دار عبادة طاجن البامية! - حسام السكرى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 6:43 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دار عبادة طاجن البامية!

نشر فى : السبت 10 نوفمبر 2018 - 8:15 م | آخر تحديث : السبت 10 نوفمبر 2018 - 8:15 م

- طالما فرحان بفيديو صلاة المسلمين في حديقة نيويورك، تقبل إن جماعة هندوس يصلوا في مكان عام في القاهرة؟
- لأ طبعا.
- مش ده تناقض؟

- موضوعين مختلفين. ازاي تساوي بين عبادة ربنا والشرك بيه؟

- ده كان ممكن يبقى نفس المنطق في ذهن أي مسيحي أمريكي شايف إن المسلمين اللي صلوا في نيويورك كفار بدينه اللي هو شايفه حق. وممكن يعتبر ده إساءة.

- يا سيدي كل واحد ودينه. هم دينهم يسمح لهم. أنا ديني لا يسمح بإقرار الشرك.

- ده مش فرق بين دين ودين، ده فرق بين فهم وفهم. الكنيسة الكاثولكية النهاردة بتدعو أتباعها للتسامح، لكن دورها في نشأة الحروب الصليبية في العصور الوسطى كان دموي. وقتها كانوا شايفين برضه إن ده متماشي مع تعاليم المسيحية. ده يوضح لك إن المسألة اختلاف أفهام واللي شايف إن الإسلام لا يقبل حرية العقيدة متحيز لتفسيرات معينة، رغم وجود تفسيرات أخرى تدعم حرية العقيدة.

- قول بصراحة عاوزنا نسيب القرآن ونمشيها بالدماغ.
- مصلحة البشر بداهة لا تتعارض مع العقيدة. القرآن وآياته فيهم كثير من السعة.

- يا سلام. ونلفق أي حاجة ونقول ده ماشي مع القرآن!
- إطلاقا. بس بدل ما تعرض كل أمر على القرآن بافتراض ان كل تفصيلة واردة فيه وده مش حقيقي، بتفكر في اختياراتك بشكل عقلاني بما ينفع مجتمعك وينفع الناس ويخدم المباديء القرآنية الإنسانية العامة: الحرية، المساواة، إعمار الأرض والإصلاح بين الناس مثلا. طالما إن قرارك هو الأنسب والأصلح يبقى أكيد مفيش تعارض. اللي عندهم مشكلة مع الكلام ده عاوزين يفرضوا تفسيرات تناسب هواهم. مش قادرين يناقشوها بالمنطق فيبلجأوا لرهبة النص والتخويف بإن عدم الالتزام بتفسيرهم يبقى فيه تحدي لربنا مش لعقولهم.

- وهكذا نصل للنتيجة اللي حضرتك عاوزها. ننشر معابد الكفر والناس تسيب دينها وتروح تعبد البقر والنمل ونرجع الأصنام بالمرة.

- هو سهل المسلمين يسيبوا دينهم كده لمجرد انهم لقوا معابد تانية؟ طب مش خايف على المسلمين في أوروبا من الكنايس مثلا؟

- لأ طبعا مش خايف. المسلمون على رباط إلى يوم الدين. لكن بعض ضعاف النفوس ممكن يُفتنوا.

- وانت عاوز ضعاف النفوس في إيه؟ كمالة عدد؟! مش المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف؟
- مش قادر اصدق انك بتروج لدور عبادة للبقر؟!
- أنا باروج لمفهوم التسامح وحرية العقيدة وكمان احترامها بصرف النظر عن تصوراتنا عن محتواها. افتراضك ان الهندوس بيعبدوا البقر مبني على تحيز مسبق وفيه نوع من تسفيه الهندوسية. قابلت حد هندوسي قالك انه بيعبد بقر؟

- معروفة. وبصرف النظر عن صياغات حضرتك المحنكة ما تقدرش تنكر إن البقرة لها مكانة في الهندوسية. حضرتك شايف ان ده منطقي؟ بقرة.. يا راجل!
- أنت محتاج تشوف نفسك وسط غيرك من الناس. هل احنا كمسلمين بنعبد الكعبة، هل بنصلي للحجر الأسود؟ هل بنروح نضرب الشيطان فعلا في رمي الجمرات؟
- لأ طبعا. دي كلها طقوس رمزية لكنها مهمة في العبادة.
- بالضبط كده. وزي ما انت فاهم إن دي في دينك أمور رمزية لازم تفهم ان ده نفس الحال في العقائد التانية. في النهاية محدش له دعوة إحنا بنمارس طقوس دينا ازاي طالما ما بنضرش حد. ونفس الحق ده مفروض لكل إنسان. العالم فيه أكثر من 4000 عقيدة وملة. والغالبية الساحقة من الناس اتولدوا على واحدة منها ولم يغيروها. واحنا مش مختلفين عنهم.
- ودول كلهم لازم اقبلهم؟
- مش بالضرورة لكن لازم تحترمهم لو عاوزهم يحترموك.
- حتى لو بيعبدوا النمل؟
- حتى لو بيعبدوا طاجن بامية.

التعليقات