه المصريون بحب ويحيطونه بالكثير من مظاهر الفرح والبهجة والامتنان.

يظل ملف المريض بمرض مزمن: مثل السكر بنوعيه الأول والثانى، أمراض الكلى والفشل الكلوى وأمراض الكبد المختلفة، أمراض القلب والشرايين حتى الأمراض العقلية هو الحكم العدل فى قضية صيام شهر رمضان ــ ملف يجب أن يناقشه المريض مع طبيبه بالتفصيل قبل اتخاذ القرار إما بالمضى فى أداء الفريضة أو قبول الرخصة التى تتيح له السعى لرضاء ربه بصورة قد تجنبه أخطارا قادمة.

صيام المسنين
القدرة على حمل مشقة الصيام قد يكون الدافع لها الرغبة فى أداء الفرض لدى الكثير من المسنين خاصة الأصحاء منهم لكن هناك مرحلة من العمر خاصة ما بعد السبعين يجب أن يتمهل فيها الإنسان، فالصيام فى تلك السن أحد الأخطار التى تهدد صحة الإنسان بقوة. نقص الماء فى الجسم مهدد بحدوث الجلطة فى الشرايين خاصة القلب والمخ نتيجة لارتفاع لزوجة الدم وقد يهدد أيضا بانخفاض الضغط وما يتبعه من هبوط وإغماء. نقص السكر أحد الأسباب التى تنذر بالغيبوبة.

أما من هم قبل السعبين فعليهم مراجعة تاريخ عائلتهم المرضى لتفادى ما يمكن أن يسبب ظهور أمراض وراثية كامنة.

إذا صام المسن فعليه البقاء فى المنزل بعيدا عن حرارة الشمس ومسببات التلوث والاهتمام بشرب الماء والعصائر المفيدة خلال فترة الإفطار وتجنب الأطعمة الدسمة المركبة والاكتفاء بالفاكهة عوضا عن الحلويات الشرقية وما يماثلها.

هل يصوم مريض السكر؟

من مصادر المعلومات ذات المصداقية عن علاضة مرضى السكر بصيام رمضان يمكننا مراجعة مصدرين: الأول تلك الدراسة المهمة والتى يرمز إليها باختصار (EPIDIAR) التى أجريت على أكثر من اثنى عشر ألفا من صائمى رمضان وأعلنت نتائجها (١٢٩١٤ صائما) فى سبتمبر ٢٠٠٨ ثم نتائج وتوصيات المؤتمر الذى عقد بالمغرب عام ١٩٩٥ وحضره أكثر من ألفى طبيب وعالم من العاملين بتخصص علم وظائف الأعضاء لدراسة أثر الصيام ومناقشة وسائل الصيام الصحية لمرضى السكر.

قراءة متأنية للدراستين تخلص إلى أن الصيام الطويل فى غياب الماء أمر له مضاعفاته الخطيرة فى كثير من الأحيان لذا يجب أن يسعى مريض السكر لمعرفة كل ما يتعلق بمستوى السكر فى دمه وأثره على تطور حالته وان يلتزم تماما بشروط الغذاء المناسب له وما يجب تناوله من أدوية. على مريض السكر أن يتنبه لبعض من النصائح الغذائية التى قد تعينه على أداء صيام صحى:

ــ يجب ألا يقل معدل الجلوكوز فى الدم إطلاقا عن ٦٠مجم/ ديسى لتر ولا يزيد على ٣٠٠ إذ إن القراءة الأولى يتعرض بعدها لهبوط مستوى السكر وله أعراض من الارتجاف والإحساس بالهبوط العام الذى قد يتبعه إغماء والقراءة الثانية تحتاج لتدخل سريع قد يكون الأنسولين.

ــ أن يبدأ إفطاره بما يمده بطاقة عالية سريعة من السكر وأهم الأمثلة هو البلح خاصة التمر وأن يلجأ فى سحوره للأطعمة التى تمده بالطاقة على مهل مثل النشويات معقدة التركيب كالمعجنات المصنوعة من القمح الكامل والنشويات إلى جانب البقول وأهمها الفول والعدس واللوبيا والفاصوليا.

على مريض السكر أن يضيف على الأقل وجبة (إن لم تكن اثنين) بين الفطور والسحور يتناول فيها قدر من الخضراوات والفاكهة الطازجة أو المطهية على البخار، إذ أفضلها (الخرشوف، الفاصوليا الخضراء، السبانخ، البروكلى القرنبيط، الهليون) ومن الفاكهة التفاح والكمثرى المشمش، البرقوق، الرمان، الفراولة.

هناك أيضا منتجات الألبان قليلة الدسم كالزبادى، اللبن الرايب، العصائر الطازجة قليلة السكر من الخضراوات، أفضل ما يتناول مريض السكر إذ تمده بالماء والأملاح والفيتامينات التى يحتاجها ومنها عصير الطماطم والجزر والفراولة (بدون سكر) والتفاح الأخضر والكرفس.

