يسأل البعض أسئلة وجودية، قد لا يجدون إجابتها عند الكثيرين من غير المتخصصين، وتدور تلك الأسئلة عن بدايات الخلق وأسرار الكون والحكمة الإلهية من وراء أشياء كثيرة حولنا.

وتستعرض "الشروق" لكم إجابات مبسطة على هذه الأسئلة، خلال شهر رمضان الكريم، عبر سلسلة "أسئلة وجودية"، بمشاركة علماء الأزهر الشريف.

نقدم لكم في الحلقة الثامنة من سلسلة "أسئلة وجودية" الإجابة على أحد أهم الأسئلة التي تشغل البشرية، وهو "لماذا خلق الله فقراء وأغنياء؟".

* لماذا خلق الله فقراء وأغنياء؟

هذا السؤال يعتبر من أهم الأسئلة التي تطرق تفكير الكثيرين، حيث يعتبرون أن وجود فقراء على الأرض قد لا يتناسب مع العدل الإلهي -حاشا لله- أو أن الله تعالى خلق بعض البشر ليعذبهم، لكن ما الحكمة من ذلك؟

أجاب الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن الله تعالى لم يخلق الإنسان ليعذبه في الأرض، ولكن خلق كل شيء بحكمة وقدر، مستشهدا بالآية الكريمة في سورة القمر: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ".

وأضاف، لـ"الشروق"، أن الله خلق فقراء وأغنياء لأنه لو بسط الرزق لجميع عبادة سيبغون في الأرض، ولكن الفقر يصبح دافعا وسببا للاجتهاد وإظهار الخبرات والكفاءات والتفوق للخروج منه إلى الاكتفاء أو الغنى، مستشهدا بالآية الكريمة في سورة الشورى: "ولَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا في الأرْضِ ولَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ".

وفسر أن الله إذا مَنَّ على عباده كل بالرزق الوفير أو خلقهم جميعا أغنياء، ينشغلون بالنعمة عن المنعم، لذا يبعث الله ابتلاءات مختلفة للناس وبينها قلة المال، حتى يتذكرون الله ولا يسيرون في طريق المعصية.

وأوضح أن الحكمة الثانية من خلق الله تعالى للفقراء، هي اختبار البشر هل سيصبرون على الابتلاء أم ينشغلون عن عبادته ويرتكبون المعاصي.

* الحكمة من التنوع

أشار إلى أن الله تعالى خلق البشر متنوعين في كل شيء، الذكاء والمهارات والكفاءات الملكات والأرزاق.

وأردف، لـ"الشروق"، أن الحكمة من وراء فرض الله تعالى التنوع في الأرض، هي إثبات وجود إله للكون، لأن التكرار يعني الإفلاس حاشا لله، والله تعلى هو الغني المغني والقادر على كل شيء، لذا خلق كل شيء متنوع، ومثال على ذلك اختلاف البشر في أرزاقهم ألوان بشرتهم وقدراتهم، وتنوع ألوان وأشكال الكائنات الحية ومعالم الأرض كالماء والهواء والأرض والجبال والشمس والقمر، معبرا: "التنوع يعني وجود خالق".

وأضاف أن الإنسان مخلوق ملول، فلو لم يجد التنوع في الأرض لأصابه الملل وعدم القدرة على مواصلة الحياة، مشيرا إلى أن هذا التنوع ينطبق على كل شيء خلقه الله.

اقرأ أيضا: أسئلة وجودية (7).. كيف عرفت الملائكة أن الإنسان سيفسد في الأرض قبل خلقه؟

إلى اللقاء في الحلقة التاسعة..