20 فى المائة..سنة 2020 - داليا شمس - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:04 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

20 فى المائة..سنة 2020

نشر فى : السبت 14 يوليه 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 14 يوليه 2012 - 8:00 ص

أعشق البراح، بكل ما يحويه المعنى من اتساع وأفق وراحة. ولطالما توقفت عند حياة هؤلاء الذين يعيشون فى الخلاء، سواء يعملون فى الصحراء أو يرابضون فى أماكن نائية بحكم وظيفتهم كبطل فيلم «المنسى».. فرصة للتأمل الإجبارى وجموح الخيال وبعض من الفراغ الذى يسمح بالسكن إلى النفس وممارسة غير مقصودة لما يسميه الإيطاليون (fariente) أى فن ألا تفعل شيئا وتستمتع بذلك، دون أن يتحول الأمر إلى كسل أو تواكل. قطعا يكون ذلك أسهل عند البعد عن صخب المدن، وربما هو ما يميز هؤلاء الأشخاص حتى لو لم يكن وجودهم هناك اختياريا أو لو لم يكونوا واعين بما تحدثه فيهم طبيعة المكان، لكنها تترك أثرا ويشعر بها فورا من يأتيهم من بؤر الصراع المدينى، ففى الخلاء قد يتحول العمل إلى لون من ألوان التصوف، وبالتالى يختلف الناس الذين تقابلهم فى المواقع الميدانية عن نظرائهم فى المكاتب الخشبية ذات الحوائط المتحركة.

 

●●●

 

كنت قد مررت من قرابة السنتين بمنطقة الكريمات على طريق الصعيد، حوالى 100 كم من القاهرة، حيث أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، فمصر هى إحدى دول منطقة الحزام الشمسى، إذ يتراوح معدل سطوع الشمس ما بين 9 و11 ساعة يوميا. كما قادتنى الصدفة مؤخرا إلى موقع آخر فى الزعفرانة، على طريق الغردقة، فرأيت أكبر محطة فى أفريقيا والشرق الأوسط لطاقة  الرياح على مساحة 136 مترا مربعا، لتوفير 545 ميجاوات.. الريشات والأبراج تمتد على مرمى البصر، وسرعة الرياح فى 13 موقعا ما بين رأس سدر والغردقة تتراوح بين 6،7 متر فى الثانية و8 ،10 أمتار فى الثانية (وفقا لأطلس الرياح)... كل الأشياء فى تصالح.. مياه البحر والصحراء.. سرعة الرياح وهدوء البشر.. القرى السياحية ومحطات توليد الكهرباء.. ظروف مثالية فى بلد مهدد بكارثة فى مجال الطاقة فى غضون سنوات قليلة، وإذا لم يتحول إلى مصادر الطاقة البديلة بشكل جدى سيتحول إلى مستورد للطاقة فى غضون عام 2020، لذا فعليه أن يوفر قبل هذه المدة 20% من إجمالى الطاقة الكهربية المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، تساهم فيها طاقة الرياح بنسبة 12% (والباقى مقسم على الطاقة الشمسية والمائية والكتلة الحيوية). ويردد البعض فى الكواليس معلومات غير مؤكدة أننا نقوم بالفعل باستكمال احتياجتنا من الطاقة من خلال شرائها من الشريك الأجنبى الذى يتقاسم معنا الإنتاج بالنسبة لبعض المشروعات، أى أنه يأخذ نصيبه من المشروع على شكل «طاقة» ثم يعيد بيعها لنا إذا احتجنا، لكن بسعر السوق العالمية، فنحن إذا أمام عملية استيراد وإن كانت تتم داخليا، لأن العديد من المشروعات فى هذا الميدان تتم على أساس الشراكة بين القطاعين العام والخاص وبمساهمات من قبل خبرات أجنبية.

 

●●●

 

صلابة من يعملون فى الموقع سواء بالكريمات أو بالزعفرانة تجعلنا نتحسر على التأخر المقصود فى اللجوء إلى مصادر الطاقة البديلة، ونحن فى زمن البحث عن البدائل بصفة عامة، نتحسر على الفساد وسوء الإدارة اللذين أوصلانا لاقتتال المواطنين بسبب أنبوبة بوتاجاز أو لتر بنزين وقد أمسك أصحاب السيارات «بجركن» ضخم فى انتظار أن يأتى دورهم... الصحف تنشر صور عائلات وقرى تضىء الشموع بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربى، نور الشموع يضفى شاعرية على الصورة رغم كونها تعبر عن واقع تعس، كذلك الحال بالنسبة لرفيف الريشات الثلاثة أعلى البرج عندما يحركها الهواء على طريق الغردقة... نحن فى أمس الحاجة لما ستأتى به الرياح.

التعليقات