تتفوق القرفة على الشاى والقهوة فى رمضان فلها خاصية تنبيه البنكرياس لإدرار الأنسولين كذلك الزنجبيل إلا أنه يتسبب مع العرقسوس فى ارتفاع الضغط. الشاى والقهوة لهما أثر مدر للبول يشجع على فقدان المعادن فيه كما أنهما يعملان على تقليل امتصاص نسب من الحديد والكالسيوم لذا يفضل الإقلال منهما.

من يجب عدم صيامه من مرضى السكر؟

ــ مريض السكر من النوع الأول الذى يوجد معه بنكرياس يغيب عنه وظائف الخلايا المتخصصة فى إفراز الأنسولين.

ــ مريض السكر صاحب مستوى الجلوكوز المتذبذب والذى يعتمد باستمرار على جرعة من الأنسولين حسب الحاجة.

ــ مريض السكر الذى يعانى من مضاعفات خطيرة فى العين أو الكلى أو شرايين القلب (الذبحة غير المستقرة أو ارتفاع ضغط العين الذى يصعب علاجه).

ــ المريض الذى تعرض لنوبات من انخفاض السكر الحاد أو زيادة الأحماض الكيتونية فى الدم أو يعانى من عدوى خطيرة يعالج منها.

ــ يجب التمهل كثيرا قبل السماح لمريضة السكر الحامل أو المرضع سواء كان السكر ممرضيا مزمنا أو نتيجة الحمل وصيام رمضان.
ــ مريض السكر الذى يصعب التحكم فى معدل الجلوكوز فى الدم باستعمال الأدوية التى يتناولها بالفم مع عدم قدرته على الالتزام بالنظام الغذائى الملائم له أو الحركة المطلوبة بعد الإفطار.

< الصيام والكبد
بين الصيام والكبد علاقة تبادلية، الصيام له تأثير مباشر على وظائف الكبد المختلفة بينما يصادق الصيام ويحد من تأثيرات الصيام البيولوجية على وظائف أعضاء الجسم المختلفة.
يبدأ الإنسان الصيام بمعدل جلوكوز فى الدم يتراوح بين ٧٠ ــ ١١٠ ملجرامات لكل مائة سنتيمتر مكعب وهو المعدل الطبيعى للإنسان السليم.
ينخفض هذا المستوى فى الست ساعات الأولى من الصيام لذا يبدأ الكبد فى العمل بسرعة لتعويض هذا النقص الذى يجب ألا يتزايد لحاجة المخ وعضلة القلب خاصة له. يبدأ الكبد فى تكسير ما ادخره من سكريات فى صورة معقدة إلى صورة أكثر بساطة تنتهى بتكوين الجلوكوز الذى يسرى فى الدم إلى كل أنحاء الجسم الذى يستخدمه كطاقة.
يلجأ الجسم أيضا إلى الجليكوجين المختزن فى العضلات للحصول على الجلوكوز إذا كان ما حصل عليه من الكبد غير كاف.
يبدأ الجسم فى نفس الوقت فى تكوين سكر جديد من الدهون والأحماض الأمينية التى يحملها الدم إليه من الدهون المختزنة والأنسجة المختلفة فى الجسم.
الصيام يعطى خلايا الكبد السليم فرصة للراحة والتجدد تجدى تماما لمن لديهم كبد دهنى، ولكن بشروط، أهمها مراعاة ما يأكل الإنسان فيما بين الإفطار والسحور.
أما أغلب حالات مرضى الكبد لأسباب أخرى فقد يحسن عدم الصيام معها إذ إن المريض يجب أن يخضع لتوصيات غذائية ليس منها الصيام.
التهاب الكبد الحاد يؤدى لنقص فى مستوى السكر فى الدم إذ إن التهاب خلايا الكبد يخل بقدوتها على العمل وتخزين الجليكوجين فيحتاج المريض لوجبات متقاربة غنية بالسكريات.
عدم تكافؤ وظائف الكبد فى حالات التهابه المزمن أو تليف الكبد يصعب معها بلاشك الصيام، خاصة إذا تطور الأمر للغيبوبة الكبدية.
مرضى نزف دوالى المرىء قد يصومون إذا ما كانت حالتهم مستقرة وغالبا لا تكون لذا يجب تعويض الدم النازف والذى يسبب الانيميا.
أما مرضى الاستسقاء (تراكم وارتشاح الماء فى تتجويف البطن ليؤدى لانتفاخها) فلا صوم لهم إذ إنهم مضطرون دائما لتناول الأدوية القوية المدرة للبول، الأمر الذى معه يفقدون الكثير من العناصر المهمة خاصة البوتاسيوم، الأمر الذى يستلزم تعويضه بنظام غذائى محكم.
قد يتصور الإنسان المريض أن به قدرة على الصوم فيستنهض عزيمته وتقواه ويشرع فى الصيام وهذا أمر رائع فى حد ذاته لكن الجسم يعمل أحيانا بمفرده بعيدا عن النوايا الطيبة لذا فإن رأى الحكيم ضرورة ملزمة فى تلك الأحوال.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك