إعلانات - محمود قاسم - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إعلانات

نشر فى : الجمعة 16 أبريل 2021 - 9:15 م | آخر تحديث : الجمعة 16 أبريل 2021 - 9:15 م

أسوأ ما فى الحياة العصرية هو سيطرة الإعلانات التجارية علينا سواء فى الصحافة أو فى وسائل الاعلام الأخرى وقد زحفت على الدراما بشكل فج فصارت هى اللغة الأساسية التى تعكر صفونا، فيما قبل كانت هناك مساحة للإعلانات قبل بث أى مسلسل أو فيلم وكان الجيل السابق يستمتع بمشاهدة العمل الفنى خالصا دون أى تقطيع وبمرور السنين سارت الإعلانات تقطع لذتنا فى المتابعة إلى ان وصلنا لحال بائس بحيث نرى الإعلانات تتخللها دراما.

وفى المرحلة الاولى من اليوتيوب كانت المتعة ان نرى الاعمال الفنية بدون أى إعلانات، ثم بدأت الإعلانات تزحف ببطء شديد ثم بسرعه قوية ويبدو ان سعر الإعلانات فى اليوتيوب ارخص بكثير من مسيرتها فى التليفزيون والصحافة مما دفع المعلنين للجوء إلى اليوتيوب كبديل مضمون ووصل الامر إلى ان الإعلانات تقطع عليك كمشاهد أى متعة لمتابعة كل ما يعرض هناك من أفلام ومسرحيات وأغانى وبرامج سياسية وغيرها إلى حد الإزعاج الشديد، أنا لا أعرف آلية عمل الإعلانات على اليوتيوب فما هى الجهة التى تتولى تصميم الإعلان وبثه واستلام الاجر، فمن خلال متابعتى للكثير من مواد اليوتيوب بلغات عديه فإن الأمر صار بلا قانون (سداح مداح) وعلى سبيل المثال يمكنك مشاهدة فيلم ما وتكتشف ان الإعلانات المصاحبة له أطول كثيرا من زمن الفيلم والإعلانات مملة تفتقد البهجة واللمسة الراقية وكل هذا السخف يتكرر عرضه مرات كثيرة أثناء الفيلم الواحد، يمكنك مثلا ان تشاهد اغنية طويلة جدا بإحدى اللغات الآسيوية طويلة جدا تقطع مشاهدتك لفيلم مثل غزل البنات، ويا ويلك لو كنت تجلس بعيدا عن الكمبيوتر ولا تتمكن من إيقاف الإعلان وعليك أن تكتشف أن أموال الإعلانات مخصصة لتكدير دمك الرايق ولو حاولت فتح فيلم آخر أو يوتيوب آخر الأمر يتكرر بكل سخف، انه عالم جديد نحن فيه الضعفاء وقد هربت من سطوة الإعلانات فى مسلسلات رمضان وأفلام اليوتيوب التى نختارها للكتابة عنها أو لدراستها فأصبحت هناك ظاهره اسمها مشاهدة الهلاهيل ولم يعد هناك أى استثناء فى هذا الصدد فإن اليوتيوب صار مزعجا والطريق الأمثل الآن هو الاشتراك فى قنوات الأفلام والبث الخاص التى صارت تتنافس فيما بينها لشراء حقوق إذاعة أفلام بعينها سواء باللغة العربية أو بلغات اخرى، واطرف ما فى الامر ان هذه المحطات تتنافس من خلال الإعلانات على شاشات اليوتيوب وتطلب من المشاهد الاشتراك فيها أى ان زمن اليوتيوب الصافى قد ولى بلا عودة، ولا شك ان المرحلة القادمة ستزحف فيها الإعلانات التجارية إلى هذه المحطات التى تندفع لها اشتراكات وبعد عامين سوف تظهر أساليب جديدة للبحث عن بث أفلام بدون إعلانات وليست الافلام فقط ولكن المسلسلات والأعمال الفنية، انها لغة المال والتجارة ففى سنوات سابقة كان الأطفال يتقبلون الإعلانات ويتغنون بها حيث كان يشارك فى تلحينها فنانون كبار مثل سيد مكاوى بليغ حمدى وغيرهما لكن الان ما ذنبى وانا اشاهد اعلانا اسيويا لأغنية أو مسرحية من فصل واحد باعتبار ان اليو ةتيوب اصبح ملكا لشركات دولية والغريب فى هذا الصدد ان القنوات التى يمولها المعارضون خارج مصر تتخللها إعلانات محلية بما يعنى ان هذه المواد لا وطن لها ولا انتماء سواء جلب المال.

حسبما يقول أصدقائى غير موجودة فى القنوات التليفزيونية التى يدفع لها اشتراك شهرى ولكن لأن عنوان هذا الباب هو يوتيوب فإننى اشعر بالأسى لما حل بهذا الابتكار العظيم على ايدى الباحثين عن المال ولا شك ان رخص أسعار الإعلانات هنا قد احدث الخسائر الجسيمة لصناعة الصحافة الورقية فالصحف الكبرى والمجلات صارت فى أزمة بسبب هجرة الإعلانات إلى اليو ةتيوب الذى يبدو ارخص سعرا واكثر انتشارا ليس فقط اليوتيوب ولكن فى كافة الوسائل الإلكترونية التى لها شعبية كبيرة هو على رأسها الفيس بوك، ومثلما اشارت فإننا لا نعرف أسماء المؤسسات التى تسيطر على هذه العالم ولا كيفية الاتصال بها وكل ما علينا ان نفعله هو قبول الامر الواقع على مضض شديد ونحن نردد وداعا ايتها المتعة الخاصة.

يعرف من يتابعنا اننا نتفرد فى هذا العمود الأسبوعى بمشاهدة الأفلام المجهولة التى لا يعرفها أو بإعادة رؤية أفلام اخرى مألوفة بمنظور جديد تماما، و كم استمتع برؤية فيلم قديم لم يره الا القليلون ومنها فيلم صاحبه العمارة بطوله محمد فوزى وسامية جمال الذى سوف نتحدث عنه فى مره قادمة فمشاهدة هذا الفيلم مثلا أو مشاهدة فيلم «صاحبة الملاليم» وكلاهما من انتاج 1949 عملية ممتعة وانت تكتشف أشياء جديدة لم ينتبه اليها احد منذ سبعين عاما منها ان سامية جمال ممثلة كوميدية من الطراز الأول اكثر منها كفراشة راقصة وان كاميليا بأفلامها التى قدمتها فى حياتها كانت وفاتها بمثابة خسارة فادحة على سينما البهجة والاستعراض وهى التى عملت مع ابرز المخرجين والنجوم فى عصرها وسوف نتحدث عن فيلم صاحبة العمارة فى مقال قادم.

التعليقات