فى سابقة أعتقد أنها الأولى من نوعها ، تطبق لائحتين مختلفتين على مسابقة واحدة . ففى لائحة الإتحاد الإفريقى لبطولة الأمم الإفريقية المقبلة بأنجولا لو فاز منتخب مصر على نظيره الجزائرى بهدفين مقابل لاشىء يحتل الفريق المصرى صدارة المجموعة بإحتساب الهدف المسجل لمصر فى مباراة الذهاب بالجزائر بهدفين.
بينما لو فاز منتخب مصر بهدفين نظيفين فإنه وفقا للائحة الفيفا " المطاطة " لبطولة كأس العالم بجنوب إفريقيا فإن الفريق المتأهل للنهائيات سيحسمه القرعة أو المباراة الفاصلة .. حيث لم يتوقع رئيس لجنة البطولات فى الفيفا أن يتساوى فريقان فى كل شىء كما يحتمل أن يحدث بين مصر والجزائر فى حالة فوز المنتخب الوطنى بهدفين نظيفين ..
أنه أمر أثار الإرتباك فى أوساط الكرة المصرية والجزائرية .. ومايثير المزيد من الإرتباك ماجاء فى الفقرة الثامنة من لوائح تصفيات كاس العالم ، حيث تقول المفقرة مايلى :" : في حالة وجود فريق ثان أو ثالث سيتأهل من داخل أي مجموعة إلى المرحلة التالية من المسابقة النهائية ، فإن المعيار الذي يحدد تأهل فريق على آخر يتوقف على صيغة المسابقة نفسها وسيتطلب موافقة الفيفا بعد تلقيها مقترحات الاتحادات القارية في هذا الشأن."
إنتهت الفقرة (وهناهل يطبق الاتحاد الأفريقي لوائحه التي تنص على قاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين في حالة التعادل بشكل عام على المجموعة كلها أم أن تلك حالة لا تنطبق على مصر والجزائر ، ولكن قد تسري على زامبيا ورواندا اللتين تتصارعان على نيل المركز الثالث والتأهل إلى كأس الأمم الأفريقية.؟!)
هذا سؤال طويل يحتاج إلى تفكير عميق . وإلى قرار من الفيفا
وأعتقد أن الأمر واضح الأن فلائحة الفيفا بشأن تصفيات المونديال وفقا لما جاء فى نصوصها تفترض إجراء قرعة أولا ثم مباراة فاصلة . والقول بأن لأحد الفريقين حرية إختيار القرعة لأنها الإختيار الأول فى لائحة الفيفا فهو غير محتمل لأن الوقت يسمح بإقامة مباراة فاصلة . وهو خيار أكثر عدلا .. لكن المهم أولا أن يفوز المنتخب الوطنى بهدفين نظيفين على الأقل . وأن نكون فى منتهى اليقظة فلانوافق عل إقامة المباراة الفاصلة فى فرنسا ، لأنها لت تكون أرضا محايدة ، حيث يعيش الألاف من الفرنسيين ، وبعد مباراة الجزائر ورواندا شهدت مدينة مارسيليا إحتفالات جزائرية أسفرت عن وقوع شغب وإصابة عدد من قوات الأمن الفرنسى ؟!
على أى حال ، بسبب الضغوط العصبية ، لم يقدم الفريق الجزائرى المستوى الذى يستحق أن نخشاه أمام رواندا ، أضعف فرق المجموعة ، ولعب مباراة فى غاية السوء ، وأعتقد أن مستواه فى هذه المباراة يمنح منتخب مصر قوة معنوية .. والضغط العصبى وتأثيره على الأداء هو ظرف ، جعلنا نحاسب منتخبنا الوطنى بشدة وبقسوة بعد فوزه على زامبيا ، وبجميع المقاييس ، يعد المنتخب المصرى أفضل من جميع الوجوه عن نظيره الجزائرى ، أفضل بهدوء الأعصاب والخبرات والتركيز ..وهو ماسوف نتناوله فيما بعد ، إلا أننا نتوقف عند غضب الأخوة فى الجزائر وإتهاماتهم غير المشروعة للفريق الزامبى قبل مباراة مصر وبعدها لدرجة أن بعض الصحف إعتبرت فوز الفريق المصرى هزيمة ، ومفاجأة كبيرة ، ..ويبدو أن الذين يشككون لم يشاهدوا اللقاء ، ولم يروا منتخب زامبيا وهو يلعب بمنتهى القوة والإصرار فلماذا التشكيك فى الفوز المصرى .. بينما الفريق الجزائرى حقق فوزا على منتخب زامبيا بأرضه وملعبه بهدفين نظيفين ..لماذا هذا الشك وهذا التشكيك ؟!
لماذا أيضا يرى الجزائريون أن من حقهم أن يتمنوا فوز زامبيا على مصر كى يتأهلوا مبكرا إلى المونديال بينما يغضبون ويصادرون حق المصريين فى الحلم بفوز أو بتعادل رواندا مع الجزائر .أمر غريب ، وليتهم كانوا هنا ليروا كيف إحتفل المصريون بهدف رواندا ..لماذا يرون أن مالهم ليس لنا وأن ماهو من حقهم ليس من حقنا ؟!
فى جميع الأحوال .. تبقى الرياضة .. ولعل الأخوة فى الجزائر يفهمون القصد مما طرحناه من تساؤلات ..
واليوم 14 أكتوبر .. ونرجو أن يتذكر من يقرأ هذه السطور أننا نحذر فى هذا اليوم وقبل شهر كامل من المباراة الفاصلة بين الفريقين ، نحذر من خمسة ألاف أو عشرة ألاف على الأكثر من المهاوييس والمرضى والمتعصبين فى الجزائر وفى مصر الذين يشعلون الفتن بتصريحات وكلمات ومقالات مسيئة إلى البلدين وإلى كرة القدم فى مصر وفى الجزائر .. فلاتنصتوا إلى هؤلاء .. ولاتقرأوا مايكتبون ولاتنشروا وتنثروا مايبيعون من كراهية فى ساحة الرياضة .. وقد حذرنا ؟!