جراح السينما المصرية - خالد محمود - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جراح السينما المصرية

نشر فى : الأربعاء 7 فبراير 2024 - 7:50 م | آخر تحديث : الأربعاء 7 فبراير 2024 - 7:50 م

وضعت لجنة تحكيم جمعية نقاد السينما المصريين، عضو الاتحاد الدولى للنقاد (فيبريسى)، يدها على مواطن كثيرة لجراح السينما المصرية وشبابها الطموح خلال انعقادها لمنح جائزتها السنوية لأحسن فيلم مصرى وأحسن فيلم أجنبى عُرض فى مصر خلال عام 2023، والتى شرفت برئاستها هذا العام.
فى تلك الليلة، التى لن أنساها ووقفت فيها أمام مجموعة من صفوة نقاد مصر، نتبادل الرؤى والأفكار، كم كانت المناقشات ثرية، سادها مناخ ديمقراطى، حيث عبر كل عضو عن رأيه دون أى حسابات أو حساسيات، كان بالانحياز فقط للسينما الجميلة والمؤثرة تلك التى استطاعت أن تعبرت بصدق عن أحلام صانعيها فى ظل واقع بحاجة ماسة إلى انتفاضة حقيقية لتغير ثوابت ومفاهيم.
تبارى أعضاء الجمعية للإدلاء بشهادتهم لحاضر السينما المصرية ومستقبلها فى ظل ما تشهده نظيراتها بدول المغرب العربى، وكيف أن الأخيرة تخطو قفزات فنية كبرى نحو التواجد فى المحافل والمهرجانات الدولية والمنافسة بقوة على جوائزها وفى مقدمتها الأوسكار كما حدث هذا العام مع الفيلم المغربى «كدب أبيض»، والتونسى «بنات الفة» الذى وصل للقائمة القصيرة فى المسابقة الأهم فى العالم.
لجنة التحكيم رصدت عدة ظواهر، أبرزها أفلام سينما المؤلف لهذا العام، حيث كانت الأفلام الثمانية المرشحة فى الفئتين «المصرية والأجنبية» التى تم ترشيحها من تأليف مخرجيها، وهو يؤكد قيمة إقدام صناع الأفلام على إخراج موضوعات يرتبطون بها بشكل شخصى.
اللجنة شددت على التناقص الواضح فى اهتمام الدولة بالسينما والآداب والفنون بشكل عام، متمثلًا فى العوائق المتزايدة التى صارت تواجه صناع الأفلام الشباب، حيث صارت صناعة فيلم عملية عسيرة ومعقدة تتكلف ميزانيات ضخمة فى كل تفصيلة، وذلك يأتى فى الوقت الذى تستمر فيه السينما فى الدول العربية فى التطور وتحقيق إسهام بارز فى المحافل الدولية.
وبالعودة إلى جائزة النقاد السنوية فهى تعد تقليدًا راسخًا لجمعية نقاد السينما المصريين، تقيمه بانتظام منذ تأسيسها عام 1972 بإشراف من الاتحاد الدولى للنقاد (فيبريسى)، بغرض إبراز الأفضل فى السينما المحلية والعالمية، والمساهمة فى إثراء الثقافة السينمائية بين نقاد السينما وممارسيها وجمهورها العريض.
نعم تختلف رؤى النقاد عن الجمهور، لكنها جاءت هنا لتشكل حالة توافق، وكأن الطرفين قد صوتوا لأفلام تستحق الإشادة والتقدير ونيل الإعجاب، حيث نال فيلم «فوى فوى فوى!» للمخرج عمر هلال جائزة أحسن فيلم مصرى، بعد منافسة قوية مع فيلم «وش فى وش» للمخرج وليد الحلفاوى، بعد حصوله على الأغلبية بفارق صوت واحد، فيما حصل «فوى فوى فوى!» على 10 أصوات من بين 19 ناقدًا وناقدة شكلوا لجنة التحكيم، مقابل 9 أصوات نالها «وش فى وش».
أما المرشح الثالث «19 ب» للمخرج عبدالله السيد فاكتفى بالحصول على صوتين نالهما فى الجولة الأولى قبل الإعادة بين الفيلمين الأعلى تصويتًا.
الحقيقة أن الأفلام الثلاثة هم أفضل ما طرحته شاشة السينما المصرية خلال العام الماضى وتمثل تجارب.
ونذهب إلى جائزة الفيلم الأجنبى التى نالها الفيلم المدهش والذى أصفه بأنه تجسيد للسينما فى قمة زروتها وجمالها، وهو «تشريح سقوط»، للمخرجة الفرنسية كريستين ايريه، الذى حصد السعفة الذهبية لمهرجان كان 2023، بعدما نال فى تصويت الجمعية 8 أصوات، مقابل 4 أصوات لكل من فيلمى «آل فابيلمانز» لستيفن سبيلبرج و السودانى «وداعًا جوليا» لمحمد كردفانى.
وحصل فيلم «أوبنهايمر» لكريستوفر نولان على صوتين، وفيلم «قتلة وردة القمر» لمارتن سكورسيزى على صوت واحد.
منافسة ساخنة كانت بين الأفلام الخمسة التى أصبحت حديث العالم، لكن الجائزة لابد أن تتوج فيلما واحدا دون غيره.
التجربة بحق كانت مهمة وهنا أشكر أعضاء الجمعية على منحى تلك الفرصة التى جعلتنى أقف أمام عدد كبير من الأفلام المصرية والأجنبية التى عرضت خلال العام واسترجع محطاتها، لتنشيط الذاكرة البصرية وهو عدد ليس بقليل، فقد شهدت دور العرض المصرية عام ٢٣ أربعين فيلما مصريا، وحوالى ١٧٥ فيلما أجنبيا مختلفة الأطر والتوجهات وهو ما يعكس حالة رواج نتمنى ازدهاره فى العام الجديد.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات