كانت صدفة أن نكتب فى الأسبوع الماضى عن علاج الدكتور محمد السيد سعيد على نفقة الحكومة الفرنسية، ثم يحمل العدد الصادر فى اليوم نفسه من جريدة البديل، التى أسسها، خبر توقف إصدار الجريدة اليومى لفترة تصدر خلالها أسبوعيا ابتداء من اليوم.
عرفت البديل منذ لحظات تأسيسها الأولى وعملت فيها مع علاء العطار ومدحت الزاهد وخالد البلشى، رئيس قسم التحقيقات وقتها، وعلى سعيد ومحمود خيرالله، وكريمة كمال وأمينة الشريف وكثيرين آخرين قبل أن يأتى وائل عبدالفتاح رئيسا تنفيذيا للتحرير ويرحل ليصبح خالد البلشى مع ياسر الزيات مديرى التحرير، وتتألق معهما الجريدة، ثم يقرر د.محمد ـ مؤسس الجريدة ورئيس تحريرها ـ أن يترك مسئولية التحرير كاملة لهما، ويصبح خالد رئيس التحرير.
وكنت شاهدا على رفض مسئولى التحرير المتعاقبين، حملات إعلانية كانت كفيلة بتعويم الجريدة وضخ سيولة مادية كانت فى أشد الحاجة إليها، حتى لا تغير سياستها التحريرية أو توقف حملات صحفية أدارتها باقتدار ومهنية، وانحازت فيها للمهمشين والبسطاء.
كانت تجربة البديل مهمة، مهما كانت مساحات الخلاف أو الاتفاق معها، مثلها فى ذلك مثل الرجل الذى أسسها، فكافحت بهدوء لتقف وتفسح لنفسها مكانا تحت الشمس، لم تتلق دعما، مثلما لم يعالج مؤسسها على نفقة الدولة، ولم تنشر فيها وزارة إعلانا، كما لم يهتم وزير بالنظر إلى مؤسسها الراقد فى مستشفيات فرنسا الآن، وكيف يوقع وزير أو مسئول أمر نشر فيها وهى تنتقد بقسوة كل صباح، وتنشر المسكوت عنه فى الوزارات والهيئات المختلفة؟ أو كيف يصدر مسئول قرارا لعلاج الرجل فى باريس وهو الذى طالب فى معرض الكتاب بإصلاحات حقيقية وقدمها لأرفع مسئولى البلد، فقيل له، على الأشهاد، أن «يضعها على الكرسى ليجلس عليها»؟
لا أعرف كيف سألتقى «كتيبة الأشرار» الذين يجمعهم ديسك البديل مرة أخرى؟ كما لا أعرف كيف سأكون فى باب اللوق ولا أصعد إلى الدور الثامن فى شارع عبد المجيد الرمالى لأشرب الشاى من عم هاشم؟ وأضحك مع الأحمدين: الفخرانى ومحجوب وياسر محمود ومحمد البحيرى ومحمود متولى وعلى السيد وصبرى عبدالحفيظ؟.. ونقول للعزيز يسرى السيد: «مشِّى إيدك شوية؟» ولا أراكم الله مكروها فى عزيز لديكم!