أفضل جامعة في العالم - محمد زهران - بوابة الشروق
الإثنين 2 ديسمبر 2024 3:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أفضل جامعة في العالم

نشر فى : السبت 20 فبراير 2021 - 9:05 م | آخر تحديث : السبت 20 فبراير 2021 - 9:05 م

بين الحين والآخر نجد بعض الأخبار المتناثرة في الصحف ومواقع التواصل عن تصنيف بعض جامعاتنا في مصر بين جامعات العالم. هناك عدة تصنيفات وعندما نتقدم في بعضها أو كلها يتم نشر ذلك لأن مثله مثل الألعاب الرياضية تعتبر من القوة الناعمة لأنها تعطي صورة مشرفة للعالم الخارجي حين تكون عندنا أكثر من جامعة مصنفة تصنيفاً متقدماً. تصنيف الجامعات يعتبر أيضاً وسيلة مقارنة بيننا وبين دول الجوار.
هذا الاهتمام بتصنيف الجامعات على المستوى العالمي سيزداد في مصر خاصة أن هناك العديد من الجامعات الأهلية التي من المزمع إنشائها أو في مراحل الإنشاء الأخيرة أو بدأت بالفعل. كنا قد تكلمنا في مقال سابق عن كيفية تصنيف الجامعات فلن نعيد سرد هذه المعلومات مرة أخرى.
مقالنا اليوم عن أهمية تصنيف الجامعات بالنسبة لنا في مصر.

السبب الرئيسي هي القومة الناعمة كما قلنا، لكن هذا السبب مهم بالنسبة لتصنيفنا نحن، لكن ما أهمية تصنيف الجامعات الأخرى بالنسبة لنا؟

التعاون مع الباحثين في الجامعات الأخرى المتقدمة في التصنيف يساعد باحثينا على الاستفادة من الباحثين هناك اكتساب الخبرة ويساعد أيضاً على العمل في مشاريع بحثية كبيرة. هناك عدة أسئلة صعبة نحتاج إلى الإجابة عليها.
ما الذي يدفع جامعة متقدمة في التصنيف (أول 20 جامعة مثلاً) إلى التعاون مع جامعاتنا؟ أنا أعرف أن عندنا باحثون متميزون جداً وطلاب موهوبون لكن هذا لا يظهر لتلك الجامعات المتقدمة كما أننا لن نستطيع أن ندفع أموالاً طائلة لهم لتمويل الأبحاث كما تفعل دولاً أخرى. إذا حتى نستطيع أن ندفع تلك الجامعات للسعي إلى التعاون معنا يجب أن نصبح معروفين في العالم ولو حتى في بعض التخصصات، لكننا نريد الخبرة، فكيف نأتي بها؟ أعتقد أنه يمكن أن نبدأ في التعاون مع الباحثين المصريين في الخارج ومصر لديها جيشاً من الباحثين المتميزين في مختلف جامعات العالم مستعدين للتعاون خاصة وأن عندنا الكثير من الجامعات الجديدة والتي تريد أن تبني اسما لامعاً في العالم الأكاديمي والبحثي.

نعود إلى موضوع ترتيب الجامعات خاصة فيما يتعلق بالتعاون العلمي. هنا أقول إن الترتيب العام للجامعات لا أهمية له إطلاقاً عندما نريد التعاون في البحث العلمي. المهم هو التصنيف في كل تخصص.
فقد يكون تصنيف جامعة ما متأخراً لكن في تخصص معين هي من أقوى الجامعات. لذلك هناك تصنيفات للجامعات بحسب كل تخصص. إذا أردنا التعاون البحثي في مجال الإلكترونيات مثلاُ فلنبحث عن الجامعات المتقدمة في مجال الإلكترونيات، حتى لو كان تصنيفها العام متأخراً. هل تظن أن جامعة هارفارد مثلاً متقدمة جداً في الهندسة الميكانيكية؟ أم هناك جامعات أخرى أكثر تقدماً؟ هذه أول نقطة يجب أن ننتبه لها: تصنيف الجامعات في كل تخصص على حدة. النقطة الثانية تتعلق بالباحثين أنفسهم.

قد نجد باحثاً ممتازاً في جامعة ذات ترتيب متأخر أو باحث سيء في جامعة ممتازة. قد تتساءل كيف يمكن أن يوجد باحث سيء في جامعة ممتازة؟ أغلب الجامعات في أمريكا تعطي الأكاديمي وظيفة ثابته لا يفصل منها أبداً إلا في حالات محددة ليس منها البحث العلمي، وغالباً يكون ذلك عند ترقيته لدرجة أستاذ مساعد. لذلك قد نجد بعض الباحثين يقومون بأبحاث ممتازة فقط ليحصلوا على الترقية والتثبيت ثم بعد ذلك يكتفون بالحد الأدنى من العمل وهذه هو تعريف الأستاذ السيء. فهل نريد أساتذة من هذا النوع تتعاون مع جامعاتنا؟ بالطبع لا. إذاً كيف نعرف الأستاذ الممتاز الذي يمكن أن تستفيد منه جامعاتنا؟

الأستاذ الممتاز هو من يظل يتابع البحث العلمي وينقل علمه لطلبته سواء عن طريق الإشراف على أبحاثهم أو عن طريق التدريس، لاحظ أن الأستاذ الممتاز هو باحث ومدرس. هو شخص يريد نقل علمه للطلبة ويتابع البحث العلمي ولا يخاف أن يتفوق عليه تلميذه. هو شخص يطمح في مساعدة بلده وليس فقط زيارتها كل عدة سنوات ليستقبله الناس استقبال الأبطال ويظهر في البرامج التليفزيونية ويعطي محاضرة أو اثنتين ثم يعود إلى جامعته في البلد التي يعمل بها. مساعدة بلده هو أمر مستمر وليس حدثاً يحدث كل عدة شهور أو عدة سنوات.

قد نجد أستاذاً ممتازاً في جامعة متأخرة الترتيب، وهذا يحدث في بعض الأحيان لأسباب غير متعلقة بالعمل لكن قد يكون ذلك لأسباب عائلية، مثلاً يستلزم وجوده في مدينة معينة لا تحتوي على جامعات متقدمة أو للعمل في جامعة ليست متقدمة في الترتيب لكن تعطي مرتبات أعلى.

نقطة أخيرة إن كنا نريد جامعة عظيمة وهي أنه علينا الاهتمام بالتدريس قدر اهتمامنا بالبحث العلمي. أنا أعلم أن التدريس ليس به جوائز عالمية ولا يساعد على التقدم في التصنيف لكنه هو الذي يبني المستقبل. إذا اهتممنا بالتدريس فسيودي ذلك إلى بناء مجتمع بحثي عظيم في تلك الجامعة. التدريس سيبني البحث العلمي لكن نحتاج إلى وقت.

محمد زهران عضو هيئة التدريس بجامعة نيويورك فى تخصص هندسة وعلوم الحاسبات، حاصل على الدكتوراه فى نفس التخصص من جامعة ميريلاند الأمريكية، له العديد من الأبحاث العلمية المنشورة فى الدوريات والمؤتمرات الدولية، بالإضافة إلى الأبحاث والتدريس.. له اهتمامات عديدة بتاريخ وفلسفة العلوم ويرى أنها من دعائم البحث العلمى، يستمتع جداً بوجوده وسط طلابه فى قاعات المحاضرات ومعامل الأبحاث والمؤتمرات، أمله أن يرى الثقافة والمعرفة من أساسيات الحياة فى مصر.
التعليقات