مخرج آمن في زمن الكرب - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:35 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مخرج آمن في زمن الكرب

نشر فى : الجمعة 17 يوليه 2020 - 6:55 م | آخر تحديث : الجمعة 17 يوليه 2020 - 6:55 م

تصادف أن تحالفت ضدى قراءاتى طوال الأسبوع الماضى. سبع دراسات مختلفة بين طبية ونفسية تشير إلى الأثر المدمر للضغوط العصبية والنفسية على جسد الإنسان فيما يعرف بالأمراض النفسجسدية. ارتفاع نسبة الإصابة بجلطة الشرايين التاجية لدى الذين يعانون من مشاعر الإحباط فى العمل والمتعطلين. جلطة المخ قد يسبقها فترة من الاكتئاب الذى لا يعلن عنه صاحبه، قد يحمل السرطان فى صور مختلفة ضيفا ثقيلا على من يعانون الشعور المزمن والإحساس بالكآبة الدائمة.

من منا الآن ليس ضحية للقلق والكآبة والضغوط النفسية المدمرة؟ من منا لا يشعر بالخوف من الآتى؟ من منا لا يتوجس شرا وينتظر خطرا؟ من منا إذن سيلقى ذلك الجزاء على ذنب لم يقترفه ولم يشارك فيه؟ من منا سيحل به المرض ويهزمه الشلل إذا ظل على حاله يرقب تصدع الوطن وانحسار النور وحلول الظلام الغاشم؟! من منا لا تداهمه مشاعر قاتمة الآن فى ظل حتمية التباعد الاجتماعى؟ دراسة وحيدة أعادت لى بعضا من التفاؤل خرجت من أحد المراكز العلمية التى يهتم من يعملون بها بصحة الإنسان الذى فى موقع الخطر الذهنية والنفسية. مركز طبى يهتم بإعداد برامج تشغل الذهن بمسائل فنية إبداعية تحتل الجزء المظلم منه لتطرد ما به من مشاعر سلبية محبطة. Mindfulners.used Stress Redaction.

أعد المركز برنامجا يستند إلى العلم لمجموعة من السيدات اللاتى أصابهن سرطان الثدى حديثا فكن بلا شك تحت وقع أثر الصدمة الأولى عند التشخيص.

اعتمد البرنامج على اكتشاف قراراتهن على حدة فى تعلم الرسم باستخدام الألوان المائية أو الباستيل أو أقلام الرصاص أو الزيت. وأيضا على إدراجهن فى برامج للتأمل منها التنفس بعمق وحركات اليوجا التى تستهدف الاسترخاء ومقاومة الانقباض العضلى الناشئ عن الضغط العصبى.
هل أكمل أم أنكم ستنفضون عنى لاعنين رفاهية التفكير؟

ليس فيما أقول أى شبهة لرفاهية التفكير أو رومانسية الفكر إنما هو العلم ولا شىء غيره. أكدت الدراسة أن المخ يتغير تحت وقع رتابة التنفس العميق إذا ما اقترن بتمارين الاسترخاء. إن كمية الدم الواردة لتزيد وأن مراكز فيه تتوهج.

ماذا لو انتزعتم دقائق من ساعات يومكم الغليظة التى تحاصركم بدلا من أن تعيشوها، مارستهم فيها التنفس بعمق وبعضا من تمارين استرخاء العضلات. تلك رياضات لا تحتاج لمكان خاص أو استعدادات معينة ولا تستخدم فيها أى أدوات رياضية باهضة التكاليف، إنما هى رياضة تعتمد فقط على قناعات الإنسان.

هل تؤمن بأنك قادر على انتزاع نفسك بنفسك من تلك الهموم التى فرضها ذلك الوباء الذى هاجمنا من دون سابق إنذار وفرض علينا تلك المواءمات الغريبة: السلام بالكوع والتباعد عن الأصدقاء والحرص على مسافة مترين بين الإنسان والآخر؟

إذا توافر لديك العزم على إنقاذ نفسك بنفسك وواتتك القدرة عليك بنفس عميق: املأ رئيتك بعمق وبطء شديد هواء واحرص على أن تخرجه بذات البطء على مهل فى ثقة.

طالع بعضا من المصادر العلمية الثقة التى تتحدث عن رياضات الذهن ومهارات التنفس: اليوجا، التأمل بعمق، تمارين التنفس، ارتخاء العضلات الإرادى.. كلها فى الواقع رياضات يفرضها واقع علينا تغير ومعه يجب أن تتغير فى حياتنا قناعات تساعدنا على التكيف مع حقائق مازالت تتضح معالمها يوما تلو الآخر.

صدقونى.. ربما كانت تلك الرياضات الذهنية التى تربط النفس بالعضلات مخرجا آمنا من ذلك الحصار النفسى الذى فرضه علينا فيروس لعين لا يرى بالعين المجردة وإن ارتدى تاجا يميزه: الكورونا.

لا أدعى أن هذا حل بديل لعلاج أو وقاية لدواء أو لقاح إنما أقول بالقطع إن فيها بعضا من تسريب بخار الغضب واليأس والإحباط الذى سيطال أجسادنا بعد أن نال من أرواحنا.

التعليقات