«الزيبق ».. استثناء - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الزيبق ».. استثناء

نشر فى : السبت 3 يونيو 2017 - 9:35 م | آخر تحديث : السبت 3 يونيو 2017 - 9:35 م
بدون شك يشكل النجم كريم عبدالعزيز حالة استثنائية على شاشة دراما رمضان، فهو فى مسلسل «الزيبق» ممثل السهل الممتنع، تشعر وأنت تشاهده بأداء هؤلاء الكبار الذين يمسكون بالشخصية ويغلفونها بروح ومذاق ومنهج خاص، أزعم أنه من وحى النجم.
المسلسل على الرغم من أنه يدور فى فلك عالم المخابرات والجاسوسية، وهو ما يؤهلك بالطبع لمشاهدة مجموعة من المغامرات، إلا أننا شاهدنا إيقاع مختلف وأسلوب يمهد للشخصيات بهدوء وعمق، ولغة أداء بها احترافية كبيرة خلقت حالة من الألفة والمتعة سواء فى المواقف المثيرة أو الإنسانية والتى تجلت فى مشهد المكالمة التليفونية بين عمر «كريم عبدالعزيز» وابنه على، وفى المكالمة سأله عن أمه، ليرد: ماما خرجت بس بابا موجود، والطفل كان يقصد بالطبع زوج أمه، وهو الرد الذى ترك تأثيرًا كبيرًا على نفس كريم، وكم كان المشهد عظيمًا برد فعله الرائع «رى أكشن»، وحملت تعبيرات وجهه حضورًا طاغيًا أبلغ من أى كلمات.
تعامل السيناريو الذى كتبه وائل عبدالله ووليد يوسف مع الموضوع بذكاء، حيث مهد للحدث الكبير بفكر مختلف وسرد واعى يكسوه خفه الدم والتشويق فى آن واحد، بل وحافظ المخرج وائل عبدالله على إيقاع العمل الهادئ ليقدم الأحداث دون مبالغة أو تعجل فى فتح ملف العملية المخابراتية ويمنح المشاهد فرصة للتأمل.
الأحداث تدور تقريبًا فى نهاية التسعينات، وتستمر حتى بداية الألفية إذا فنحن أمام حكاية من أحدث ملفات المخابرات المصرية، وهو أيضًا ما يشكل عنصر جديدًا فى التعامل مع مثل هذه الموضوعات الشائكة دراميًا، فنحن نشاهد ضابط المخابرات المصرى خالد صبرى الذى قدم نفسه على أنه عقيد من مباحث الأموال العامة، والذى يجسدها بحرفية شدية النجم شريف منير، يطلب من عمر فنى تركيب الكاميرات «كريم عبدالعزيز» التعاون فى التلصص على صاحب الشركة التى يعمل بها، وذلك من خلال زرع كاميرا صغيرة داخل مكتبة كونه يتاجر فى العملات الأجنبية، وهو الطلب الذى حققه عمر من خلال الحصول على نسخة من مفاتيح المكتب التى تحملها «هانيا» السكرتيرة، والتى قام بدعوتها إلى العشاء والحصول منها على المفتاح دون أن تدرى.
وبالقطع كان الموقف اختبارًا لعلى تمهيدًا لتجنيده للوقوع بإحدى الشبكات، وفى الوقت نفسه وبخط متوازٍ كشف العمل الواقع الاجتماعى لشخصياته ليكون المشاهد على علم بها وبتاريخها وهو مابدا أولًا فى العملية التى ذهب فيها كريم لتركيب كاميرات مراقبة داخل شركة سويسرية ويكتشف أنها يهودية، فيدخل الشك فى قلبه ويسأل أحد جيرانه عن تاريخ اليهود وتواجدهم فى مصر، وعلى الرغم من أن الأحداث لم تكشف الكثير من المواقف الدرامية خلال الحلقات الأولى، إلا أن ما ظهر منها ينبئ بمسلسل من طراز خاص، مع ارتفاع وتصاعد حدة العلاقة بين كريم وطليقته والدة ابنه، وكذلك فى تطور العلاقة بينه وبين ضابط المخابرات، فالبانوراما التى قدمها المخرج كشفت الكثير من الخيوط الدرامية المتشابكة، بدءًا من الخط الدرامى لبطل العمل الذى يمزج حزن وآلام انفصاله عن زوجته وخفة الظل، مرورًا بحكايات أفراد أسرته فى توليفة محكمة ومقنعة، وعلى خط موازٍ نجد شريف منير بخطه الدرامى سواء المخابراتى أو الأسرى مع زوجته ريهام عبدالغفور التى تحلم بالإنجاب، بينما هو يعاملها بكل رقة وحنان، وهو الخط الناجح فى جذب الجمهور بإحساسه العالى.
نجح المخرج فى اختيار عناصر أبطاله التى بدت شديدة التميز فى تقمصها للشخصيات فبجانب كريم وشريف منير، نجد الموهوبة سحر الصايغ فى دور شقيقة كريم، وأيضا شخصية كامل شقيق كريم وهو الشاب الذى يقدم شخصية عميقة، فقد سافر وعاش فى غربة بالعراق ليعود، ولا يهمه شىء سوى ما ادخره فى سنوات الغربة غير مبال بحال أسرته.
عناصر التشويق فى الزيبق سوف تزداد تباعًا.. ونحن فى الانتظار.

 

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات