السعودية ستكون الاختبار الأول والأصعب لسياسة بايدن الخارجية - العالم يفكر - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السعودية ستكون الاختبار الأول والأصعب لسياسة بايدن الخارجية

نشر فى : الأربعاء 11 نوفمبر 2020 - 9:35 م | آخر تحديث : الأربعاء 11 نوفمبر 2020 - 10:15 م

نشر موقع World Politics review مقالا للكاتب Frederick Deknatel حول أهمية إعادة بايدن لتقييم العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية... نعرض منه ما يلى.
كانت المملكة العربية السعودية واحدة من الدول القليلة التى انتظرت فترة طويلة إلى حد ما حتى هنأت جو بايدن بفوزه فى الانتخابات على دونالد ترامب. أصدر الملك سلمان ونجله، ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، بيانا عبر وكالة الأنباء السعودية أشادوا فيه بالرئيس المنتخب بايدن ونائبته كامالا هاريس، بعد أكثر من 24 ساعة من وضوح فوز بايدن يوم السبت.
وعد بايدن بـ«إعادة تقييم» علاقة أمريكا الممتدة مع المملكة العربية السعودية، والتى انحرفت فى عهد ترامب خاصة بعد مقتل الصحفى جمال خاشقجى والحرب فى اليمن. اعترف ترامب فى وقت لاحق للصحفى بوب وودوارد قائلا إنه تمكن من إنقاذ ولى العهد السعودى بعدما تمكن من إقناع الكونجرس بتركه وشأنه. كما استخدم ترامب حق النقض ضد قرار فى الكونجرس من الحزبين كان سينهى دعم الولايات المتحدة للحرب التى تقودها السعودية فى اليمن، والذى بدأ خلال فترة إدارة أوباما.
يقول نيل كويليام، زميل مشارك فى تشاتام هاوس فى لندن، إن القيادة فى السعودية تشعر بالقلق من قيام إدارة بايدن والكونجرس بإجراء مراجعة كاملة للعلاقات، بما فى ذلك إعادة تقييم العلاقات الدفاعية. ويضيف أنه يتوقع أن أول ما ستفعله إدارة بايدن هو الإشارة لاستيائها من السياسات السعودية الداخلية والخارجية. لذلك، بينما لم يكن مفاجئا تحوط الرياض وانتظارها لفترة قبل تهنئة بايدن على انتخابه، نظرا لأن ترامب لا يزال يرفض قبول النتائج وسط صرخاته الزائفة حول «سرقة الانتخابات»، تبدو المملكة العربية السعودية وكأنها أول اختبار كبير لسياسة بايدن الخارجية. لقد وعد بـ «حشد الديمقراطيات فى العالم» وتوضيح أن أمريكا لن تتخلى عن مبادئها مرة أخرى لمجرد شراء النفط أو بيع الأسلحة.
فى 2016، عندما بدت خسارة ترامب أمام هيلارى كلينتون محتملة، وقبل كل الصخب التى أثارته رئاسة ترامب، جادل مايكل وحيد حنا فى مقال لـWorlds Politics Review بأن الوقت قد حان لواشنطن إعطاء الأولوية للحلفاء الآخرين فى الشرق الأوسط. وكتب قائلا إن دعائم استراتيجية الأمن الإقليمى لأمريكا فى الشرق الأوسط، مصر والمملكة العربية السعودية، فى الواقع من العوامل الرئيسية لعدم الاستقرار، وفى كثير من الحالات تقوض المصالح الأمريكية. وبدلا من ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تنظر إلى شركاء لديهم إرادة وقدرات، وبالتحديد العراق والإمارات العربية المتحدة.
بعد أربع سنوات، يُطرح سؤال مفتوح حول مدى الاختلاف الذى سيطرأ على السياسة الأمريكية فى الخليج إذا تمحورت حول أبو ظبى، بدلا من الرياض، بالنظر إلى مدى الارتباط الوثيق بين محمد بن سلمان وولى العهد محمد بن زايد آل نهيان، الحاكم الفعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة. ولكن حتى لو كان سجل الإمارات فى مجال حقوق الإنسان أفضل قليلا من سجل المملكة العربية السعودية، فلا يزال يتعين على واشنطن العمل معها ومع دول الخليج الأخرى. وأشار حنا إلى أنه لا يمكن للولايات المتحدة عمليا أن تقصر ارتباطاتها الخارجية على الحكومات الديمقراطية ويجب عليها الدخول فى صفقات مع أنظمة غير ديمقراطية إذا كانت ترغب بالعمل بفاعلية فى العالم، ولا سيما فى الشرق الأوسط. لا يزال هذا صحيحا اليوم، وهو الواقع القاسى وراء تعهدات بايدن بإعادة تنظيم المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط. فأى إعادة تصور لموقف أمريكا العالمى سيتطلب علاقات أكثر إنتاجية مع العالم العربى.
ومع ذلك، فإن التحدى الذى يواجه بايدن يمتد إلى ما وراء ارتباط أمريكا بالرياض. انتقدت دول غربية أخرى، مثل فرنسا والمملكة المتحدة، السعودية أكثر مما انتقدت واشنطن فى عهد ترامب، لكنها لم تغير بشكل جذرى طبيعة علاقاتها الوثيقة، والتى بنيت بالمثل على مبيعات الأسلحة وصادرات النفط. كان من الواضح أن المملكة صمدت إلى حد كبير فى وجه الاحتجاج الدولى بعد مقتل خاشقجى، فلا تزال المملكة العربية السعودية منفتحة على الأعمال التجارية والاستثمارات الغربية.
الأسبوع الماضى أعلنت «فورمولا 1» أنها ستقيم سباقا فى شوارع جدة العام المقبل، كجزء من صفقة مدتها 10 سنوات. قالت مينكى ووردن من هيومن رايتس ووتش إنه لا يمكن للهيئات الرياضية مثل الفورمولا 1 والاتحاد الدولى للسيارات أن تتجاهل حقيقة استخدامهم كجزء من استراتيجية لصرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان فى المملكة العربية السعودية.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلي: من هنا

التعليقات